النساء في الصورة هن الجميلات

من حين لآخر تفتحه وتستنشق منه بنظراتها عطر تلك الأيام التي تعني لها أشياء وأشياء وتسعد من خلالها، ودوماً هن النساء الجميلات بقلوبهن، العطوفات بأحاسيسهن اللواتي هن يقيمن جمالهن ويعتنين بصورهن، تجدهن في زاوية من زوايا البيت جالسات متكئات كأنهن مسافرات على متن قطار ألبوماتهن الحامل لصور ذكرياتهن.

عربي بوست
تم النشر: 2016/04/17 الساعة 04:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/04/17 الساعة 04:33 بتوقيت غرينتش

وأنت تشاهد الصور الفوتوغرافية، من خلال معرض للفن الثامن، فن الصورة الفوتوغرافية، أحياناً قد تختلط الأمور على المتلقي "المتمكن" – وأضع سطرين تحت هذه العبارة الموجودة بين القوسين الصغيرين – فالزائر المتميز لمثل هذه الفضاءات المتخصصة في لغة العصر الجديدة التي تكمن في الصورة، خاصة الثابتة منها، قد يجد مثلاً في لجنة التحكيم المتخصصة في مسابقات التصوير الفوتوغرافي، هذه الأخيرة متكونة من الرجال والنساء.

التنوع أمر جميل ولكن فيما يكمن الخلل؟ في رأيي المتواضع، في توزيع المهام بينهما أي (الرجال والنساء)، إذ تجد مثلاً الصور الفوتوغرافية التي تميل إلى العنف المشهدي والموضوعي كـ(صور الحرب، المظاهرات.. إلخ)، مثلاً يعطى فيها الحكم بعد تشاور أعضاء لجنة التحكيم فيما بينها، فبالتالي التحكيم النهائي، في القبول أو الرفض إلى الجنس اللطيف النساء.

بل في اعتقادي أن صفة التحكيم في مثل هذه المواضيع لمسابقات ومعارض الصور الفوتوغرافية التي تحتوي مشاهد "العنف"، اللائق والجدير بالأمر أن تسند المهمة في ذلك إلى صنف الرجال، أما ما دون ذلك من الصور الفوتوغرافية وبالأخص التي تعكس في ظاهرها الطابع الفني والجمالي الأجدر بها والأولى في ذلك أن يسند الفصل فيها إلى النساء.

قد يتساءل السادة القراء عن المغزى من ذلك؟ ففي الغرب جل ما نشاهده ونسمعه أو نقرأ عنه، من خلال لجنة التحكيم في كذا مسابقات في الصورة الفوتوغرافية خاصة منها "الصورة الفنية" نجد عبارة "المدير الفني"، إذ في معظم الأحوال عندهم في تلك البلدان المواكبة للتطور، خاصة في المجالين الثقافي والفني، تسند المهام في هذا المركز إلى صنف النساء؛ لأن الحكم في أمور الجماليات قد نجد النساء المتخصصات في الشأن الثقافي والفني الإبداعي، يستشعرن كل ما هو فني وجميل، فلهن القدرة والذوق العالي على بلورة الأفكار وتحليل أدق تفاصيل ومكنونات تلك المواد الفنية الإبداعية الفوتوغرافية، وهن النساء المتخصصات كما سبق ذكره، بأحاسيسهن وعواطفهن وطيبة قلوبهن نجدهن دوماً المتمكنات في ذلك.

الابتسامة في الصورة بين الرجل والمرأة، الأحاسيس والمشاعر الطيبة نحو الآخر ما هي إلا إحدى الممهدات "للحب الحقيقي"، هذا الأخير بمثابة المفتاح الجيد للقلب، لذلك تجده أكثر ما يبحث عنه العاشقون في حياتهم ويتيهون في ذلك، في زخم المفاتيح الكثيرة ويبقى المفتاح الجيد هو شغلهم الشاغل لقلوب عاشقيهم في دروب ومسالك هذه الحياة، إلى حين ذلك فلنبقَ متفائلين بغد جميل ولنحرص على الابتسامة التي قد تشد الآخر إلينا.

من باب المطالعة والتجربة يتضح أن المرأة حريصة أيّما حرص على صورتها، كما تحرص على جمالها، فتجدها تعتني في بيتها بشؤون زوجها وأطفالها، كذلك تفعل إذ تحتفظ وتعتني بألبوم صورها وذكرياتها الجميلة من خلاله.

ومن حين لآخر تفتحه وتستنشق منه بنظراتها عطر تلك الأيام التي تعني لها أشياء وأشياء وتسعد من خلالها، ودوماً هن النساء الجميلات بقلوبهن، العطوفات بأحاسيسهن اللواتي هن يقيمن جمالهن ويعتنين بصورهن، تجدهن في زاوية من زوايا البيت جالسات متكئات كأنهن مسافرات على متن قطار ألبوماتهن الحامل لصور ذكرياتهن، وهن بذلك مستأنسات بتلك اللحظات الجميلة ومتفائلات حيث الابتسامة لا تفارقهن، كيف لا وهن المتألقات الحريصات على أناقتهن في الحياة ورقة قلوبهن، ففي الصورة دوماً هن الجميلات..

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد