اختبار يستغرق دقيقتين يكشف التوحد لدى الأطفال مبكراً

تشير أبحاث جديدة إلى أن ثمة استبياناً بسيطاً لا يستغرق سوى دقيقتين، قد يسهم في الكشف عن إصابة الأطفال بمرض التوحد.

عربي بوست
تم النشر: 2018/02/07 الساعة 09:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/02/07 الساعة 09:35 بتوقيت غرينتش

تشير أبحاث جديدة إلى أن ثمة استبياناً بسيطاً لا يستغرق سوى دقيقتين، قد يسهم في الكشف عن إصابة الأطفال بمرض التوحد.

الاستبيان، المسمى The Psychological Development Questionnaire (PDQ-1) (استبيان النمو النفسي)، مكون من 10 أسئلة تساعد على قياس كيفية تفاعل الأطفال مع الآخرين، وضمن ذلك إن كان الطفل يشير أو يومئ لإبداء اهتمامه أو يستجيب عند مناداته باسمه ويتألف كلامه من عبارات.

ويصيب التوحد واحداً من بين كل 45 طفلاً، بيد أن الكشف المبكر عن هذا المرض ينطوي على صعوبة وتحدٍّ؛ لأنه ما من أسلوب سلوكي أو رقابي واحد معين يمكن الاعتماد عليه في حالات كل الأطفال.

لكن الباحثين في جامعة رتغرز الأميركية يعتقدون أن الاستبيان –الذي يتعرف بشكل صحيح على حالات إصابة الأطفال بالتوحد بنسبة نجاح 88%- قد يساعد الأطباء على الكشف عن الإصابة بالمرض في وقت أبكر لدى الأطفال الذين هم بعمر المشي، حينما يكون التدخل أنجع وأمضى .

خلل طيف التوحد (ASD)، عبارة عن خلل في النمو يتسم بصعوبات التفاعل الاجتماعي والتواصل مع ميل الانخراط في سلوكيات متكررة، حسبما قال خبراء في Autism Speaks.

ولأنه ما من اختبار طبي لتشخيص الإصابة بالتوحد، فإن على الأطباء فحص سلوك الطفل ونموه بغية التوصل إلى تشخيص.

وكانت دراسة أُجريت عام 2012 ونشرها المركز الوطني للإحصاءات الصحية في منشوراته Data Brief، قد وجدت أن أكثر من نصف الأطفال الذين هم بعمر المدرسة، كانوا في الـ5 أو أكبر من ذلك غداة تم تشخيصهم لأول مرة بالتوحد، فيما تم تشخيص 20% بحدود عمر السنتين.

يقول الخبراء إن هذا التأخير من شأنه أن يحول دون حصول الأطفال على المساعدة التي يحتاجونها في الوقت الحساس.

كذلك، يصعب تشخيصُ إصابة الفتيات بالمرض أكثر من تشخيص الصِّبية؛ لأن معايير التعرف على الإصابة بالتوحد طُورت حول الذكور بالذات.

وفي حديث لـصحيفة The Daily Mail البريطانية، قال د. والتر زهورودني الذي يقود فريق البحث: "لقد طورت مجموعتنا استبيان PDQ-1 بدافع من العديد من آباء وأمهات أطفال مصابين بالتوحد الذين عبروا عن ندمهم؛ لأن مخاوفهم المبكرة على نمو أطفالهم لم تدفعهم نحو إدراك مشكلة التوحد وتقييمها والتدخل العلاجي فيها".

وقد جمع د. زهورودني وزملاؤه بيانات من نحو 2000 طفل، تتراوح أعمارهم بين 1 و3 سنوات، فأولئك الذين حصلوا على مجموع نقاط منخفض في استبيان PDQ-1 تم اعتبارهم معرَّضين لخطر الإصابة بالتوحد وأُعطوا تقييم نمو يحدد كونهم ضمن طيف الإصابة به.

وقد اكتشف الباحثون أن الاستبيان كان له قيمة توقُّع إيجابية بنسبة 88%، ما يعني أن معظم الأطفال الذين ظهرت نتيجة اختبار التوحد لديهم إيجاباً كانوا فعلاً مصابين بهذا الخلل.

كذلك، دُهش فريق البحث لدى اكتشافهم أن اختبار الكشف يتعرف بشكل صحيح، على حالات التوحد لدى الأطفال المنحدرين من الشرائح الاقتصادية الاجتماعية كافة في المجتمع.

يقول د. زهورودني، البروفيسور المشارك في طب الأطفال: "أكثر ما أدهشني، كان براعة مجموع النقاط العام لاستبيان PDQ-1 في التمييز بين حالات الإصابة بمرض ASD وأطفال ذوي نمو عادي على اختلاف الطبقات؛ الغنية منها والفقيرة".

وكانت دراسة عام 2017، نشرتها American Journal of Public Health، قد وجدت أن الأطفال بيض البشرة هم أكثر عرضة من الأطفال سود البشرة بنسبة 19%، وأكثر عرضة من الأطفال اللاتينيين بنسبة 65% لاحتمال التشخيص بمرض التوحد، ولعل الفضل في ذلك يرجع إلى إتاحة المدارس الجيدة والرعاية الطبية الجيدة أمامهم.

النتائج المنشورة في Journal of Developmental and Behavioral Pediatrics تشير إلى أن اختبار PDQ-1 قد يكون بديلاً لاختبار Modified Checklist for Autism in Toddlers and the follow-up (M-CHAT-R/F)، المكون من 20 سؤالاً والذي يتطلب مقابلة على الهاتف، فضلاً عن الخضوع لاختبار الكشف نفسه.

يقول زهورودني: "في هذه المرحلة التمهيدية، قد نقول إن PDQ-1 أكثر كفاءة؛ نظراً إلى احتوائه على عدد أقل من الأسئلة، ولعدم تطلُّبه مقابلات هاتفية إضافية للحالات قيد الاختبار، وهذه خصلة هامة وعملية في عين مقدمي الرعاية الصحية كثيري المشاغل".

وأضاف أن استبيان PDQ-1 أكثر دقة من اختبار MCHAT-R/F، ما سيجعله "أكثر جذباً للاستخدام وأفضل حظوظاً في التعرف على حالات الإصابة الحقيقية بمرض ASD، مع تفادي الوقوع في تشخيصات خاطئة بالإيجاب".

ويوضح زهورودني أن "تشخيص الإصابة بالتوحد لا يكون إلا من خلال تقييم وافٍ شامل على يد متخصص. ما الكشف الفعال سوى الخطوة الأولى نحو التشخيص، أما إن شئنا تحسين الكشف المبكر، فعلينا توسيع نطاق استخدام أدوات واختبارات كشفٍ عن التوحد، تكون سهلة الاستخدام ومحل اعتماد وثقة".

ومنذ عام 2007 والأكاديمية الأميركية لأطباء الأطفال تهيب بأطباء الأطفال أن يفحصوا جميع الأطفال للكشف عن حالات ASD، وذلك عند عمر 18 و 24 شهراً للأطفال.

ولكن د. زهورودني قال إن نصف الأطفال فقط يخضعون للفحص والكشف في ذلك العمر.

10 أسئلة لاكتشاف العلامات الأولية للتوحد من خلال هذا الاختبار

1. يشير أو يومئ لإبداء الاهتمام أو لجذبه (لا – أحياناً – نعم)

2. له استجابات غير عادية أو غير ثابتة للأصوات (يبدو أنه لا يسمعها أو شديد الحساسية لها أو يبالغ في الاستجابة) (لا – أحياناً – نعم)

3. يبتسم أو يتواصل بالعيون بشكل دائم مع الآخرين

4. يستجيب لاسمه حين مناداته

5. يبدي اهتماماً للأطفال في أثناء اللعب (لا – أحياناً – نعم)

6. يستمتع بالمصافحة أو عند لعب لعبة "المفاجأة" (لا – أحياناً – نعم)

7. يتواصل مع الآخرين بالثرثرة أو بالإيماء أو بالكلام أو بتغيير تعابير وجهه (لا – أحياناً – نعم)

8. يستخدم 3 كلمات أو أكثر بشكل منتظم ومناسب (لا – أحياناً – نعم)

9. يتكلم باستخدام عبارات (مثلاً: أريد عصيراً، سأذهب مع السلامة) (لا – أحياناً – نعم)

10. يضحك عندما يضحك الآخرون (لا – أحياناً – نعم)

علامات:
تحميل المزيد