إذا كنت تظن أن لحيتك تختلف عن شعر الرأس فأنت مخطئ، إذ إنها تحتاج بدورها لعناية خاصة، مع معالجتها بين الوقت والآخر، لتكون بصحة جيدة، وخالية من الفراغات.
وفي حال كنت تعاني من مشكلة تقصف شعر اللحية، فهذا لا يعني أن عليك حلاقتها بالكامل، وإنما سيكون من الجيد فهم المشكلة المؤدية إلى ذلك، ومعالجتها من الأساس.
وقد تكون الأسباب عبارة عن عدة مشاكل صحية، جسدية أو نفسية، والتي يمكن معالجتها بطرق منزلية، أو طبية، تعالوا نتعرّف عليها:
مسببات فراغات اللحية المتعددة
كما هي الحال مع الشعر تحدث فراغات اللحية عندما تتعرض البشرة للتلف، ما يؤدي إلى تشقق أطراف الشعر وتقصُّفه.
وقد تكون الأسباب متعددة، من بينها سوء العناية بشعر اللحية، أو سوء التغذية، أو استعمال بعض المنتجات غير الجيدة، والتي تزيد من حالة التقصف.
ويمكن التخلص من الأطراف المتقصفة عن طريق تقليمها، ثم العناية بها، من أجل الحرص على نمو الشعر من جديد.
لكن في حال أدركت أن المكان الذي تساقطت منه اللحية أصبح خالياً تماماً، ليكون من الصعب أن تنبت فيه من جديد، فهذا دليل على أن هذا من بعض الأمراض التي يجب علاجها.
داء الثعلبة البقعية
داء الثعلبة البقعية هو شكل محدد من أشكال تساقط الشعر الذي يؤثر على اللحية، إذ عادةً ما تظهر فجأة على شكل بقعة دائرية صغيرة صلعاء في اللحية بسبب هذا المرض.
والثعلبة هي أحد أمراض المناعة الذاتية، ما يعني أن الجهاز المناعي في الجسم يهاجم الخلايا السليمة عن طريق الخطأ، وفي هذه الحالة يهاجم بصيلات الشعر.
غالباً ما يحدث التساقط على طول خط الفك، فيما قد يتسبب هذا المرض في فقدان اللحية بشكل كامل، وقد ينتقل ويصل إلى فروة الرأس كذلك والوجه.
قد يشعر الشخص المصاب بالحكة والألم في البشرة بعد فقدان الشعر، إذ عادة ما يكون الجلد ناعماً عند رؤيته، لكنه في الحقيقة يكون خشناً عند الملمس، مع ظهور احمرار وتهيج في مناطق الصلع.
في حين أن من الأسباب غير المعروفة ارتباط الضغط النفسي والجسدي بالثعلبة، وقد تلعب الوراثة أيضاً دوراً في الإصابة.
المشاكل النفسية
تعتبر العوامل النفسية التي تسبب العديد من التغيرات المختلفة على صحة الشخص، من بين الأسباب المؤثرة، التي تؤدي إلى فراغات الشعر في اللحية.
ومن بين العوامل النفسية المؤثرة نجد كلاً من التوتر والقلق والاكتئاب، التي تؤثر سلباً على صحة الشعر بشكل عام.
إذ يمكن أن تؤدي هذه المشاكل إلى ظهور فراغات اللحية المتباعدة، أو تساقط الشعر بشكل متزايد بشكل عام.
لذلك يكون من الجيد في هذه الحالة محاولة الابتعاد عن مصادر القلق والتوتر، وعلاج الاكتئاب، من خلال تناول علاجات مناسبة، إضافة إلى أخذ قسط كافٍ من الراحة.
الغدة الدرقية
تعتبر الغدة الدرقية من الغدد الصماء التي تفرز هرمونات تؤثر على العديد من العمليات الحيوية في الجسم، بما في ذلك نمو وصحة الشعر.
لذلك في حال حدوث خلل في إفراز هذه الهرمونات، سواء بزيادة أو نقصان، فقد يؤدي ذلك إلى تساقط شعر اللحية عند الرجال.
وهناك عدة أسباب قد تسبب اضطرابات في الغدة الدرقية، مثل المناعة الذاتية، الوراثة، التهابات، الأورام، بعض الأدوية، الإشعاعات، أو النقص في بعض العناصر الغذائية.
لعلاج فراغات اللحية بسبب مشاكل الغدة الدرقية يجب معرفة سبب الخلل وتنظيم مستوى الهرمونات بالأدوية المناسبة أولاً.
فيما يمكن اتباع بعض الإجراءات الوقائية والعلاجية لتحسين صحة وكثافة شعر اللحية، من أبرزها المحافظة على نظام غذائي متوازن، واستخدام زيوت طبيعية لتغذية وترطيب الشعر، وتجنب التدخين والمشروبات الكحولية.
الأسباب الوراثية
الأسباب الوراثية تلعب دوراً كبيراً في تساقط شعر اللحية عند الرجال، وذلك لأن الجينات لها دور في تحديد الطول والكثافة والعمر الافتراضي لشعر اللحية.
إذا كان أحد أفراد العائلة يعاني من فراغات في اللحية، فقد يورث هذه الصفة لأبنائه، وفي هذه الحالة قد تكون زراعة الشعر حلاً نهائياً لملء الفراغات وإعادة كثافة اللحية.
ولكن قبل اللجوء إلى هذه الخطوة يجب التأكد من عدم وجود أسباب أخرى لتساقط شعر اللحية، مثل المشاكل الهرمونية أو المناعية، أو تلك التي لها علاقة بالتغذية.
ضعف هرمون التستوستيرون
هرمون التستوستيرون هو الهرمون الذي يُسهم في تطوير الصفات الذكورية لدى الرجال، منها نمو شعر اللحية.
لذلك في حال حدوث ضعف في مستوى هذا الهرمون، فقد يؤدي ذلك إلى تساقط شعر اللحية أو عدم نموه بشكل كامل.
وهناك عدة عوامل قد تسبب ضعف مستوى التستوستيرون، مثل التقدم في العمر، والخلل الهرموني، والأمراض المزمنة، والوراثة، والأسباب البيئية مثل التلوث، والتغذية غير المتوازنة.
ولهذا إذا كان لدى الشخص شك في ضعف مستوى التستوستيرون، يجب عليه إجراء فحص دم لقياس نسبة هذا الهرمون في الجسم.
إذا كانت نسبته منخفضة فقد يصف الطبيب علاجاً هرمونياً لزيادة مستوى التستوستيرون، كما يمكنك اتباع بعض الإجراءات لتحسين صحة شعر اللحية، من بينها اتباع نظام غذائي صحي وغني بالبروتينات والفيتامينات والمعادن، وممارسة الرياضة بانتظام لتحسين الدورة الدموية وزيادة إفراز التستوستيرون، ثم استخدام زيوت طبيعية لتغذية وترطيب شعر اللحية مثل زيت الخروع.
طرق علاج فراغات اللحية المنزلية
إذا كنت تعاني من مشكل الفراغات البسيطة في اللحية يمكنك اعتماد مجموعة من الطرق والوصفات المنزلية، التي قد تساعد على تحسين صحة وكثافة شعر اللحية، وهي كالتالي:
اتباع نظام غذائي صحي
قبل اعتماد أي خطوة يجب اتباع نظام غذائي صحي، غني بالفيتامينات والمعادن والبروتينات، التي تُسهم في صحة ونمو شعر اللحية.
لذلك يجب اختيار الأطعمة التي تحتوي على هذه المواد بكثرة، من أبرزها اللحوم والبيض والأسماك، والألبان التي تحتوي على بروتينات عالية الجودة وهرمونات ذكورية.
الخضراوات الورقية الخضراء والفواكه الحمراء والبرتقالية، التي تحتوي على فيتامينات A وC وE ومضادات الأكسدة، التي تحمي الشعر من التلف، وتزيد من إنتاج الكولاجين.
ثم المكسرات والبذور والحبوب الكاملة، التي تحتوي على فيتامين B، والزنك والحديد والسيلينيوم، التي تعزز نمو الشعر وتقوية بصيلاته.
استعمال الزيوت الطبيعية
يمكن أن تكون الزيوت الطبيعية المحفزة لنمو الشعر من بين الحلول المساعدة على التقليل من فراغات شعر اللحية عند الرجال.
ومن بين أبرز هذه الزيوت التي يمكن استعمالها في البيت بشكل منتظم، نجد زيت الثوم، وزيت الخروع، وزيت الجوجوبا، وزيت الأرغان، وزيت جوز الهند، وزيت اللوز.
ولاستعمال هذه الزيوت، يمكن اتباع الطريقة التالية:
- سخِّن كمية قليلة من الزيت في حمام مائي.
- دلِّك شعر اللحية بالزيت بلطف لمدة 10 دقائق.
- غطِّ شعر اللحية بغطاء بلاستيكي أو منشفة ساخنة لمدة 30 دقائق.
- اغسل شعر اللحية بالشامبو.
- كرِّر هذه العملية مراراً.
زراعة شعر اللحية للتخلص من الفراغات
يعتبر علاج الشعر العلاج الطبي الأمثل للحد من مشكلة فراغات اللحية المستعصية، التي لا يمكن علاجها عن طريق علاج الأمراض المؤدية لها، أو من خلال النظام الغذائي السليم، أو حتى بالزيوت الطبيعية.
وتتم عملية الزراعة من خلال رسم الطبيب للحدود التي تحتاج للشعر وفقاً لشكل الوجه، ثم يتم اقتطاف بصيلات الشعر من المناطق المانحة، وزراعتها في مناطق أخرى، وفي هذه الحالة تكون هذه المنطقة هي اللحية الفارغة.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.