تشتهر فترة الحمل بتأثيرها على مزاج المرأة، فيزداد قلقها، وتصبح مشاعرها أكثر حساسية. ولا يقتصر التغيير على الجانب النفسي فقط، بل تحدث تغيرات جسدية أيضاً.
فيتعرض جسم المرأة خلال فترة الحمل لعديد من التغيرات الجسدية، منها الظاهرة مثل زيادة حجم البطن وزيادة الوزن.
تحدث معظم التغييرات في أثناء الحمل، بسبب التقلبات في مستوى الهرمونات، خاصةً هرمون البروجسترون والإستروجين، وهما هرمونا الحمل الرئيسيان، ويساعدان المشيمة على تحسين أوعيتها الدموية، ونقل المواد الغذائية للجنين.
ونقدم في هذا التقرير دليلاً على بعض التغيرات الجسدية الأخرى التي يتعرض لها جسم المرأة خلال فترة الحمل.
– مشاكل في الفم والأسنان
نزيف اللثة هو شكوى شائعة في الحمل، وقد ينشئ بوابة مفتوحة للعدوى. كما أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات في أثناء الحمل، لأن الجهاز المناعي يتراجع.
وكما نعلم، عند نمو الجنين، فإنه يتطلب كميات جيدة من المواد الغذائية التي تُستكمل من خلال نظام غذائي للمرأة الحامل. عندما تنقص العناصر مثل الكالسيوم في النظام الغذائي، يتحول الجسم إلى نفسه؛ ومن ثم يستخلص الكالسيوم من الأسنان. هذا هو السبب في أن بعض النساء يواجهن ضعف الأسنان.
– الشعر والجلد
كثيراً ما يقال إنَّ جلد المرأة يبدأ بالتوهج عندما تكون حاملاً، والشيء نفسه ينطبق على الشعر. يتحسن شعر المرأة الحامل ويزداد كثافة وصحة، بسبب هرمون الإستروجين الذي يزيد من طول المرحلة التي ينمو فيها الشعر.
ولكن لسوء الحظ، قد لا ينمو الشعر في الرأس فقط، ولكن قد تتعرض المرأة الحامل إلى زيادة نمو الشعر في المناطق غير المرغوب فيها بالجسم.
ومع انخفاض هرمون الإستروجين بعد الولادة، يبدأ الشعر في السقوط، وعادة ما تشير أصابع الاتهام إلى الرضاعة الطبيعية بأنها تُضعف الجسم وتُسقط الشعر. ولكن هذا بسبب عودة الإستروجين إلى مستوياته الطبيعية، وفي غضون بضعة أشهر يعود الشعر إلى نموه ومظهره الطبيعي.
– الأظافر
مثل الشعر، تميل الأظافر أيضاً إلى النمو بشكل أسرع عندما تكون المرأة حاملاً، وقد تكون تلك التغيرات نتيجة لزيادة تدفق الدم إلى الأصابع وأصابع القدم، بسبب زيادة مستويات هرمون الإستروجين.
– تغيرات داخلية
يتسع رحم المرأة، ليتمكن من استيعاب الجنين بداخله كلما كبر ونمت أعضاؤه، لذا يتمدد الجلد في منطقة البطن؛ وهو ما يسبب ظهور علامات التمدد.
التغيرات الهرمونية تتسبب أيضاً في استرخاء الصمام الذي يفصل بين المعدة والمريء، ويحدث زيادة في كمية الطعام والحمض التي تصعد إلى المريء.
يزداد الضغط على المثانة البولية، وتؤدي زيادة تدفق الدم إلى كثرة التبول. قد تؤدي الزيادة في الوزن أيضاً إلى تورم القدمين. كذلك يعمل الهرمون الذي يريح عضلاتك للتحضير للولادة على راحة عضلات قدميك. هذه العوامل مجتمعة، يمكن أن تؤدي إلى زيادة طفيفة في حجم القدم أيضاً. قد يؤدي الضغط المتزايد أيضاً إلى الضغط على الحجاب الحاجز؛ وهو ما يؤدي إلى ضيق التنفس.
– الثديان
في أثناء الحمل يميل ثديا المرأة إلى الانتفاخ، ويرجع ذلك إلى احتباس الماء وإعداد الجسم للرضاعة الطبيعية، حتى منطقة الهالة حول الحلمات تميل إلى تغميق لونها في أثناء الحمل. تستمر الزيادة في الحجم حتى تقوم المرأة بإرضاع الطفل.
بعد ذلك، عادة ما يكون هناك انخفاض في حجم الثدي ويميل إلى الترهل. وعادة ما يكون هناك انخفاض في الدافع الجنسي للمرأة، وقد يستمر حتى نحو 6 أشهر إلى سنة بعد الولادة.
– الحمل وداء السكري
تصاب بعض النساء بحالة تُعرف باسم سكري الحمل، وهي حالة من مرض السكري الذي يتطور في أثناء الحمل، وعادة ما يزول بعد الولادة بفترة وجيزة. كما هو معروف، يقال أيضاً إن النساء يختبرن الرغبة الشديدة في بعض المواد الغذائية أو الأذواق.
– علامات التمدد
من أكثر العلامات المزعجة التي تحدث للمرأة خلال فترة الحمل، وتظهر خطوط التمدد على البطن والثديين والمؤخرة والفخذين، وتسبب الحكَّة.
من المحتمل أن تحدث علامات تمدد الجلد عند النساء البدينات أو اللاتي يعانين زيادة سريعة بالوزن في أثناء الحمل أو عندهن أجنّة كبيرة. قد يكون سببها انهيار الكولاجين، أو النمو السريع للنسيج الضام الذي يدعم الجلد.
– تصبُّغ البشرة
كما ذكرنا، يبدأ جلد المرأة في التوهج والاحمرار نتيجة زيادة الدورة الدموية بالجلد، ولكن هناك بعض التصبغات التي تصيب الجلد وتسمى الكُلَف. وتظهر التصبغات البُنية على الوجه حول العينين وعلى الأنف وعلى الفخذين، بسبب زيادة صبغ الميلانين الذي يمنح البشرة لونها.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تنتج مستويات الهرمون المتقلبة خطاً مظلماً في وسط البطن يمتد من سُرة البطن إلى عظمة العانة. يُعرف هذا التغير باسم الخط الأسود Linea nigra، وعادة يكون أكثر شيوعاً عند النساء اللائي لديهن بشرة داكنة، وغالباً ما يتلاشى بعد الولادة.
يمكن أن تسبب تغييرات الصباغ تغميق النمش والشامات في أثناء الحمل، كما يمكن أن يتفاقم حَب الشباب أيضاً في أثناء الحمل، فالتحولات الهرمونية التي تسبب إفراز الجلد مزيداً من الزيوت هي المسؤولة على الأرجح عن تلك الحبوب.
– زيادة درجة حرارة الجسم
زيادة درجة حرارة الجسم واحدة من أوائل تلميحات الحمل، فتشعر النساء بالحرارة والعَرق في فترات الحمل، بسبب زيادة معدل الأيض وزيادة نشاط غدة العرق.
النساء أيضاً لديهن حاجة أكبر إلى الماء في أثناء الحمل، وقد يكنّ أكثر عرضة لارتفاع الحرارة والجفاف عند عدم توخي الحذر والبقاء في حالة رطبة في أثناء ممارسة الرياضة.
– أكثر عرضة للإصابات الرياضية
ورغم أن هرمونات الحمل هذه مهمة للغاية لنجاح الحمل، فإنها يمكن أن تجعل التمرين أكثر صعوبة، لأن الأربطة تكون ضعيفة، وقد تكون المرأة الحامل أكثر عرضة للالتواء وإصابات الكاحل أو الركبة. ومع ذلك، لم توثق أي دراسات زيادة في معدل الإصابة في أثناء الحمل.
كذلك، بسبب زيادة حجم البطن والثديين في أثناء الحمل، يصبح مظهر البطن محدباً وهو ما يزيد من انحناء الظهر، وقد يؤثر في مركز ثقل الجسم، وهو ما يغير من إحساس الحامل بالتوازن.
– تغيرات في الرؤية
تواجه بعض النساء تغيرات بالرؤية في أثناء الحمل، وتتميز بزيادة قِصر النظر. لا يعرف الباحثون الآليات البيولوجية الدقيقة وراء التغيرات في الرؤية. تعود معظم النساء إلى رؤية ما قبل الحمل بعد الولادة.
التغييرات الشائعة في أثناء الحمل تشمل التشويش وعدم الراحة مع العدسات اللاصقة، كما تواجه الحوامل غالباً زيادة في ضغط العين. قد تتعرض النساء المصابات بتسمم الحمل أو سكري الحمل لخطر كبير بمشاكل العين النادرة، مثل انفصال الشبكية أو فقدان البصر.