بلهفة وشغف ينتظر الآباء والأمهات لحظة اللقاء الأول التي تجمعهم بمولودهم الجديد، ففرحة استقبال الطفل من أكثر الأمور بهجةً في الحياة، ومنذ ذلك الحين فهم يعتنون به، ويحبون مراقبة حركاته وأفعاله، بداية من تمييزه لوجه أمه وحتى ابتسامته الأولى.
ونحن سنساعدك على فهم أكبر للأطفال حديثي الولادة، حتى يمكنك فهم طفلك والاعتناء به بشكل أفضل، وتنمية مهارات التواصل مع الأطفال، إليك بعضَ الحقائق العلمية الشيقة عن الأطفال حديثي الولادة:
مولودك الجديد يعرف ذوقك في الموسيقى
لقد ثبت علمياً أنَّ الأطفال حديثي الولادة يتذكرون أشياء من وقت أن كانوا في رحم أمهاتهم، لفترة أطول بكثير مما كان يُعتقد سابقاً، وفقاً للباحثين في جامعة ليستر.
أظهرت الدراسات أنَّ الأطفال يفضِّلون فعلاً الموسيقى التي سمعوها أثناء وجودهم في الرحم، ويحتفظون بهذا التفضيل لمدة عام كامل، والأكثر إثارة للدهشة هو أنه لا يمكنهم فقط التعرف على نمط الموسيقى التي تم تشغيلها لهم في الرحم، بل يمكنهم أيضاً تذكُّر أغانٍ محدَّدة!
أظهرت دراسات أخرى أنَّ الأطفال يمكن أن يوضحوا بُغضهم لأنواع معينة من الموسيقى، من خلال الركل أثناء سماع أصوات لا يحبونها. تشترك جميع الدراسات في أن قدرة الأطفال على التعرف على بعض الموسيقى التي سمعوها في الرحم والاستجابة لها، تستند إلى نفس الآليات التي تمكنهم من التعرف على أصوات آبائهم.
الأطفال حديثو الولادة يبكون، لكن أعينهم لا تدمع
بغضِّ النظر عن صراخهم وبكائهم بصوت عالٍ، فإنَّ أعينَ الأطفال حديثي الولادة لا تُفرز دموعاً! يحدث هذا فقط لأن القنوات الدمعية تكون غير مكتملة النمو، ولا تزال تتطوَّر بعد الولادة.
ستُصبح القنوات الدمعية قادرةً على أداء وظيفتها بين أسبوعين وشهرين من عمر الطفل.
بعد اكتمال نموِّ قنوات طفلك الدمعية، ربما تجدينه يبكي دون دموع أيضاً، وهنا عليكِ الحذر ومراقبة طفلك، لأن في هذه الحالة قد يكون رضيعك يعاني من الجفاف، أو انسداد القنوات الدمعية، لذلك عليكِ الذهاب لطبيب الأطفال.
لا يمكن أن يبتسم الأطفال حتى يبلغ عمرهم بضعة أشهر
الابتسامة الأولى للطفل هي واحدة من أجمل الأشياء التي يتطلع إليها الآباء، لكن ابتسامة رضيعك الأولى ليست عن قصد أو استجابة لشعور بالسعادة. إنَّها تُعادل ركلات الساق وتقلبات الذراع التي يقوم بها الأطفال أثناء اكتشاف المدى الذي يمكن لهم الحركة فيه. عادة ما تختفي هذه الابتسامة بحلول عمر شهرين.
تحدث الابتسامة الحقيقية الأولى عادة بين شهر ونصف وثلاثة أشهر من عمر الطفل.
الابتسامة الحقيقية ستكون استجابة واضحة لشيء ما، وسوف تستمر لفترة أطول. يمكن للوالدين تشجيع الطفل على الابتسام، من خلال اللعب مع أطفالهم ومحاولة إضحاكهم واحتضانهم كلما أمكن ذلك. تشير الدراسات إلى أن هذه الدرجة من المودة يمكن أن تتسبب أيضاً في نمو أسرع للمخّ ومهارات اجتماعية أكبر في حياة الطفل المستقبلية.
الطفل يتأثر بتفضيلات والدته للأطعمة
تتشكل براعم تذوق الأطفال في الرحم، وبحلول وقت ولادتهم يصبح لديهم الكثير منها. لقد أظهر العلماء أنَّ ما تأكله الأم أثناء الحمل له آثار على تفضيلات الطفل الغذائية في فترة متأخرة، حيث يبدأ الجنين بتذوق الأطعمة المختلفة من امتصاص السائل الأمنيوسي في الرحم. بمرور الوقت، ومع وضع كل هذا في الاعتبار، ربما يمكننا إعادة النظر فيما نأكله أثناء الحمل، إذا أردنا أن يكبر أطفالنا ويستمتعوا بتناول أطعمة صحية.
لا يمكنهم تذوق الملح
يولد الأطفال الصغار بحاسة تذوق جيدة، ولكن هذا ليس بالنسبة للملح. تشير الدراسات إلى أنَّ الأطفال لا يمكنهم تذوق الملح حتى يبلغوا أربعة أشهر من العمر، يمكنهم تذوق النكهات الأخرى، خاصة النكهات الحلوة والمرّة والحامضة.
الفتيات حديثات الولادة قد يتعرَّضن للحيض الكاذب
بينما لا يزال الأطفال في الرحم يتعرَّضون لمستويات عالية من هرمون الاستروجين الأنثوي. عند الولادة، عندما تنفصل الطفلة عن أمها تنخفض مستويات هرمون الاستروجين هذه بسرعة، ويمكن أن يسبب للفتيات حديثي الولادة ما يُعرف باسم الحيض الكاذب، على غرار الحيض لدى النساء الشابات والبالغات.
غالباً ما تخشى الأمهات من هذه الظاهرة عندما يرون القليل من الدم في حفاضات أطفالهن، لكنها شائعة جداً، وتحدث في حوالي ربع جميع الأطفال الإناث، وعادة في الأيام السبعة الأولى من الحياة.