لكي لا تواجهي صعوبات في أثناء فطام الطفل، جمعنا لكِ بعض النصائح العملية لمساعدتك، وسواء اتخذتِ قرار الفطام أو قرَّر الطفلُ الامتناع عن الرضاعة الطبيعية، فإن آلام الثدي والاحتقان الناتج عنه يُتعب الأم نفسياً وجسدياً.
صحيفة New York Times أجرت مقابلات مع مجموعة متنوعة من الخبراء في الرضاعة، بمن فيهم طبيب الأسرة، واثنان من علماء النفس، واستشاري معتمد في الرضاعة، وباحثة متخصصة في الرضاعة الطبيعية.
تندر البحوث المتعلقة عن الفطام، وفي حين أنَّ ثمة بعض الدراسات التي تبحث في الفطام من منظور الثقافات أو العوامل المرتبطة به، لا يوجد أي تقييم علمي لفاعلية استراتيجيات الفطام المتختلفة.
لذلك تستند الكتب القليلة التي تتناول هذا الموضوع إلى تجربة استشاري الرضاعة، والمربيات، وأطباء الأطفال.
إليك ملخص ما نصح به الأخصائيون:
طرق فطام الطفل من الرضاعة الطبيعية:
حدِّدي الوقت المناسب لفطام طفلكِ
توفر الرضاعة الطبيعية مجموعة متنوعة من الفوائد الصحية للطفل، إلى جانب كونها تعود بالنفع على الأم كذلك، ولهذا توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال الأمهات بالرضاعة الطبيعية على مدى الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل، ومواصلة الرضاعة مع إمداد الطفل بالأطعمة الصلبة خلال السنة الأولى، أو "طالما رغبت الأم وطفلها في ذلك".
وتتفق منظمة الصحة العالمية مع ذلك، غير أنها تقترح إرضاع الطفل لمدة تصل إلى عامين أو أكثر.
تُرضع الكثير من الأمهات أطفالهن لفترة أطول من ذلك، في حين تُفطم الكثير منهن الطفل في وقتٍ أقرب بكثير.
تقول آن إغلاش، طبيبة الأسرة واستشارية الرضاعة في ماديسون، ومؤسسة أكاديمية طب الرضاعة الطبيعية؛ مؤسسة تضم أطباء مكرسين لدعم الرضاعة الطبيعية والحث عليها: "ما تقرره الأم هو الصواب دائماً".
حدِّدي النهج الذي ستتبعينه
حين يتعلق الأمر بالفطام، ثمة طريقتان رئيستان: الفطام برغبة الأم، والفطام برغبة الطفل. وكما يوحي الاسم، تختلف النُّهُج المتبعة إلى حد كبير حسب الحالة.
لا تفضل كثير من الأمهات اعتماد نظرية واحدة دون غيرها، لكن في حال فشلت إحدى الطرق يجدن حلولاً وسطاً.
قد تترك بعض الأمهات الطفل يتحكم في الأمر، مع وضع حدود تتعلق بعدد الرضعات والتوقيت الذي يرضع فيه الطفل.
فيما تشرع أخريات في عملية الفطام بأنفسهن، لكن مع مراعاة التوقيت المناسب للطفل الذي يعاني من صعوبة في التكيف.
لا يتوجب أن يكون الفطام إما منح كل شيء أو لا شيء؛ فطالما كان ينتج ثديك كمية كافية من الحليب، بإمكانك تقليل عدد مرات الرضاعة، لا إيقافها تماماً، وسيتكيَّف جسمك مع هذه الطريقة.
ضعي في اعتبارك أنَّه من الشائع أن يرفض الأطفال الرضع ثدييكِ مؤقتاً، وخصوصاً حين تتراوح أعمارهم بين 4 و7 أشهر. لكن امتناع الطفل عن الرضاعة الطبيعية لا يعد علامة على كونه مستعداً للفطام.
إذا قررتِ فطام طفلك، قلِّلي مرات الرضاعة
بتقليل عدد الرضعات بتمهّل على مدار عدة أيام أو حتى أسابيع، ستقللين بذلك خطر إصابتك باحتقان الثدي، الذي يمكن أن يؤدي بدوره إلى انسداد القنوات الثديية أو التهاب الثدي.
حدِّدي في البداية رضعة واحدة لتتخلصي منها في اليوم.
يميل الأطفال إلى أن يكونوا مرتبطين أكثر بالرضعة الصباحية، أو الرضعة التي تسبق النوم مباشرة، لذا تنصح آن الأمهات بإنقاص رضعة بعد الظهر، وهو التوقيت الذين تفرز فيه أثداء الأمهات كمية أقل من اللبن.
بعد عدة أيام، وبمجرد بدء ثدييك في التأقلم، يمكنكِ حينها إنقاص رضعة يومية أخرى.
يمكنكِ إنقاص رضعة الصباح الباكر أو الرضعة الليلية، بدلاً من الرضعة التي تسبق رضعة بعد الظهر مباشرة.
أطيلي المدة الزمنية بين الرضعات، وقللي الوقت المستغرق في الرضعة الواحدة، إذا كان ثدياكِ يفرزان كمية كبيرة من الحليب، سيتأقلم ثدياك على هذا التغيير وسيفرزان كمية أقل من الحليب.
تختلف طول المدة الزمنية التي يحتاجها ثدياك قبل التأقلم على تلك التغييرات باختلاف الحالة: قد تحتاج بعض الأمهات إلى يومين فحسب، وقد تحتاج إلى وقت أطول.
وتنصح كاثلين كيندل تاكيت، الحاصلة على الدكتوراه وأخصائية الصحة واستشارية الرضاعة في تكساس، بإنقاص رضعة واحدة أسبوعياً لتجنب حدوث مشاكل مثل انسداد القنوات الثديية أو التهاب الثدي.
ضعي في اعتبارك، رُغم ذلك، أنَّ إنقاص رضعة لا يعني بالضرورة إنقاص الحصة الغذائية لطفلكِ.
إذا كان عمر طفلكِ أقل من 6 شهور، قدِّمي له زجاجة الرضاعة التي تحتوي على الحليب الصناعي أو حليب ثدييكِ في نفس الوقت المخصص للرضاعة.
وفي حالة كان طفلكِ تجاوز الستة أشهر، سيكون حينها مستعداً لتناول كوب من الحليب بدلاً من استخدام زجاجة الرضاعة.
ساعدي طفلكِ على التأقلم
لا يساعدكِ الفطام بتمهُّل وتدريجياً على تأقلم ثدييكِ فحسب، لكنه يساعد طفلك على التأقلم مع نظام الرضاعة الجديد كذلك.
لتتمكني من فطام طفلك البالغ من العمر عاماً أو أقل من العام، جربي الاستراتيجيات التالية للتخفيف من حدة هذه العملية (تختلف معدلات النجاح بالطبع حسب شخصية طفلك).
شتِّتي انتباه الطفل لينصرف عن الرضاعة. أعطِيه كتاباً أو لعبة، أو لاعبيه..
جدِّدي روتينه، إذا كان يصعب عليكِ إنقاص رضعة ما قبل النوم تحديداً، اطلبي من زوجكِ أن يضع هو الطفل في السرير.
وإن كنتِ تعانين مع الرضعة الصباحية، دعي زوجكِ يتولى مهمة إيقاظه.
إذا كنتِ عادة ما ترضعين طفلكِ في المنزل في فترة بعد الظهر، جربي التوجه إلى الحديقة أو الخروج من المنزل.
طوّري نظاماً جديداً يشتت طفلكِ عن الرضاعة.
أوجدي طرقاً جديداً لتعزيز التقارب بينكِ وبين طفلكِ والاستجابة لاحتياجاته، وقد يحدث هذا في صورة احتضان الطفل، أو حمله، أو قراءة كتاب له.
خفِّفي حدة ألم الثدي
يوصي الخبراء بارتداء حمالة صدر غير ضيقة، ويمكنكِ أيضاً استخدام الكمادات الباردة، أو تناول عقار الإيبوروفين، للمساعدة في تخفيف شعور الانزعاج من احتقان الثدي.
ويمكن اللجوء لحيلة استخدام أوراق الكرنب الباردة ووضعها في حمالة الصدر؛ أو جمدي الضمادات القطنية في الثلاجة لتكون جاهزة لاستخدام ووضعها على ثدييكِ.
يمكنكِ أيضاً ضخ بعض الحليب باستخدام يديكِ لتقليل الشعور بتكتله. وربما يكفي الاستحمام بماء دافئ في التخلص من بعض الحليب، لكن لا تفرغي ثدييكِ تماماً من الحليب.
تخلّصي من الحليب إذا كنتِ ترغبين بالفطام المفاجئ
في بعض الحالات، قد تحتاجين إلى الفطام بسرعة بسبب العدوى المتكررة، أو أي مشكلة طبية أخرى.
تتمثل الاستراتيجية الأفضل بشكل عام في التلخص من أقل قدر ممكن من الحليب، كلما قلَّت كمية الحليب، قلَّ إفرازه.
ولتسهيل هذه العملية، يمكنكِ تنفيذ بعض الاستراتيجيات نفسها المذكورة أعلاه للمساعدة في تخفيف حدة الألم.
يوجد كذلك بعض العقاقير المتداولة بدون وصفة طبية، مثل السودوإفدرين، الذي يساعد على تقليل إفراز الحليب.
عليكِ الاستعداد للانتظار طويلاً في حال أردتِ ترك الأمر لرغبة طفلك
يعد النهج الأخير المُتبع هو الأبسط، ولكنه يتطلب الصبر: اسمحي لطفلكِ أن يقرر متى يكتفي من الرضاعة، قد يحدث هذا اعتباراً من سن 18 شهراً، لكنه قد يستمر حتى يكمل الطفل عامه الخامس.