مع إطلاق حملات تطعيم الأطفال والرضَّع من الأمراض، تنتشر بعض الشائعات والخرافات حول الآثار الجانبية للتطعيمات.
ورغم انتشار هذه الظاهرة في كثير من البلدان وعدم وضوح مصدر تلك الشائعات، فإن بعض الأمهات يتأثرن بها وربما يتجنبن تطعيم أطفالهن أو يبحثن عن الحقيقة بشتى الطرق.
فيما يلي، نقدم إليك مجموعةً من الحقائق حول التطعيمات الموسمية والمنتظمة للأطفال:
هل تسبب التطعيمات الإصابة بمرض التوحّد؟
في العام 1998، أجرى الباحث انرو ويكفيلد دراسةً ربط من خلالها بين لقاح الحصبة والنكاف، ولقاح الحصبة الألمانية (MMR) والتوحد.
إلا أن هذه الدراسة اعتبرت معيبةً في العام 2004، وتم سحبها من قبل المجلة العلمية التي نشرتها، وأصدر معهد الطب تقريراً بعدم وجود أدلة علمية على وجود علاقة بين اللقاح ومرض التوحد، ونشرت النتائج من خلال CDC التي تنفي هذه العلاقة في العام 2010.
وأكد رئيس لجنة الصحة في القطاعين العام والعلوم للأكاديمية الأميركية لطب الأسرة كاري نيلسون، أن عدم تطعيم الأطفال بهذه اللقاحات أشد خطراً من هذا الاعتقاد.
هل للقاحات آثار جانبية؟
هذه هي أشهر الشائعات حول تطعيمات الأطفال، ولكن على الأمهات أن ينتبهن إلى أن اللقاحات ليست خالية من المخاطر، وإنما الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً هي آلام بسيطة محل الحقن أو الحمى، والتي يمكن التعامل معها ببعض خوافض الحرارة المخصصة للأطفال والمناسبة لكل مرحلة عمرية.
بعض الأطفال أكثر عرضةً لآثار جانبية من غيرهم، وفي هذه الحالات قد يكون من الأفضل المضي قدماً بحذر أو القفز عليها، ووفقاً لمركز السيطرة على الأمراض، ربما يكون بعض الأطفال عرضة لآثار جانبية أخرى يمكن السيطرة عليها والتعامل معها فور اكتشاف أعراضها.
هل تقي التطعيمات من الأمراض بنسبة 100%؟
الإجابة لا، لكنها تسيطر بصورة كبيرة على الإصابة بالأمراض وانتشار الأوبئة في كثير من البلدان، وتشير الأبحاث إلى أن التطعيمات تقي بنسبة 80% من انتقال العدوى و100% بالحماية من الأمراض الخطيرة.
هل تضعف التطعيمات الجهاز المناعي للإنسان؟
كل جرعة تطعيم ترفع من استجابة الجهاز المناعي للإنسان وتجعل الجسم قادراً على محاربة العدوى إذا ظهرت، ويفضل تطعيم الأطفال باللقاحات المتعددة في وقت واحد لتوفير أكبر قدر من الحماية، بحسب توصية اللجنة الاستشارية للقاحات والأكاديمية الأميركية لطب الأطفال.
اللقاحات ليست ضرورية لأن المرض قد تم القضاء عليه!
هذه أسطورة؛ لأن المرض المعدي الوحيد الذي يصيب البشر تم القضاء عليه في جميع أنحاء العالم هو الجدري، بحسب منظمة الصحة العالمية، أما الحصبة والنكاف والسعال الديكي فمن الأمراض المعدية المتفشية حتى الآن.
بالمحصلة النهائية، لا ننصحك بالاستماع إلى مروجي "موضة" مقاطعة التطعيمات، فطفلك أغلى من أن يكون حقل تجارب لنظريات لم تثبت صحتها.