معظم الممثلات جميلات، ولكن لا يعني هذا نجاحهن في عالم الجمال والأزياء، وبالتحديد عندما يتحول الأمر من مجرد وجه جميل على الشاشة إلى وجه جميل على مستحضرات التجميل.. هنا مربط الفرس، يتعدى دورها التسويق إلى التأثير ثم الإقناع بأن تخرج الفلوس من الجيوب إلى جيبها.
على غرار نجوم عدة، أطلقت نجمة الغناء الأميركية ريانا ماركة خاصة بها متخصصة بمستحضرات التجميل. وبعد النجاح الكبير، اقتحمت علامتها التجارية الجديدة عالم الملابس الداخلية وملابس النوم، والتي تحمل اسم Savage X Fenty.
ومنذ لحظة إطلاقها شهد الموقع الرسمي طلبات شراء كثيرة ونفاد الكمية.
فكيف بدأت ريانا عملها الناجح في التجارة وإدارة الأعمال؟ ولماذا يلجأ النجوم إلى عمل آخر غير التركيز على شغفهم الفني؟
خيار ريانا.. ملابس فاتنة وعارضات بكل الأحجام
تهدف ريانا إلى أن تغير ماركتها الجديدة شكل الموضة وخط سيرها، وتضيف في حوارها مع مجلة Vogue: "إن الماركة مثل اسمها، تحتفي بأن تمتلك المرأة الحق الكامل لمشاعرها واختياراتها. يُنظر إلى النساء دوماً على أنهن في حاجة للآخر، وأكثر ثقافة واتباعاً للقوانين فيما يخص العلاقات، وهن من تُكسر قلوبهن في النهاية، لكن المجموعة توضح أننا عكس ذلك تماماً".
حازت المجموعة إعجاب الجمهور، وهي تنذر بخروج الماركات الأخرى من المنافسة؛ لاهتمامها بالتفاصيل، وتغييرها الصورة النمطية التي تظهر بها عارضات ماركات الملابس الداخلية، حيث أتت المجموعة بعارضات من جميع الأعراق، والأوزان، والأنماط الجسدية المختلفة.
كذلك، لم يتم تعديل صورهن على برامج تعديل الصور، فترى بقعاً داكنة في الجلد، أو خطوط السيلوليت، لتؤكد الماركة أنها لجميع النساء، ودون ادعاء وجود أجساد مثالية دون عيوب أو شوائب.
تعد ريانا الآن سيدة أعمال ناجحة، فعلامتها التجارية بملابس النوم ليست بدايتها في دنيا المال والأعمال؛ إذ إن مولودتها الأولى هي ماركة مستحضرات التجميل Fenty Beauty، التي أطلقت العام الماضي (2017)، وبدأ الإعلان عنها منذ عام 2016.
الليدي غاغا قد تطلق علامتها التجارية لمستحضرات التجميل قريباً
تسير المغنية الشهيرة ليدي غاغا على الخطى ذاتها، فبعد إطلاقها عطر Fame، وتعاونها السابق لحملة إعلانية لأحمر شفاه مع شركة MAC لمستحضرات التجميل، كشفت مصادر سرية لشركات التقصي عبر الإنترنت؛ إطلاق شركة غاغا لعلامة تجارية مختصة بكل ما يلزم للعناية بالبشرة، ومستحضرات التجميل في فبراير/شباط 2018.
تدعى الماركة Haus Beauty، ولم تؤكد غاغا الخبر أو تنفه، لكن لاحظ الجمهور نشرها صوراً شخصية عديدة، وهي تضع مستحضرات تجميل على صفحتها الشخصية عبر الإنستغرام، دون إشارة منها إلى ماركة مستحضرات التجميل، أو مختص التجميل الذي ساعدها في وضعه، واعتبروه تلميحاً إلى ظهور الماركة قريباً في الأسواق.
بالترو وميراندا كير.. رائدات أعمال صباحاً وفنانات بعد الظهر
نجمة هوليوود الحائزة جائزة الأوسكار، غوينيث بالترو، أطلقت عام 2008 علامة تجارية تعنى بنمط الحياة الصحي؛ سمتها Goop.
بدأت بنشرة أسبوعية تقدم نصائح وتوصيات عن الغذاء، والرياضة، والسفر. ثم تطورت لتنشئ متاجر عدة لمنتجات عصرية منتقاة من قبل بالترو؛ مثل ملابس وأحذية ومستحضرات تجميل، حتى أصبحت العلامة التجارية مجلة شاملة لكل ما سبق العام الماضي (2017).
أما عارضة "فيكتوريا سيكريت" الشهيرة ميراندا كير، فاستغلت شغفها بالعناية بالبشرة؛ لتطلق العلامة التجارية Kora Organics عام 2009، المتخصصة بتقديم منتجات العناية بالبشرة والتجميل، والتي تلقى رواجاً حتى الآن.
تتميز Kora بأنها منتجات نباتية بالكامل، ولم تجرَّب على الحيوانات، وهي المنتجات التي كانت تبحث عنها كير في الأسواق لاستخدامها بنفسها. أنشأت العلامة التجارية عندما لم تجد ما تبحث عنه، تجيد كير ما تفعل فهي مدربة صحية معتمدة، حصلت على شهادتها من كلية التغذية المتكاملة في نيويورك.
إمبراطورية كارداشيان نجحت في عالم التجميل حتى بلا موهبة فنية
ولعل أشهر من اقتحم عالم صناعة مستحضرات التجميل، الأخوات كارداشيان وجينر. استغلت كل واحدة منهن قاعدتها الجماهيرية واسمها في عالم التلفزيون الواقعي لتستثمره في "بزنس جانبي".
فالأخت الأكبر كورتني تملك خطاَ خاصاً اسمه Kourt و "2Die4Kourt". ومثلها كايلي، التي تقدر أعمالها وتخصصها في مستحضر أحمر الشفاه بـ 420 مليون دولار في خلال 18 شهراً فقط.
وكيم الأخت الأكثر شهرة، لها خط اسمه KKW Beauty للماكياج والعطور، حتى زوجها مغني الراب كانيي ويست اقتحم عالم التجميل مسجلاً باسمه علامة تجارية اسمها "Donda" ليمهد لنفسه الطريق، علماً أنه وسع نشاطه ليشمل الأزياء بعد ارتباطه بالعائلة.
الخوف من المستقبل يدفعهم للتجربة.. والشهرة سلاح ذو حدين
يرى المختصون في ريادة الأعمال أن المشاهير ينتجون علامتهم التجارية الخاصة لأسباب عديدة، أهمها؛ البقاء في دائرة الأضواء، كذلك استغلالهم شهرتهم المستحقة في شيء مجدٍ، وبالطبع استثمار أموالهم، فلا ضمانة اليوم للاستمرار في عالم الفن.
وعلى الرغم من ذلك، لا شيء أكيداً، فالشهرة سلاح ذو حدين، قد يزيد من مبيعات المنتج، وقد يتسبب في خسارته. وبحسب خبرة غوينيث بالترو في إنشاء علامتها التجارية Goop، تقول: "إن الشهرة لرائد الأعمال تحمل مزايا ومساوئ متكافئة، فالناس لديهم نظرة مسبقة عنه وعن توجهاته وآرائه في المجتمع".
يعلم المشاهير أن علامتهم التجارية ليست عنهم تحديداً؛ بل يكمن نجاحها في القيم والرؤية التي تمثلها العلامة، في حين ينحصر دورهم في الترويج لها.
ومثل رائدي الأعمال، يستهدفون فئة ما تبدأ بمعجبيهم ثم تتزايد، لتحقق نجاحاً يرجون أن يستمر حتى وإن غابوا عن جمهورهم، في محاولة لحصد جزء ضئيل من حياتهم التي أُهدرت خصوصيتها تحت الأضواء.
