يسبب الخوف المفرط والتسلُّط الشديد من طرف الوالدين مشاكلَ كبيرة خلال فترة نمو الأطفال، إذ ذكرت برغول بايغول المتخصصة في تربية الأطفال، أن تلك التصرفات تجعلهم يشعرون بعدم الأمان والتعاسة، كما أوضحت الأخطاء التي ترتكب في تربية الأطفال وطرق علاجها، فيما نقلها موقع Milliyet التركي.
كل الآباء والأُمهات يحلمون بتنشئة سعيدة لأطفالهم، ولكن أحياناً توجد بعض الأخطاء التي ترتكب بحق الأطفال، ويكون لها تأثير كبير جداً على تنشئتهم.
كما قد يتسبب شغف الآباء بأن يصبحوا آباء وأمهات مثاليين في جلب التعاسة للطفل، فردود الأفعال المُتناقضة وتلبية كل ما يريد ويتمسك به الطفل قد يزيد من حجم المشكلة، كما أن الحماية المبالغ فيها قد تدفعه إلى عدم الاعتماد على نفسه بأي شكلٍ كان، كما أن الضغط عليه كثيراً من أجل النجاح قد يُدخلهُ في نوبات غضب شديدة.
المثالية المُبالغ فيها تضر الطفل
المخاوف التي تُساور الآباء فقد تسبب مشكلة لدى الطفل، فعندما يعيش الطفل وسط بيئة مليئة بالأمن والحب والتواصل، هذا لا يعني انتظار إظهار الطفل المثالية في تصرفاته تجاه أي موضوع.
كما أن الآباء الذين يتوقعون تحقيق المثالية من خلال تجربتهم الشخصية، فإن ذلك ينعكس على الطفل أيضاً. لذلك فإن نهج المثالية الذي يتبعه الآباء والأمهات قد يسبب ضرراً للنمو العاطفي لدى الطفل.
ردود الفعل المُتناقضة تفاقم المشكلة
عندما يواجه الآباء والأُمهات المشكلات بطرق مختلفة وبشكل غير متناسق عن بعضهم البعض، أو يعطون ردود فعل مُتضاربة ومُتناقضة فهذا قد يتسبب في تفاقم المشكلة بالنسبة للطفل.
كما أن المواقف المختلفة التي يظهرها الآباء والأمهات تجاه رغبات الطفل وردود فعله غالباً ما تؤثر سلباً على الاتصال بينهم وبين الطفل.
الحماية الزائدة عن الحد تمنع الشعور بالنجاح
الآباء الذين يميلون للحماية المفرطة والقيام بحماية الطفل نيابةً عنه، قد يسهمون في تأخير تنمية واكتساب مهارات الطفل، بما في ذلك الثقة بالنفس. خاصةً أن الأطفال ابتداء من مرحلة الطفولة لا يستطيعون كثيراً تجربة الشعور بالنجاح في حياتهم الخاصة من تلقاء أنفسهم.
تلبية جميع رغبات الطفل لا تعني أن تُصبح العائلة جيدة
الآباء الذين يُلبون كل ما يطلبه الطفل غالباً ما يكونون سبباً في تنشئة الأطفال على عدم معرفة حدودهم، لذلك يجب أولاً توجيه الطفل وتعليمه الصبر والاحتِرام والمشاركة الوجدانية تجاه عائلته من خلال أنظمة تعليم تتوافق مع تصرفات الطفل وذاته وبيئته.
استخدام الهاتف قبل الثلاث سنوات يؤخر نمو الطفل
يعتقد الآباء أن إعطاء الطفل الهاتف المحمول واللوحي هي أفضل طريقة ليرتاح منه ويلهيه، ولكن في الحقيقة هي تؤثر سلباً على تنمية الطفل، وخاصة على تطوير اللغة لديه.
فعندما يستخدم الطفل الأجهزة التكنولوجية بشكل مكثف قبل سن الثلاث سنوات قد يسبب ذلك مشاكل في عملية التعليم والانتباه لديه.
الضغط على الطفل من أجل النجاح يُفجِّر غضبه
إن تجاهل مشاعر الطفل، وزيادة التصرفات السلطوية والضغط عليه من أجل النجاح وزيادة التوقعات للنجاح، يؤثر سلباً على نمو الطفل ويؤدي إلى زيادة الصراعات بداخله.
إذ ينبغي مناقشة التوقعات بما يتناسب مع نمو الطفل وحالته العاطفية، كما أن اعتبار شعوره غير موجود يفتح الطرق لزيادة غضبه.
لا تكبِتوا فضولهم بكلمة "لا"
تكون كلمة "لا" هي رد الفعل الأول تجاه العديد من رغبات وتساؤلات الطفل؛ مما يزيد الصراع بين الأطفال وآبائهم.
وبالرغم من أن أول عامين من عمر الطفل يتطلبان التجربة والخطأ بسبب التطور الطبيعي للإنسان، وبما أن حماية الطفل من المهام الرئيسية للآباء والأمهات، لذلك يجب استبعاد طريقة الرفض وتأمين طرق تواصل أكثر أماناً.
وجِّه طفلك ولا توجه اللعبة
الآباء الذين يختارون الألعاب التي يلعب بها أطفالهم، انطلاقاً من أفكارهم ومعتقداتهم الخاصة قد يجدون صعوبة في التواصل مع الطفل؛ لأن اللعبة تعبِّر عن شعور الطفل وتعتبر عالمه، إضافةً إلى أنها تُعتبر من أفضل الوسائل للتعرف على الطفل.
كما أن منع الطفل المستمر من اللعب والموافقة على أشياء خارج اهتمامه قد يزيد من غضبه وغيظه.
طرق تواصل الطفل مع الأم تختلف عنها مع الأب
عندما تتدخل الأم في العلاقة الناشئة بين الطفل بوالده تتأثر هذه العلاقة بشكل سلبي من ناحية، ومن ناحية أخرى تؤثر على تطلعات الأم تجاه طفلها، لهذا السبب يصبحون غير سعداء، وقد تُسبب الإضرابات داخل العائلة، وتُؤثر على تطوير العلاقة وطرق التواصل بين الأب والطفل والأم.
لذلك يجب على الوالدين أن يتبعا نهجاً يكون أساسه التقريب بين وجهات النظر؛ حتى يستطيعا تحقيق الطمأنينة داخل الأسرة.
لا تعطوا أي ردود بدون فهم جيد لأسئلتهم
الآباء الذين يعطون ردودَ أفعال، أو يقومون بالإجابة عن الأسئلة والمواضيع التي يطرحونها بآرائهم الشخصية من خلال ردود أفعال أطفالهم فقط، قد لا يلاحظون حقيقة الأفكار والمشاعر لدى الطفل.
ونتيجة لعدم سؤال الطفل عما يريد أن يسأله أو يريد شرحه بالضبط، يفتح الطريق لإعطاء إجابات خاطئة ونتائج غير صحيحة.
بيئة منزلية سعيدة من أجل أطفال سعداء
أهم الشروط الواجب توفرها من أجل تربية أطفال بصحة جيدة، يتحقق من خلال معرفة معلومات صحيحة عن نمو الطفل.
ويجب على الآباء والأمهات تنمية طفلهم من خلال القراءة والمشاهدة، وإذا لزم الأمر استشارة المتخصصين ومتابعتهم.
ولضمان تحقيق الاطمئنان للأطفال وإقامة حياة اجتماعية ناجحة، ومن أجل أفراد سعُداء يجب بناء منزل يكون أساسه الطمأنينة والأمن والتنمية، وإبقاء الأطفال بعيداً عن الأجهزة التكنولوجية والتلفزيون في الأعوام الثلاثة الأولى من أعمارهم، وضمان حياة اجتماعية جيدة، ويجب التواصل معهم والإحساس بمشاعرهم، وهذه طرق فعالة من أجل تنمية أطفال بصحة جيدة.
هذا الموضوع مترجم عن موقع Milliyet التركي. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.