مهما حاولنا حماية الأطفال وتجنيبهم التجارب الصعبة والمؤلمة والصدمات، إلا أنهم عرضة لاختبار العديد من الأحداث التي قد تهدد إحساسهم بالأمان وتخيفهم.
يمكن أن تشمل هذه الأحداث حوادث السيارات التي تهدد الحياة والحرائق والفيضانات والمرض المفاجئ أو الزلازل والجرائم، سواء كانوا قد مروا بالتجربة شخصياً أو سمعوا عنها من خلال التلفاز أو الراديو.
وقد تحدثنا في تقريرين سابقين بالتفصيل عن كيفية الحديث مع الطفل مع نوعين من هذه الأحداث، وهما الطلاق (هنا) والموت (هنا).
لتقليل أثر هذه الأحداث السلبية على طفلك وتجنب تعرضه لصدمة نفسية، إليك نصائح للتحدث مع طفلك عن الأحداث الصادمة والأخبار المحزنة.
أولاً، كيف تؤثر الأخبار المؤلمة على الأطفال؟
إذا تعرض الأطفال الصغار لأحداث صادمة أو للتغطية الإعلامية للكوارث وغيرها من الأحداث الإخبارية المؤلمة، فقد يؤثر ذلك عليهم، حتى لو لم يفهموا تماماً ما يحدث.
وفقاً لموقع Raising Children، قد تشمل ردة فعل الأطفال ما يلي:
- قد يشعرون بالارتباك أو القلق.
- قد يشعرون بالحزن أو الغضب أو الذنب.
- قد يتصرفون بطريقة غريبة أو قد يتشبَّثون بالأهل أو يتجنبون الأشخاص الآخرين.
- قد لا يتمكنون من فعل الأشياء التي كان بإمكانهم فعلها من قبل، مثل استخدام المرحاض أو ارتداء الملابس.
- قد تظهر لديهم أعراض جسدية مثل الصداع وآلام في المعدة أو فقدان الشهية.
- قد يواجهون مشاكل في النوم أو التركيز.
- الخوف من تعرضهم أو تعرض عائلاتهم للأذى.
كيف أشرح لطفلي الحوادث المؤلمة؟
عندما يكون طفلك على دراية بأخبار الكوارث والأحداث الإخبارية المؤلمة، فإن أفضل طريقة لمساعدته هي التواصل. سيكون طفلك أكثر قدرة على التأقلم إذا أعطيته معلومات دقيقة ومناسبة لعمره وقمت بدعمه عاطفياً.
فيما يلي بعض الأفكار للتحدث مع الأطفال الصغار حول أشياء مثل الكوارث الطبيعية والجرائم والحوادث وغيرها من الأخبار الصادمة والأحداث المؤلمة.
اشرح الحقائق بلغة واضحة وموجزة
إذا تعرض طفلك للتغطية الإعلامية لكارثة ما أو سمع أنك تتحدث عنها، فمن المحتمل أنه يعرف أن شيئاً ما غير طبيعي يحدث. لذلك من الأفضل دائماً ألا تنكر أو تنفي حدوث شيء.
إذا تظاهرت بأنه لم يحدث شيء، فقد يؤدي ذلك إلى إرباك طفلك وجعله يشعر بأمان أقل وقلق أكبر.
من المهم معرفة ما لدى طفلك من معلومات ومدى صحتها. قد لا يكون لدى طفلك فكرة دقيقة عما يحدث وقد يكون لديه تصور أكثر خطراً بسبب قلقه. لذا قُم بالاستماع له، ثم يمكنك تصحيح أي معلومات خاطئة وإعطاؤه الحقائق بلغة بسيطة ومطمئنة وموجزة.
على سبيل المثال يمكن أن تقول، "نعم ، أصيب بعض الناس في المدينة اليوم بسبب (….)، وهو أمر محزن للغاية. لكنهم الآن يتم الاعتناء بهم وهم بأمان الآن وبحال أفضل".
وإذا كان هناك حدث إجرامي أو اعتداء يمكن أن تضيف: "قد ألقت الشرطة القبض على الشخص الذي قام بذلك، لذا فهو لا يستطيع أن يفعل ذلك مرة أخرى".
أعط طفلك مساحة للتعبير واستمع له
من المهم أن نكون مستمعين جيدين لأطفالنا في كل الأوقات ولكن بشكل خاص في أعقاب الأحداث الصادمة. وهذا يعني منحهم اهتمامنا الكامل، وعدم الحكم والتعليق على كل ما يقولونه أو الاستخفاف به- بغض النظر عن مدى عدم منطقيته.
على سبيل المثال، إذا كان الطفل خائفاً من أن الزلزال قد يتكرر كل مساء، فقد يكون من الأفضل أن تقول: "أنا أفهم سبب خوفك، ولكن في الواقع الزلازل تحدث نادراً". بدلاً من أن تقول: " بالطبع لا، هذا مستحيل!".
من خلال قدرتك على الاستماع لهم بهدوء، حتى لمخاوفهم التي قد تبدو غير واقعية، فإنك توصل لهم رسالة مفادها أن مخاوفهم ليست مخيفة جداً ويمكن التعامل معها ببساطة.
خاطب مشاعر طفلك
بالإضافة إلى التحدث عن الحدث المحزن أو الصادم، من المهم أيضاً أن تخاطب مشاعر طفلك وتطمئنه إذا كان يشعر بالقلق أو الانزعاج، كما يشير موقع Better Health.
على سبيل المثال، يمكن أن تتحدث عن مشاعره بأن تخبره "تحدث أشياء مخيفة في العالم، لكنها لا تحصل دائماً. هناك أشخاص (كالشرطة أو رجال الإطفاء) يعملون بجد للحفاظ على سلامة الجميع".
لا بأس أن تخبر طفلك بمشاعرك أيضاً إذا كنت منزعجاً لكن دون مبالغة. على سبيل المثال يمكن أن تقول: "فقد بعض الأشخاص منازلهم اليوم في الحريق، وأشعر بالحزن الشديد عليهم مثلك. لكننا بخير وسوف نحاول مساعدتهم في إصلاح منزلهم".
بعد الحديث، انتقل إلى نشاط آخر
بعد أن تتحدث مع طفلك عن الأحداث، انتقل إلى نشاط آخر يستمتع به طفلك، على سبيل المثال، الرسم أو القراءة معاً أو حتى القيام ببعض الحركات الرياضية أو الرقص أو الغناء التي تساعد في التخفيف من التوتر والتخلص من المشاعر السلبية.
يساعد هذا في تحويل انتباه طفلك إلى شيء آخر ويمنح طفلك الوقت ليشعر بالأمان معك. كما أن هذه الأنشطة تلعب دوراً مهماً في مساعدة طفلك على الإحساس بعودة الحياة إلى طبيعتها.
عُدْ لروتين الحياة الطبيعي
يشير موقع Child mind، إلى أن الروتين اليومي هو من أكثر الأشياء المطمئنة للأطفال، لذلك حاول الحفاظ عليه قدر الإمكان. حاول أن تقوم بنفس الأنشطة التي اعتدت القيام بها مع طفلك في المنزل إن كان يصعب الخروج منه.
يمكنك أن تقوم بالأنشطة التي اعتدتم القيام بها في أيام العطل، كخبز المعجنات وتحضير الأطعمة المفضلة أو اللعب الجماعي أو مشاهدة فيلم عائلي.
وإن لم تستطِع القيام بالروتين نفسه الذي اعتاد عليه طفلك كالذهاب إلى الروضة أو المدرسة والحديقة، طمأن طفلك بأن روتينه سيعود إلى طبيعته في أسرع وقت ممكن.