آفا لانغ ومليكة إسلام وأميرة محمد، 3 تلميذاتٍ في السنة العاشرة بمدرسة بريطانية. قصة هذه الفتيات ليست عادية، لأنهن تحولن إلى مصدر إلهام لتغييرات محلية مذهلة محورها مشاركة واستمتاع الفتيات بالرياضة.
لطالما أحبت آفا ومليكة وأميرة الرياضة، لكنهن شاركن فيها بشكل محدود، حتى واتتهن الفرصة منذ عامين تقريباً لإنشاء نادي "العضلات والماسكارا"، وهو نادٍ رياضي للفتيات بعد المدرسة.
ومنذ ذلك الحين وسّعن نشاطاتهن، وشعبيتهن كذلك.
وصلن الجمعة الماضية، 29 مارس/آذار، لإطلاق ناديهن المجتمعي الخاص "نيوهام يونيتي" أو "وحدة نيوهام" لكرة الشبكة، للفتيات بعمر 13 و16 عاماً.
صحيفة The Telegraph البريطانية نشرت تقريراً عن إنجازاتهن ضمن أهداف حملتها "فتيات مُلهِمات".
علاقة الفتيات بالرياضة تتغير.. ماذا فعلت هؤلاء الملهمات؟
وفق المُلصق الدعائي للفريق، فإن لديه مجموعة مذهلة من الأهداف:
- تمكين النساء في الرياضة
- جعل النساء أكثر ثقةً بأنفسهن
- توحيد الفتيات والنساء من كل أرجاء حي نيوهام
- إتاحة طريقة غير مُكلفة مادياً لتعليم وتطوير النساء والحفاظ على نشاطهن.
تقول أميرة: "عندما بدأت لم يكن لدينا أي فتيات مشاركات. يحزنني عدم وجود قدر كاف من الفتيات اللاتي يعلمن ماذا يمكن أن تفعل الرياضة. الآن لدينا فتيات كُثر يأتين للعب الرياضة. وهذا يبعث بشدة على الشعور بالقوة، ويلهمنا لفعل المزيد".
مدرسة 21 هي مدرسة مختلطة متكاملة، تأخذ الأطفال من عمر الرابعة وتستمر بهم حتى عمر الـ 18.
أُنشِئت في عام 2012، على بعد بضع مئات من الأمتار من الحديقة الأوليمبية.
ويصل أغلب الأطفال المتقدمين للمدرسة بمستوى من المهارات يصفها مكتب Ofsted لمعايير التعليم بأنها "أقل من" المتوسط، وبعدها يحرزون "تقدماً سريعا".
تفخر المدرسة بأنها تنجز المهام بطرق مختلفة، وقررت في عام 2017 أن تكون إحدى 600 مدرسة تشترك في برنامج "نشاط الفتيات – Girls Active" التابع لجمعية Youth Sport Trust.
البداية مع خطة لتشجيع الفتيات على اللعب
أُعِدَّت الخطة للتعامل مع "الواقع المنذر" بأن الفتيات يصبحن أقل نشاطاً من الأولاد حتى في عمر مبكر مثل السابعة، والدليل المتفاقم على المشكلة التي تزداد سوءاً في المدارس الثانوية.
المبدأ الإرشادي هو الاستماع لما تريده الفتيات، وجعلهن ينخرطن في إحداث التغييرات في مادة الرياضة والنشاط الجسدي.
تقول لويز هايز، القائمة بأعمال رئيس قسم التربية البدنية، والتي انضمت للمدرسة عام 2017 أيضاً: "أول ما ورد إلينا كان فرصة وجود نواد خاصة بالفتيات فقط، أرادت الفتيات الشعور بالراحة والثقة. أردن أيضاً أشياء لا نقدمها بالضرورة بالقدر الكافي في المنهج".
مبادرة "العضلات والماسكارا" تغير النظرة حول أداء الفتيات
أنشأت الفتيات أنفسهن مبادرة "العضلات والماسكارا".
وصمم الفريق "بطاقات ولاء"، عند جمع 10 أختام تحصل كل فتاة على قميص "العضلات والماسكارا" البنفسجي، الذي يرتدينه في حصص التربية البدنية.
تقول هايز: "أصبح الأمر أشبه بكونه علامة تجارية، أراد المعلمون قمصاناً أيضاً".
صمموا ملصقات مدهشة كُتب فيها "ارقصي كفتاة، اركضي كفتاة، ارمي كفتاة".
تقول هايز: "الفتيات غيرن مدلول تلك العبارة، جعلنها إيجابية، وكانت هذه نقطة تحول. عندما تضع ختمك على شيء فأنت تهتم بنتائجه بشدة. أتمنى القول بأني كنت جزءاً من الرحلة. كنت فقط أوقع على الأشياء عندما يحتجن ذلك. فور أن حصلن على الأدوات، انطلقن".
ووجود أندية للفتيات يشجع على الانخراط
تدمج التربية الرياضية بمدرسة 21 الممارسات التقليدية وغير التقليدية، لكن، حتى وسط قيود المساحة داخل المدينة، تجاوزت التنوعات في الشهور الأخيرة رياضات كرة القدم وكرة الشبكة وكرة القدم الأمريكية (الرغبي)، لتشمل الملاكمة، والقرص الطائر، وكرة اليد، والكرة الطائرة، ورياضة الكروس فيت، وكرة الريشة المتوهجة في الظلام، وتحدي الحواجز الأمريكي "تحدي الوحل".
ولا يزال متاحاً للفتيات الانضمام للأندية المختلطة مثل كرة القدم وكرة السلة، لكن الموظفين وجدوا أن "وجود أندية خاصة للفتيات اجتذب مجموعة مختلفة من الفتيات لم يكن يشاركن بالضرورة سابقاً".
المدربات فتيات مراهقات
مثال مبهج آخر هو فقرة يوم الجمعة "انحني، ارقصي، اقفزي" للسنة الخامسة والسادسة.
تشمل الفقرة رياضة الجمباز والرقص والقفز على منطة "الترامبولين".
بقيادة فريق من فتيات السنة الثامنة، تعتبر نغمات الموسيقى والأضواء الوامضة ستارة خلفية لاستعراض الطاقة واللياقة والوجوه المبتسمة.
تقدم أنجيلينا، الطالبة في السنة الثامنة التي تحضر الدرس، التعليقات والنصائح والإطراءات لصديقاتها الأصغر على حركاتهن واستخدامهن للمساحات، واكتشافهن لقدراتهن الجديدة في الدوران كالعجلة باستخدام أيديهن وأرجلهن.
تقول طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات: "أشعر بطاقة أكثر، ويشعرني بالراحة أن من يقدن الحركات طفلات أخريات، أعلم أنهن سيتفهمن إن لم أستطع الإتيان بالحركة".
والبرامج تشجع المدربات على الأدوار القيادية
تقول أنجلينا أنها لم تعتبر نفسها قائدة بالفطرة مسبقاً، حتى بدأت هذه الدروس.
تتابع هايز وزميلتها غرايس جنكيز الأمور في الخلفية ببساطة، ورأتا الكثير من الأمثلة لفتيات يلتحقن بالنوادي وكن قبل ذلك من أهدأ التلاميذ في دروس التربية البدنية.
تقول جنكيز: "ترى أيضاً الفتيات يتفاعلن سوياً في أرض اللعب وكأنه لا يوجد فرق في السنوات الدراسية بينهن، لقد عمِلت في مدارس أخرى ولم أر أي شيء يشبه ما حققته الفتيات هنا".
العمل الجماعي يبرز مهارات حياتية لم تعلم الفتيات أنهن يملكنها أصلاً!
دُعيت الفتيات مؤخراً ليتحدثن عن برنامج "نشاط الفتيات" في حدث عن لاعبة كرة القدم البريطانية السابقة، إيما كلارك، وعن فوائد الرياضة التي سرت في الجوانب الأخرى من حياتهن.
تكررت كلمات مثل الجرأة والمرونة والعمل الجماعي في الحوار مع أفا ومليكة وأميرة، كما هو الحال مع الفخر التنافسي الواضح في تطورهن في كرة الشبكة وفي الحصول مؤخراً على المرتبة الثانية في دوري كرة الريشة على مستوى المقاطعة.
تقول مليكة: "لقد أصبحنا أفضل في الملعب وخارجه/ كنا سيئات بسبب أنه لم يكن لدينا روح الفريق. كان الأمر أشبه بأنه لا أحد يعلم القواعد جيداً. الآن تغير كل ذلك. إنها ليست المهارات التي نحتاجها في الملعب فقط، لكنها المهارات اليومية. لقد أبرزت أشياءً لم نكن نعلمها عن بعضنا. نحن ندعم بعضنا في الملعب وخارجه".
تقول أفا إن الفتيات فاجأن أنفسهن. وتضيف: "لا أعتقد أننا كنا نظن بمقدورنا تنظيم شيء كهذا وأن نحظى بالدعم، استوعبت مدرسة 21 الكثير من أفكارنا ونقدنا. دفعنا بعضنا. خلقت الفتيات روحاً ليست فقط تنافسية. لقد بنين مجتمعاً. لقد بنين عائلة".