مع اقتراب موعد رؤية أشجار عيد الميلاد المكسوّة باللون الأحمر القاني تُزين قاعات البيت الأبيض، ستُكمل ميلانيا ترامب قريباً عامها الثاني كسيدةٍ أولى للولايات المتحدة.
وبحسب موقع The Daily Beast الأميركي، فقد كان عاماً مُحيِّراً لمُتتبِّعي خيارات ميلانيا فيما يخص الأزياء والموضة، بغضِّ النظر عن عدد المرات التي تحاول فيها ميلانيا أو فريق الاتصال الخاص بها توجيه الجمهور إلى "التركيز على ما تفعله، وليس ما ترتديه"، بيد أنَّ عارضة الأزياء السابقة تُقدِّر خصوصيتها، ولا تظهر إلى العلن أو تصرِّح سوى قليل للغاية.
سترة "أنا لا أهتم"
ينصبُّ الاهتمام حتماً على ما ترتديه ميلانيا، والذي تضمَّن في العام الجاري السترة الشهيرة التي بلغ سعرها 39 دولاراً، وكُتِبَ على ظهرها "أنا حقاً لا أهتم، فهل تهتم أنت؟"، التي ارتدتها أثناء زيارتها الأطفال المُهاجرين المُحتجزين عند حدود ولاية تكساس الأميركية.
عقَّبت ستيفاني غريشام، المُتحدثة باسم ميلانيا ترامب قائلةً: "إنَّها مُجرد سترة، ليست هناك رسالة خفية. بعد زيارة اليوم المهمة إلى تكساس أرجو ألا يكون هذا هو ما ستختار وسائل الإعلام التركيز عليه". فيما علَّق الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقتٍ لاحقٍ على هذا الأمر، وكتب على موقع تويتر أنَّ الرأي الجلي للغاية في هذه الرسالة كان يستهدف الصحافة.
بعد مُضي أربعة أشهر منذ التُقطت لها صور مُرتدية تلك السُّترة، أكَّدت ميلانيا لمراسل شبكة ABC الأميركية، توم لاماس، أنَّ الرسالة التي كانت تحملها السترة كانت مُوجَّهةً إلى "وسائل الإعلام اليسارية".
وقالت بينما كانت تهز رأسها: "من الواضح أنني لم أرتد تلك السترة من أجل الأطفال، أرتديتها أثناء صعودي إلى الطائرة وهبوطي منها… يُمكنكم انتقاد كل ما تريدون انتقاده، لكنَّ هذا لن يمنعني من فعل ما أشعر أنَّه صائب".
ميلانيا تفضل التركيز على ما تفعله لا ما ترتديه
ثُمَّ كرَّرت العبارة التي تكاد تصبح شعاراً لها: "أُفضِّل أن يُركِّز الناس على ما أقوم به وعلى مبادراتي أكثر مما أرتديه". تفوهت ميلانيا بتلك الكلمات أثناء رحلتها إلى إفريقيا، التي ارتدت خلالها قُبعَّةً عتيقة، اعتبرها البعض رمزاً للقمع الاستعماري.
إن كنتَ ترغب في استخلاص أي استنتاجاتٍ من أزياء ميلانيا في الأيام العادية، فحظ مُوفق لك في تلك المهمة الصعبة. بالنسبة إلى غالبية وقتها بصفتها السيدة الأولى ظهرت ميلانيا بالإطلالة نفسها، مُضافاً إليها بعض التنويع، إذ ارتدت الملابس الرسمية ذات الأزرار ويتوسَّطها حزام، وهي إطلالات لا تبعث سوى برسائل قليلة للغاية.
ملابس بلا رسائل خفية
بيدَ أنَّها تنجذب إلى الأقمشة المُملة الحيادية مثل الكانفاس أو أقمشة الكاكي. وتُفضِّل المظهر ذا الأكتاف العريضة والخطوط الطويلة (ألقِ نظرة على الزي الوردي من ماركة Dior الذي ارتدته لمقابلة الملكة إليزابيث) التي تكون حادة، وواضحة، ولا تحمل أي رسائل خفية. حين تختار ميلانيا تصميماً ما، فإما أن يكون مصنوعاً من القماش القطني العادي (مثل الزي الذي ارتدته بتوقيع مُصمم الأزياء الأميركي رالف لورين، في 4 يوليو/تموز) أو الأقمشة المُقلمة المطبوعة، خطوطها بسيطة (مثل الزي الذي ارتدته في عشاء أبريل/نيسان في مار إيه لاغو).
وحتَّى حينَ يتعلَّق الأمر بملابس الشتاء تتمسك ميلانيا بالخيارات الآمنة، وللمناسبات الخاصة تختار ميلانيا على نحو مُمل للغاية الفساتين المشابهة بتلك التنكرية.
ولتناول عشاءٍ رسمي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت ارتدت ثوباً مُطرزاً من ماركة Chanel، كان الثوب مفرط التطريز للغاية، لدرجة أنَّه بدا تماماً مثل الأبواب المُذهبة في فندق ترامب، لامعاً، ولكن دون مضمون.
لكن ميلانيا لا تزال بعيدة
ابحث في محرك جوجل عن "أزياء ميلانيا ترامب/Melania Trump fashion" وستجد العديد من ملفات الصور المُجمَّعة لدى المجلات المخصصة للنساء التقليدية، مُكرَّسة لتوثيق الموضة الخاصة بها، مثلما فعل كُتَّاب الموضة مع ميشيل أوباما من قبل.
لكن على عكس ميشيل، التي كانت فقط مثلنا ترتدي ملابس تحمل توقيع جي كرو، ومايكل كورس، أو مثل لورا بوش، زوجة الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش، وهيلاري كلينتون، اللتين أدخلتا موضة زي العمل غير الرسمي على الجناح الشرقي للبيت الأبيض، فلا تزال عارضة الأزياء السابقة، ميلانيا، دخيلة على عالم الموضة. فبعد قرابة عامين في موقعها، لم تظهر على أغلفة المجلات بعد، في حين تصدَّرت ميشيل أوباما غلاف مجلة Vogue ثلاث مرات.
أختها الصغيرة هي التي تقدم النصائح
عند تنصيب ترامب أعلن العديد من مُصممي الأزياء صراحة أنَّهم لن يصمموا ملابس لميلانيا، بيد أنَّ هذه المقاطعة لم تُزعجها؛ إذ نظَّمت فريقاً من حلفائها المقرّبين العاملين في مجال الأزياء.
وبحسب ما كتبه ريتشارد جونسون على موقع Page Six، فإنَّ السيدة الأولى تعتمد على نصيحة أختها الأصغر إينس كنوس فيما يخص أناقتها، التي "تأتي دون جلبة إلى نيويورك" مرتين في الشهر، لاختيار الإطلالات المُحتملة وإدخال التعديلات عليها.
وإلى جانب كنوس، وجدت ميلانيا صديقاً قوياً في هيرفيه بيير، مُصمم الأزياء فرنسي المولد، الذي تولَّى مَهمَة تصميم ثوبها كريمي اللون عاري الكتفين، الذي ارتدته في حفل تنصيب زوجها، والقُبعة البيضاء التي ارتدتها خلال مقابلة بريجيت ماكرون، في أبريل/نيسان الماضي، التي قُورِنت بإطلالة بيونسيه في فيديو أغنيتها "Formation".
لكن ملابسها بدأت تحمل رسائل
في مطلع العام الجاري، وعقب ظهور أخبار حول العلاقة المزعومة لزوجها مع ستورمي دانييلز، كانت هناك بعض العلامات المبشرة على أنَّ ميلانيا ترامب حاولت التخلص من إطلالتها التي لازمتها، المُمَثلة في معطف الصوف الكبير، من أجل ارتداء ملابس تنطوي على رسائل ضمنية تعارض الإدارة الأميركية.
إذ ظهرت في خطاب حالة الاتحاد ببدلة بيضاء ببنطال من Dior، التي أثارت مقارناتٍ مع ملابس هيلاري كلينتون، إلى جانب لون يرمز إلى حق المرأة في التصويت.
لكنَّ أولئك ممن احتفوا بتلك الإطلالة لميلانيا على موقع تويتر نسوا (أو كانوا على غير درايةٍ) أنَّها ارتدت زياً مُلوناً في ليلةٍ حثَّت فيها النساء المُشرِّعات بعضهن البعض على ارتداء اللون الأسود فقط، لدعم هاشتاغ "#أنا أيضاً- #MeToo" لإدانة ورفض الاعتداء والتحرش الجنسي. ياللأسف، لم يكن مقدراً لحركة المقاومة أن تبدأ بتلك السراويل ذات الثنية الواضحة.
ملابس السيدة الأولى دائماً تحت الأنظار
هل حقيقة أنَّنا نصبُّ تركيزنا على كل ما ترتديه السيدات الأُول غير مُنصفةً؟ بالتأكيد. هل نتعقَّب اختيارات ملابس أزواجهن بهذا القدر من الحماسة؟ لا. (ما لم يكن الرئيس أوباما مُرتدياً بدلة بلون يميل إلى السُّمرة، فالجواب في هذه الحالة نعم).
إنَّ ميلانيا وستيفاني مُحقتان، على العالم أن يُركز على ما تفعله ميلانيا، ولكن لكي يتسنَّى لنا هذا، عليها أن تفعل شيئاً أولاً.
إطلالات السيدة الأولى بعيداً عن الحزبية
اعتادت أن تُمثِّل إطلالات السيدة الأولى هروباً بسيطاً من الحزبية، فربما كنتَ ممَّن أثار حنقهم الغُلو في ملابس نانسي ريغان، زوجة رئيس الولايات المتحدة الأسبق، ولكن في الوقت نفسه استمتعت بمشاهدة رايسا غورباتشوف، زوجة السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفيتي الأسبق، تتنافسان على الثوب الأكثر تألقاً في حفلات العشاء الرسمية.
وحتى لو لم تكن تؤيد ميشيل أوباما، فربما امتلكت السروال القصير "تشينو" نفسه مثلها.
ميلانيا حقاً لا تهتم
في عيد الشكر، بعد يومين فقط من إلغاء مؤسسي دار الأزياء الإيطالي Dolce & Gabbana عرض أزياء، بعد إدلاء أحد مصممي الدار بتعليقاتٍ عنصرية، اختارت ميلانيا ارتداء ملابس من تصميمهم. بالطبع لم يكن هذا الاختيار فادحاً بقدر اختيارها ارتداء السُّترة من ماركة Zara، أو أزياء السفاري، لكنَّ مظهرها كان يُمكن أن يكون أفضل، ومع ذلك سبَقَ وحذرتنا ميلانيا "أنَّها حقاً لا تهتم".
رُبما بسبب عدم اكتراث ميلانيا وجد الأميركيون في العام الجاري سيدةً أولى بديلة (أو على الأقل شخصية نسائية دبلوماسية لها طابعٌ فريد) مُتمثِّلة في ميغان ماركل، على الأقل لدينا شخصية مثلها.
ورغم احتمال وجود قدرٍ أقل من الاهتمام بتقليد خيارات ميلانيا في الملابس، فهذا بالضرورة لا يعني أنَّها لا تؤثر على جانبٍ آخر من قطاع التجزئة. فبحسب متحدث رسمي من شركة eBay، تُشكل أشجار عيد الميلاد ذات اللون الأحمر نسبة 32% في المبيعات من بين كل الأشجار الاصطناعية الأخرى.