يعاني الكثير من الأشخاص، خصوصاً خلال فصل الشتاء، من مشكلة الجفاف جفاف الجلد حول الفم، مما يجعل شكل هذه المنطقة يبدو غير لطيف، ويسبب الإحراج، خصوصاً بالنسبة للنساء، اللواتي يقررن الاستعانة بمساحيق التجميل من أجل إخفاء ما يمكن إخفاؤه، إلا أنه غالباً ما تكون النتيجة غير مرضية.
لكن حسب تصريحات العديد من الخبراء في مجال العناية بالبشرة، حسب ما نشره موقع "mindbodygreen" الأمريكي، فإن مشكلة جفاف الجلد حول الفم لا يعتبر مشكلاً كبيراً، ويمكن علاجه بالعديد من الطرق المنزلية، فيما ينصح التوجه إلى طبيب الجلد في بعض الحالات الخاصة.
اختلاف الجلد المحيط بالفم مقارنة بباقي الجسم
يعتبر الجلد المحيط بالفم مختلف قليلاً عن جلد بقية الوجه والجسم، وذلك لأنه أرق مقارنة بباقي جلد الجسم، لذلك فهو أكثر عرضة للاحمرار والالتهاب.
كما أن هذه المنطقة من الوجه تحتوي على عدد أقل من الغدد الدهنية المُنتجة لمادة "الزهم"، وهي المادة التي تنتج زيوت طبيعية في الوجه، تجعله أقل جفاف، كما هو الحال في المنطقة المحيطة بالجبين والمنطقة المحيطة بالأنف المسماة بـ "T-zone".
وهذا ما يجعل منطقة حول الفم أقل قدرة على إنتاج الزيوت الطبيعية الموجودة في منطقة الجبين والأنف، لذلك لا داعي للقلق إذا كان الجلد حول الفم أكثر جفافاً بوجهٍ عام من بقية الوجه.
وعند الحديث عن جفاف الجلد حول الفم الذي يحتاج لعناية، فهنا يتعلق الأمر بظهور بقع جافة ومتقشرة أو احمرار أو حكة.
أسباب التهاب الجلد حول الفم
هناك عدة أسباب شائعة تؤدي إلى جفاف الجلد حول الفم، وهي كالتالي:
- التهاب الجلد المحيط بالفم
وفقاً للأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، "إذا كنت تعاني من طفح جلدي حول منطقة الفم، فقد يعود ذلك إلى إصابتك بالتهاب الجلد المحيط بالفم".
ويشير نفس المصدر إلى أنَّ هذا الطفح الجلدي قد يُودي إلى الشعور بالحكة وظهور نتوءات تشبه حب الشباب، ومع ذلك، في الحالات الأكثر شدة، قد يصبح الجلد جافاً إلى درجة حدوث نزيف أو إصابة بعدوى.
وفي هذه الحالة، تقول خبيرة العناية بالجلد الأمريكية سارة فيلافرانكو، إنَّ هذا النوع من الالتهاب هو عبارة عن عَرَض ينشأ من مجموعة متغيّرة من الظروف الخاصة بكل مريض.
ويمكن أن تكون الأسباب مختلفة، من بينها الحمى، أو استخدام معجون أسنان بالفلورايد، أو الضغط النفسي، أو الحساسية من بعض الأطعمة، أو خلل في وظيفة الجهاز المناعي، أو حتى التعرَّض لمادة "كبريتات لوريث الصوديوم"، التي تحتوي عليها العديد من منتجات غسل الشعر والبشرة.
وفي هذه الحالات يكون من الجيد زيارة طبيب أمراض جلدية، لتحديد الأسباب المحتملة واختيار روتين مناسب للعناية بالبشرة لتهدئة التهاب الجلد المحيط بالفم.
- عوامل بيئية
هناك عدة أشخاص يعانون من جفاف الجلد حول الفم بشكل موسمي، وذلك بسبب عوامل التغير المناخي، من بينها انخفاض درجة الحرارة، أو زيادة التعرّض لأشعة الشمس، فيما توجد هناك أسباب شائعة أخرى لحدوث تلك الحالة الجلدية.
ومن بين هذه الأسباب نجد الحساسية الموسمية العامة، أو حالة عدم تحمل الطعام، لذلك يجب متابعة وقت حدوث جفاف الجلد حول الفم، وملاحظة أي ارتباط بين وقت حدوث الحالة وتناول أطعمة معينة أو التعرّض لمسببات الحساسية الشائعة.
علاوة على ذلك، يصبح الحاجز الطبيعي الواقي للبشرة أكثر عرضة لخطر الجفاف عند الإصابة بنزلة برد أو إنفلونزا، وهو ما يزيد احتمالية تأثّره بالعدوى ومسببات الحساسية، بسبب كثرة الحاجة إلى مسح الأنف والفم، مما يؤدي إلى جفاف الجلد حول الفم.
- الإفراط في التقشير والاحتكاك
يجب أخذ بعين الاعتبار أن أي شيء يوضع، أو أي حركة يتم القيام بها في منطقة حول الفم يمكن أن يزيد من تفاقم حالة الجفاف.
فقد يتفاقم الجفاف بسبب الفرك القوى للوجه بالمنشفة، أو الإفراط في استخدام منتجات تقشير الوجه أو استخدام علاجات تحتوي على مواد فعّالة موضعية قاسية مثل "الرتينويدات".
لذلك يجب الإهتمام بشكل كبير بترطيب هذه المنطقة بشكل أكثر، خصوصاً أنها أقل ما ينتج الزهم في الوجه.
طرق علاج الجفاف حول الفم
هناك عدة طرق منزلية تساعد على معالجة جفاف الجلد حول الجسم، فيما توجد بعض الحالات التي تستدعي زيارة خبراء الجلد، لنتعرف عليها:
1- الاهتمام بالمرطّبات الموضعية
ينصح خبراء الجلد باستخدام سيروم يحتوي على السيراميد، وحمض الهيالورونيك يومياً للمساعدة في حجز الرطوبة في الجلد عامة، وكذا المنطقة المحيطة بالفم على وجه الخصوص، وذلك لأنه يساعد على الاحتفاظ بالرطوبة، ويصلح الحاجز الطبيعي الواقي للبشرة لتوفير الحماية المثلى للجلد.
يمكنك البدء بتطبيق سيروم حمض الهيالورونيك، ثم يأتي بعد ذلك كريم يحتوي على السيراميد، وأخيراً وضع زيت مغذّ للوجه.
2- الإكثار من شرب الماء
بالرغم من أنها خطوة بسيطة، إلا الترطيب الداخلي للجسم، عن طريق شرب كميات كافية من الماء، يساعد على ترطيب البشرة، ووقايتها من الجفاف، والتجاعيد المبكرة، وهذا الأمر ينعكس كذلك على منطقة ما حول الفم.
لذلك من الجيد شرب ما لا يقل عن 11 كوباً من الماء يومياً، مع إضافة أحد مكملات حمض الهيالورونيك إلى الروتين اليومي للحصول على دفعة ترطيب وفوائد إضافية.
3- البحث عن مكوّنات طبيعية مهدئة للحكة والالتهاب
إذا كنتِ تعانين من الحكة أو الالتهاب بسبب جفاف البشرة، في هذه الحالة يجب اختيار منتجات عناية بالبشرة تحتوي على مكونات مهدئة طبيعية.
ومن بين هذه المكونات يمكن الإشارة إلى عشبة الاذريون، والبابونج، والبانثينول (بروفيتامين B5)، وحمض الهيبوكلوروز، والألوفيرا، ومركب سكوالين، ومستخلص الشوفان، وعسل المانوكا.
4- تجنّب المواد المهيجة للجلد
هناك عدة المكونات تدخل في تركيبة بعض منتجات البشرة، التي من الممكن أن تسبب في تهيج الجلد المحيط بالفم، والبشرة بشكل عام، وكذا زيادة جفافه، لذلك يجب معرفتها، من أجل تفاديها.
وتتمثل هذه المواد المحظورة للبشرة الجافة المتضررة كل من الريتينول، وأحماض ألفا هيدروكسي، وأحماض بيتا هيدروكسي، والعطور، وفيتامين "سي"، ثم أقنعة الطين.
5- تجنّب غسل الوجه بالماء الساخن
يشتهر الماء شديد السخونة بأنَّه من المواد المُسبّبة لجفاف وتهيج البشرة، لذلك بدلاً استعماله لتنظيف الوجه كاملا، من الافضل اختيار الماء الفاتر لغسل المناطق الجافة في الوجه.
6- تحضير قناع مهدئ للبشرة في المنزل
تعتبر الأقنعة المنزلية من بين أفضل الطرق من أجل تخفيف حدة جفاف جلد المنطقة حول الفم، لذلك يمكن استعمال هذه الوصفة، التي اقترحها موقع "mindbodygreen"، وتتكون من:
ملعقة كبيرة زبادي سادة كامل الدسم
ملعقة كبيرة من الشوفان المطحون أو دقيق الشوفان
نصف ملعقة صغيرة من العسل
يتم خلط المكوّنات مع بعضها، ثم تطبيقها على الوجه، وتركها لمدة من 10 إلى 20 دقيقة، ثم غسله بماء فاتر، مباشرة بعد ذلك يتم وضع منتجات الترطيب والعناية بالبشرة الخاصة.
7- زيارة طبيب الأمراض الجلدية
عندما تكون مشكلة جفاف الجلد حول الفم خارجة عن نطاق السيطرة، ولا يمكن علاجها عن طريق الحلول المنزلية، يكون من المفترض في هذه الحالة زيارة طبيب مختص بالأمراض الجلدية، للحصول على مساعدة خبير.
طرق تجنب جفاف الجلد المحيط بالفم
أفضل طريقة لمنع ظهور مشكلة جفاف الجلد مُجدَّداً هي تحديد سبب الجفاف الحاصل أول مرة، والحد من التعرَّض للمحفزات، التي تم ذكرها سابقاً.
إذا كانت العوامل البيئية تتسبَّب في جفاف البشرة، فيجب قدر الإمكان تغطية تلك المنطقة من الوجه بقناع أو وشاح عند الخروج من المنزل مع الحفاظ دائماً على تطبيق الكريم الواقي من الشمس.
كما يجب الابتعاد عن استخدام المقشرات القاسية على البشرة حول الفم، لأنها تكون حسَّاسة، خصوصاً أن بعض الأشخاص معرضون بدرجة أكبر لإظهار ردود فعل سلبية تجاه هذه المنتجات.
كما يمكن تطبيق مادة مرطبة مانعة قبل استخدام أي مواد فعَّالة على باقي الوجه لمنعها من الانتقال إلى منطقة ما حول الفم.