يواجه الأطفال مجموعةً واسعةً من المشاعر كالحزن والغضب والإحباط كالتي يواجهها البالغون، لذلك من الضروري معرفة كيفية التعامل مع الأطفال في هذه الحالات.
ورغم أن معظمنا يواجه عدداً متنوعاً من العواطف والمشاعر يوماً بعد يوم، فإننا لم نتعلم بالضرورة كيف نتعامل معهم أو كيف نتكيُّف.
كيفية التعامل مع الأطفال عندما يواجهون مشاعر سلبية
بحسب موقع Very Well Family الأمريكي، فإن الأطفال بحاجة لتعلم مهارات إدارة
مشاعرهم بطرق صحيّة.
لذلك من المُهم تعليمهم مهارات التكيُّف النفسية التي بإمكانها مساعدتهم على مواجهة مخاوفهم، وتهدئة أنفسهم، وإسعاد أنفسهم.
لماذا يحتاج الأطفال مهارات التكيُّف؟
من دون امتلاكهم مهاراتٍ للتكيُّف، على الأرجح سيتصرف الأطفال بشكل مندفع وغير مقبول اجتماعياً عند تعرضهم للألم النفسي.
وكذلك فإن الأطفال الذين لا يعرفون كيف يتعاملون مع مشاعرهم أكثر عرضة لاستخدام وسائل تكيُّف غير صحية عندما يكبرون، مثل الكحوليات أو الطعام.
المراهقون الذين يفتقدون مهارات التكيُّف الصحية ربما يلجأون إلى التكيُّف بالتجنّب.
على سبيل المثال، بدلاً من العمل على فروض مادة الرياضيات المنزلية التي لا يفهمها، سيذهب المراهق الذي يستخدم التكيف بالتجنّب إلى لعب كرة السلة مع أصدقائه، ليتجنب تأدية فروضه المنزلية كلها.
على الأرجح سيضاعف الإخفاق في تكليفاته مشاكله الأكاديمية.
مهارات التكيُّف النفسية بالتركيز على الانفعالات والعواطف
ربما تشمل المهارات المتمحورة حول المشاعر أن يمارس طفلك أشياء تساعده على أن يتحسن شعوره (مثل أن يهدأ عندما يشعر بالغضب، أو يهوّن على نفسه عندما يشعر بالحزن).
ولكن ربما تشمل هذه المهارات أيضاً فعل شيء يكون إلهاءً مؤقتاً، حتى يمكنه العودة إلى القضية عندما يشعر بأنه استجمع شتات نفسه (مثل أخذ استراحة سريعة عندما يشعر بالإحباط).
إليك بعض مهارات التكيُّف الصحية بالتركيز على الانفعالات والعواطف للأطفال.
تسمية المشاعر
بإمكان القدرة على صياغة المشاعر والنطق بها وحدها، "أنا غاضب" أو "أنا متوتر"، أن تساعد على تخفيف حدة المشاعر غير المريحة.
زوِّد طفلك بالمعرفة اللغوية التي يحتاجها ليصف مشاعره، عن طريق قراءة الكتب، والنظر إلى ملصقات "الوجوه المعبرة عن المشاعر"، أو التحدث معاً عن الانفعالات والعواطف.
وبعد ذلك، عندما يعاني شعوراً صعباً، اطلب منه أن يصف ماذا يشعر.
تمارين التنفس
بإمكان بضعة أنفاس عميقة مساعدة الطفل على الاسترخاء ذهنياً وجسدياً.
إحدى طرق تعليم ذلك للأطفال هو تشجيعهم على أخذ "أنفاس الفقاعات".
أخبِر طفلك بأن يأخذ شهيقاً عميقاً من أنفه ثم يخرج الزفير ببطء من فمه، كأنما يحاول نفخ فقاعات من عصا لعبة فقاعات الصابون.
ممارسة التمارين
يمكن أن تكون ممارسة التمارين الرياضية وسيلة مهمة للأطفال ليُخرجوا الطاقة الزائدة لديهم عندما يشعرون بالتوتر، ولتحسين حالتهم المزاجية عندما يشعرون بالحزن والإحباط.
تمارين بناء العضلات (مثل رفع الأثقال) والتمارين الهوائية (مثل الجري) هي طرق ممتازة لمساعدة الأطفال على ضبط انفعالاتهم.
الأعمال الفنية
يمكن أن تكون الأعمال الفنية وسيلة تكيُّف نفسي ممتازة، سواء كان طفلك يستمتع بالرسم بالألوان المائية، أو التلوين في دفاتر التلوين، أو رسم الخربشات أو حتى الرقص والغناء.
القراءة
تُقدّم قراءة الكتب إلهاءً مؤقتاً عظيماً.
عندما يُنهي طفلك القراءة ربما يشعر بأنه مستعد بشكل أفضل للتعامل مع المشكلة، لأنه يشعر بالهدوء.
ممارسة لعبة
لو أن طفلك لا يمكنه التوقف عن التفكير في شيء سيئ حدث في المدرسة، أو شيء يخشى وقوعه في المستقبل، فافعل شيئاً لإزاحة هذه الأمور عن ذهنه.
سواء لعبتم بلعبة لوحية، أو خرجتم لركل كرة بالخارج، فالانخراط في فعل نشاط يمكّنه من صرف النظر عن المشاعر السلبية التي تتملكه.
اليوغا
تمنح اليوغا الجسم والعقل عديداً من الفوائد.
كشفت دراسة نُشرت في موقع Body Image، أن أربعة أسابيع من ممارسة اليوغا أدت إلى حالات مزاجية أفضل، وتحسُّن الصورة الذهنية عن الجسم في الأطفال.
سواء قررت التسجيل لطفلك في دروس يوغا، أو ممارسة اليوغا من الفيديوهات في غرفة المعيشة معاً كعائلة، بإمكان تعليم طفلك عن اليوغا أن يكون مهارة تستمر معه طوال حياته.
عزف الموسيقى
يمكن أن تؤثر الموسيقى في عقل طفلك وجسمه، سواء كان يحب أن يعزف موسيقاه الخاصة على بيانو أو يستمتع بالاستماع إلى الأغاني الهادئة.
غالباً ما تدمج الموسيقى في البرامج العلاجية بالعلاج الطبيعي والصحة النفسية ومشاكل إدمان العقاقير، لأنه وُجد أنها تسرّع التعافي وتهدئ القلق وتقلل الاكتئاب.
مشاهدة فيديو طريف
الضحك طريقة جيدة لأخذ استراحة ذهنية من المشاكل.
يمكن أن تكون مشاهدة فيديو حيوان طريف، أو كارتون مضحك، أو شيء التقطه وصوَّرته في فيديو طريقة عظيمة لمساعدته وجعله يشعر بمشاعر أفضل.
حديث النفس الإيجابي
عندما يشعر طفلك بالانزعاج، فإن حديثه لنفسه على الأرجح سيكون سلبياً.
يمكن أن يفكر في أشياء مثل: "سأحرج نفسي" أو "كل الأطفال الآخرين لن يتكلموا معي".
علِّم طفلك كيف تكلم مع نفسه بلطف بأن تسأله: "ماذا كنت ستقول لصديق لديه هذه المشكلة؟". على الأرجح ستجد بعض الكلمات اللطيفة الداعمة.
شجِّعها على توجيه هذه الكلمات اللطيفة إلى نفسها.
انخرِط في "مُحسِّن الحالة المزاجية"
اصنع قائمة مع طفلك لكل الأشياء التي يحب أن يفعلها عندما يكون سعيداً، مثل الرقص، أو الغناء، أو ركل الكرة، أو قول النكات. هذه هي مُحسّنات حالته المزاجية.
بعد ذلك، عندما يشعر بالحزن، شجِّعه على فعل شيء من قائمته لمُحسّنات المزاج.
حتى لو لم يكن يشعر بالرغبة في فعلها بالبداية، فإن فعل شيء ممتع يمكن أن يساعده على أن يشعر بمشاعر أفضل.
اصنع حقيبة الهدوء
املأ صندوقاً بأشياء تشغل حواس طفلك، مثل كرة التوتر لتضغط عليها، ومرطب برائحة عطرة، وصورة يحبها.
اطلب من طفلك أن يقترح عناصر يمكن وضعها، والتي ستساعده على الهدوء عندما يكون منزعجاً، ربما مثل كتاب تلوين وأقلام ألوان شمعية.
وبعد ذلك، عندما يشعر بالقلق أو الغضب، شجِّعه على أن يذهب إلى حقيبة الهدوء.
سيساعده هذا على تحمُّل مسؤولية تهدئة جسمه وعقله بالأدوات التي كانت في انتظاره.
مهارات التكيُّف النفسية بالتركيز على المشكلات
أحياناً ستكون هناك مواقف، يمثل انزعاج طفلك فيها علامةً على احتياج تغيير أشياء في البيئة.
على سبيل المثال، إذا كان مرتبكاً للغاية بسبب وضعه في فصل متقدم، فأفضل الحلول ربما يكون أن يعود إلى فصله المعتاد.
أو ربما كان يعاني التنمر المدرسي، عندها يجب أن تساعده على إيجاد علاج للتنمر الذي يتعرض له.
أحياناً يكون مفيداً أن تسأل الأطفال: "هل تعتقد أنك تحتاج تغيير الموقف أو تغيير كيف تشعر تجاه الموقف؟". يمكنهم بمساعدتك أن يصبحوا ماهرين في تمييز خياراتهم.
هناك عديد من الأمثلة على مهارات التكيُّف المتمحورة حول المشكلات، إليك بعضها.
اطلب المساعدة
عندما يعاني طفلك مع أمر ما، اسأله: "من يمكنه مساعدتك في هذا؟". ساعده في إدراك أنه يوجد على الأرجح أشخاص عديدون يمكن أن يساعدوه.
يمكن حل مشكلة مع الفروض المنزلية بالاتصال بصديق يمكنه شرح المسألة بطريقة أخرى.
أو يمكن أن يكون الكلام مع المعلمة في اليوم التالي مُفيداً.
تحقَّق من أن طفلك يمكنه ذكر بضعة أشخاص على الأقل يمكن أن يساعدوه
الأطفال الذين يعرفون أنه لا بأس في طلب المساعدة، يشعرون بكونهم أكثر تمكناً وقوة.
مارِس حلَّ المشكلات
أفضل طريقة للتعامل مع الأطفال الذين يعانون المشاعر السلبية هي أن تُشعرهم بأنك دائماً إلى جانبهم.
عندما يتخبط طفلك مع مشكلة، سواء كان لا يعرف ماذا يرتدي للحفلة أو كان يستمر في نسيان أداء مهامه المنزلية، اجلسا وفكرا في حل المشكلة معاً.
حدِّدا على الأقل أربعة أو خمسة حلول ممكنة وسجِّلاها في ورقة.
ثم ساعد طفلك على اختيار أي واحدة يرغب في تجربتها.
مع الوقت، سيتحسن طفلك في حل المشكلات بنفسه.
اكتب قائمة للمميزات والعيوب
إذا كان طفلك يعاني لاتخاذ قرار، مثلاً: هل يلعب بالمزمار أم يلعب بآلة الكمان، ساعِده على كتابة قائمة بالمميزات والعيوب.
دوِّنا المميزات والعيوب المحتملة لكل خيار، وساعِد طفلك على مراجعة القائمة.
رؤية الأشياء على الورق ربما تساعده في اتخاذ قرار واعٍ ومستنير بشكل أفضل فيما يريد فعله.
نصائح مفيدة
الهدف الأساسي هو أن يصبح طفلك قادراً على استخدام مهارات التكيُّف تلك بنفسه، ليصبح قادراً على التعامل مع شعوره بالانزعاج بطرق صحية حتى عندما لا تكون أنت بالجوار لتخبره ماذا يفعل.
من المهم أن توضح الطرق التي تستخدمها لمساعدته، وتتحدث معه عن الكيفية التي تمكنه من تذكُّر استخدامها بنفسه مستقبلاً.
التالي نصائح مفيدة، أبقِها في ذهنك وأنت تعلّم طفلك مهارات التكيُّف.
ذكِّر طفلك: قل أشياء مثل: "يبدو أنك تشعر بالإحباط. ماذا يمكن أن يساعدك على أن تهدأ الآن؟".
دع طفلك يشعر بالسوء أحياناً: لا يحتاج طفلك أن يكون سعيداً كل الوقت.
الشعور بالغضب أو الحزن أو الخوف يمكن أن يكون جزءاً من عملية التعافي.
ومع ذلك، من المهم ألا يظل عالقاً في الحالة المزاجية السيئة.
عندما تتعارض مشاعره مع تأدية وظائفه في الحياة، شجِّعه على استخدام مهارات التكيُّف.
امدح طفلك: عندما تلاحظ استخدام طفلك مهارات التكيُّف، امدح فعله.
قل: "رأيتك تأخذ بعض أنفاس الفقاعات اليوم في ساحة اللعب. أحسنت صنعاً في تهدئة نفسك".
استفهِم بعد الحدث: ساعِد طفلك على تمييز أي الطرق تساعده بشكل أفضل.
أسأل أسئلة مثل: "هل ساعدك التلوين على الشعور بالتحسن؟".
تأكَّد من استخدام مهارات التكيُّف باعتدال: أي مهارة تكيُّف يمكن أن تصبح غير صحية إذا مارسها بإفراط.
لكن من المهم أن تنتبه بشكل خاص إلى الوقت الذي يمضيه طفلك مع الأجهزة الإلكترونية.
يمكن أن يصبح وقت الشاشات وسيلة للهروب من الواقع تساعد طفلك على تجنُّب مشاكله عوضاً عن التكيُّف والمسايرة.
عندما يخطئ طفلك، مثل أن يكسر شيئاً وهو غاضب، أو أن ينسحب من شيء أراده لأنه كان متوتراً، استخدِم ذلك باعتباره فرصة للتعلم.
ساعِده على شحذ مهاراته، ليشعر بأنه مستعد بشكل أفضل للتعامل مع المشاعر غير المريحة في المستقبل.