امنحي ابنك مزيداً من الوقت.. ماذا تفعلين إذا كان طفلك لا يزال يتبول في بنطاله؟

كثير من الآباء والأمهات يُعانون تلك المشكلة، طفل عمره 6 سنوات ما زال يأتي إلى المنزل أحياناً وبنطاله مبتلٌّ.

عربي بوست
تم النشر: 2017/12/29 الساعة 07:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/12/29 الساعة 07:00 بتوقيت غرينتش

كثير من الآباء والأمهات يُعانون تلك المشكلة، طفل عمره 6 سنوات ما زال يأتي إلى المنزل أحياناً وبنطاله مبتلٌّ. يعاقبه الوالدان بحرمانه من ركوب الدراجة. ولكن، هل العقاب هو الحل الأمثل في مثل تلك الحالات؟ تقول كاترينا سالفرانك: "امنحوا أطفالكم مزيداً من الوقت، ولا تضغطوا عليهم"، بحسب تقرير لمجلة "دير شبيغل" الألمانية.

عملت كاتارينا سالفرانك سنوات عديدة أستاذة ومؤلفة ومعالِجة تربوية أكثر من 17 عاماً. ونشرت آخر كتبها "طفولة بلا عقبات" في أكتوبر/تشرين الأول 2017.

يقول أحد الآباء: "في يوليو القادم، يكمل ابننا عامه السادس. ولكننا مضطرون إلى استبقائه عاماً آخر في رياض الأطفال؛ لأنه لا يزال -مع الأسف- يتبول أحياناً كثيرة في بنطاله. وقد بدأنا مؤخراً بعقابه وحرمانه من ركوب دراجته الجديدة في كل يوم يبلل فيه بنطاله، ولكننا اكتشفنا أن هذا ليس هو العلاج الأمثل".

تُجيب كاتارينا سالفرانك قائلةً: "قبل أن أقدم أفضل الاقتراحات في مثل تلك الحالة، أود في البداية التعريف ببعض المعلومات الأساسية عن كيفية محافظة الأطفال على نظافة أنفسهم. العمر الذي يبدأ فيه الطفل التحكم في نفسه عند التبول والمحافظة على جفاف بنطاله يختلف بالتأكيد من طفل لآخر، والأمر لا يدعو أبداً للقلق. فهذه أحد المراحل الفردية لنضج الجهاز العصبي للطفل، المسؤولة فيما بعد عن قدرة الطفل على التحكم بثقة في المثانة أو العضلة العاصرة".

يشعر الآباء في كثير من الأحيان، بأن "الطفل أصبح قادراً بالفعل على التحكم في هذا"، في حين أن نضج الجهاز العصبي لم يكتمل بعد. يختلف النمو والتطور الإدراكي والعصبي من طفل إلى آخر بشكل متفاوت جداً. من الممكن أن يحافظ الطفل على جفافه في أحد الأيام، ويختلف الأمر في اليوم التالي.

تضيف سالفرانك: "من المفيد أن نعرف أن جفاف ملابس الطفل لا يتوقف فقط على التطورات الجسدية، ولكن أيضاً على النمو العاطفي والوجداني، ويلعب هذا العامل الدور الأكبر في هذه العملية. وهذا هو السبب في أننا يجب ألا نهتم فقط بسلوك الطفل في هذا الأمر، ولكن الأهم من ذلك هو مراعاة الأبعاد والجوانب الأعمق:

محافظة الطفل على جفاف بنطاله يعني بالنسبة له الإحساس بالقدرة على التحكم في نفسه، والاستقلال، والكفاءة الذاتية. يكتسب الأطفال في هذا الأمر تجارب غاية في الأهمية تجاه أنفسهم وأجسامهم:

· جسمي ملك لي، أنا من يقرر.

· أستطيع التحكم في جسمي.

· أستطيع التحكم في احتياجاتي.

· أنا قادر على التصرف وتحمل المسؤولية.

يجب على الآباء والأمهات منح أطفالهم الوقت الذي يحتاجون إليه لإتمام هذه المراحل المختلفة، ومصاحبتهم ودعمهم بحب وتقدير؛ لأننا عندما نتحدث عن مرحلة بداية تحكُّم الطفل في التبول، فنحن بصدد إحدى أهم مراحل تطور الطفل. وهي عملية تحتاج توفير الوقت والجهد اللازم، وليس أبداً الضغط على الطفل أو العقاب.

وعندما يُعاقب الأطفال في هذه المرحلة، فإنهم يُترجمون هذه الرسائل على مستوى علاقاتهم بأنفسهم، وعلاقاتهم بآبائهم على النحو التالي:

· الإشارات التي يرسلها جسمي ليست صحيحة.

· يجب أن أتجاهل ما يقوله جسمي؛ حتى أُرضي والديّ ولا أُغضبهم.

· هذا الأمر مسؤولية أبي وأمي، احتياجاتي ليست مهمة.

· أنا لا أستحق القيام بأي شيء بنفسي.

يقع الأطفال في حيرة دائمة ما بين استقلالهم واعتمادهم على أنفسهم، وإرضاء الأبوين. في النهاية، يختار جميع الأطفال تقريباً جانب الوالدين. يُنَحّون احتياجاتهم جانباً؛ ومن ثم تتعثر أهم مراحل استقلال وتطور شخصياتهم. وهذا من الممكن أن يُحبط الأطفال، ويؤثر على المدى البعيد في تقدير الذات؛ بل وفي الإحساس بالذات أصلاً. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي هذا إلى بطء أو توقف مرحلة تحكم الطفل في التبول، وقد يتسبب بكثير من الأحيان في انتكاسات أسوأ للطفل.

عندما يتعامل الآباء مع أطفالهم من منطلق الهيمنة والسلطة، فإما أن يرضخ الأطفال، وإما أن يدخلوا في صراع وعناد مع الكبار. في كثير من الأماكن، تنشأ مثل هذه الصراعات، التي تستهلك طاقة الآباء والأطفال على حد سواء.

يريد طفلك أن يتوقف عن هذا، وأن يجف بنطاله، ويحتاج منك أن تمنحه الوقت لذلك. الضغط والإكراه لهما تأثير عكسي. هناك حكمة قديمة جميلة تقول: "إن الأعشاب لا تنمو بشكل أسرع إذا جذبناها بأيدينا من أعلى". هذه حقيقة.. امنح طفلك الوقت.

ولنعد الآن إلى ما يمكنك القيام به. الخروج من دوامة "الصراع على الهيمنة" التي ربما نشأت بالفعل، لن يكون أمراً سهلاً. وربما يظل "البنطال المبلل لطفلك" مشكلة تؤرق عائلتك فترة طويلة؛ ومن ثم عليك أن تحاول:

· تجنب الضغط على هذا الأمر تماماً. الأمر يتعلق بالإقلاع عن عادة، وهذا يتطلب توفير جو مريح وهادئ. لا يمكن الإقلاع عن شيء تحت ضغط.

· ألا تتناول موضوع تبول الطفل وتتعامل معه كأنه "كارثة خطيرة". هذا أيضاً يشكل ضغطاً رهيباً على الطفل، ويجعله يعاني لحظات مخزية. حافظ على إقامة علاقة وثيقة معه، واتفق مع والدته، مَن منكما لديه قدرة أفضل على مصاحبته بحب وتقدير.

· الدخول في اتصال بنّاء مع طفلك. اعلم جيداً أن طفلك لا يستطيع تغيير الأمر، ولا يقصد مضايقتك. ادعه إلى حديث صغير واسأله، كيف يشعر في هذه الحالة، وكيف يتصرف. كذلك، اسأله إن كان هناك أي شيء من وجهة نظره يمكنك القيام به لدعمه بشكل أفضل.

9 علامات تدل على أن طفلك مستعد للتخلص من الحفاظات

سن الثالثة مناسب للتخلص من الحفاض ذلك لأن التعجل في هذه الخطوة قد يؤثر على الطفل في السنوات اللاحقة، ويختلف التوقيت المناسب للتخلص من الحفّاظات، واستخدام الـPotty أو المرحاض كفرد من أفراد الأسرة. بحسب موقع Baby Center، كثير من الأمهات تبدأ هذا التدريب من الشهر الـ18-الـ36، يتباين الأمر تبعاً لتطور النمو العصبي والسلوكي والنفسي للطفل، لذلك هناك مجموعة من العلامات التي تساعدك في اتخاذ القرار المناسب للتدريب على التخلص من الحفاظات دون ضغط على الصغير.

1- يُظهر اهتماماً باستخدام الـPotty.

2- يستطيع فهم واتباع التعليمات.

3- يستطيع أن يخبرك برغبته في التبول.

4- يظل جافاً مدة ساعتين في أثناء نوم القيلولة.

5- يستطيع المشي والجري أحياناً.

6- يتمكن من الجلوس لمدة 2-5 دقائق متواصلة.

7- يستطيع ارتداء سرواله الداخلي أو خلعه دون مساعدة.

8- يشعر بالقرف من اتساخ الحفاظ، ويستطيع التمييز بين النظافة والاتساخ.

9- يدرك النجاح عندما ينجح في الانتهاء من الحمام.

علامات:
تحميل المزيد