يتم استهلاكه بشكل واسع رغم أضراره المحتملة.. إليك الجرعات الملائمة من الكافيين وفقاً لعمر طفلك ووزنه

يستهلك حوالي 73% من الأطفال الكافيين يومياً. أي ما يقرب من 3 من كل 4 أطفال يتناولون الكافيين بانتظام خلال حياتهم المبكرة

عربي بوست
تم النشر: 2021/09/11 الساعة 15:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/09/11 الساعة 15:49 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرية لطفل/ıstock

تحتوي العديد من الأطعمة والمشروبات التي يتناولها الأطفال على مادة الكافيين. إذ يمكن أن يوجد الكافيين في المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة وحلوى الشوكولاتة ومشروبات الكاكاو وغير ذلك.

وبسبب توافر هذا المكون في العديد من الحلوى والمشروبات، فقد يستهلك الطفل كميات أكثر بكثير من النسبة التي يُنصح بعدم تجاوزها وفقاً لعمره، ما قد يؤدي إلى تبعات صحية مُضرة بجسمه وقدرته على النمو.

وبحسب مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC، يستهلك نحو 73% من الأطفال الكافيين يومياً؛ أي ما يقرب من 3 من كل 4 أطفال، يتناولون الكافيين بانتظام خلال حياتهم المبكرة. ويحصل معظم هؤلاء الأطفال على الكافيين من الصودا ومشروبات الطاقة والقهوة.

يتهاون الكثير من الأهالي حول استهلاك أطفالهم للكافيين خلال اليوم - iStock
يتهاون الكثير من الأهالي حول استهلاك أطفالهم للكافيين خلال اليوم – iStock

الكافيين وتأثيره على الأطفال

الكافيين مادة مُنبهة شديدة التأثير. وليس ذلك فقط، فهو بحسب موقع Family Doctor يُعد عقاراً، ويتم تعريف الكافيين على أنه دواء، لأن له تأثيراً فسيولوجياً على الجسم. وهذا يعني أنه يؤثر على كيفية عمل الجسم. وفي هذه الحالة تحديداً، فهو يحفز الجهاز العصبي المركزي.

وبالنسبة للبالغين، هذا يعني أنه يمكن أن يجعلك أكثر يقظة وانتباهاً، وقد يمنحك المزيد من الطاقة. ولكن عند الأطفال، يمكن أن يرفع الكافيين ضغط الدم لديهم ويتداخل مع جودة نومهم. كما يمكن أن يجعلهم أقل وعياً بالتعب، ما سيؤثر على مزاجهم ويزيد من شعورهم بالقلق والتهيُّج؛ وقد يعانون من الصداع، بسبب انسحاب الكافيين بعد ساعات من تناوله.

وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بعدم اعتبار الكافيين جزءاً من النظام الغذائي للطفل. ويؤثر الكافيين على الجهاز العصبي المركزي كمنشط فعّال.

وتميل أدمغة الأطفال إلى أن تكون أكثر حساسية لتأثيرات الكافيين من أدمغة البالغين. ويمكن أن يتسبب الكافيين في إصابتهم بفرط النشاط المؤقت، كما قد يجعلهم عصبيين وقلقين ويصيبهم بالحساسية.

وفي حال كانوا يعانون من عدم انتظام ضربات القلب غير المشخص، فإن الكافيين يزيد من استثارة القلب؛ مما قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة.

كما يُضعف الكافيين أيضاً الأوعية الدموية، ويتطلب الأمر 4 ملليغرامات من الكافيين لكل كيلوغرام من وزن الجسم لإصابة الطفل بارتفاع ضغط الدم، وفقاً لموقع Live Science العلمي.

ومع أن الدراسات لا تُظهر أن الكافيين يعيق النمو، ولكن إذا كان الأطفال يشربون الصودا بانتظام، وحتى الشاي الذي يحتوي على الكافيين على مدار اليوم، فقد لا يحصل الجسم على كمية الكالسيوم التي يحتاجها، ما يهددهم بهشاشة العظام.

يتواجد الكافيين بوفرة في مشروبات الطاقة والصودا التي يستهلكها الأطفال بكثرة - iStock
يتواجد الكافيين بوفرة في مشروبات الطاقة والصودا التي يستهلكها الأطفال بكثرة – iStock

مصادر الكافيين التي يتناولها الأطفال بانتظام

تُظهر قاعدة بيانات استهلاك الغذاء الأوروبية الشاملة للهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية، أن استهلاك القهوة من قِبل الأطفال لا يُعد مصدر القلق الأساسي عند النظر إلى استهلاك الكافيين في الفئات العمرية اليافعة.

وقد ثبت وجود مصادر أخرى للكافيين في نظام معظم الأطفال الغذائي مثل المنتجات التي تحتوي على الكاكاو أو غيرها مثل المشروبات الغازية. وتشير الدراسات الأمريكية إلى أن غالبية الكافيين الذي يستهلكه الأطفال والمراهقون يأتي من مشروبات الطاقة.

مستويات تناول الكافيين الملائمة للطفل

نُشر تقييم كبير وشامل لمخاطر تناول الكافيين بين الأطفال والمراهقين عام 2008 بمجلة Coffee & Health، ذكر فيه المؤلفون أن عدداً قليلاً من الأطفال اليافعين يستهلكون القهوة قبل بلوغ سن 13 عاماً.

بدورها اقترحت الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية EFSA في رأيها العلمي حول الكافيين، أنَّ تناول الكافيين بنسبة 3 مغم لكل كغم من وزن جسم الطفل يومياً هو الحد الأقصى من مدخول الكافيين الذي لا يمثل قلقاً للأطفال والمراهقين.

كما أوضحت الهيئة أنَّ تناول جرعات الكافيين التي تبلغ نحو 1.4 مغم لكل كغم من وزن الجسم يؤدي إلى زيادة مشاكل الأرق وانعدام جودة النوم لدى الأطفال والمراهقين.

ووجدت مراجعة منهجية للكافيين في النظام الغذائي للأطفال والمراهقين أن تناول كميات من الكافيين تتجاوز 5 مغم لكل كغم من وزن الطفل يومياً ارتبط بزيادة خطر القلق لديهم وأعراض الانسحاب والصداع، بحسب Coffee & Health.

ومع ذلك هناك حاجة لمزيد من الدراسات لتحديد التأثير الصحي المحتمل لتناول الكافيين عند الأطفال، خاصة فيما يتعلق بالتأثيرات طويلة المدى المحتملة لتناول الكافيين بانتظام على أجسامهم ونموهم العقلي.

وزن الطفل يغيّر استجابة جسمه للجرعة

بمعنى آخر، يمكن لطفل يبلغ وزنه 60 رطلاً، أن يتعامل مع 60 ملليغراماً من الكافيين في غضون 24 ساعة. وفي حين أن مشروب صودا واحداً قد يحتوي على 50 ملليغراماً من الكافيين، قد تحتوي 8 أونصات فقط من معظم مشروبات الطاقة على كمية الكافيين نفسها.

وما يزيد من تفاقم مشكلة هذه المشروبات التي تحتوي على الكافيين حقيقة أن كثيراً منها تحتوي على نسبة عالية من السكر. ومع استهلاك الطفل أكثر من مشروب واحد في اليوم، علاوة على الشوكولا والكاكاو وغير ذلك في الأطعمة المختلفة التي يتناولها على مدار اليوم، فهذه طريق مختصرة لإصابته بالسمنة وسوء التغذية.

يجب الالتزام بكميات الكافيين التي يُنصح بها للطفل يومياً - iStock
يجب الالتزام بكميات الكافيين التي يُنصح بها للطفل يومياً – iStock

يمكن أن يعتمد الكثير على كل طفل على حدة، ولكن كلما كان الطفل أصغر سناً  كان من المستحسن عدم استهلاك المنبهات. وعلى الرغم من أنه لا توجد إرشادات ثابتة بشأن تناول الكافيين فيما يتعلق بالأطفال، حثت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال على عدم تشجيع الأطفال على استهلاك الكافيين أبداً.

وبحسب موقع Hopkins all children's، هناك توصية مبدئية بالحدود اليومية التالية من الكافيين للطفل وفقاً لعمره:

  • الأعمار من 4 إلى 6 يمكنهم تناول 45 مغم كافيين فقط، أي نحو نصف فنجان قهوة.
  • الأعمار من 7 إلى 9 يمكنهم استهلاك 62.5 ملغ فقط.
  • الأعمار 10-12 يستهلكون 85 ملغ يومياً فقط.
  • المراهقون يمكنهم استهلاك من 85 إلى 100 ملغ يومياً.

وإضافة إلى القهوة، يوجد الكافيين في الشاي (48 مغم كافيين لكل 8 أونصات)، والصودا المحتوية على الكافيين (37 مغم لكل 12 أونصة)، ومشروبات الكاكاو (10 مغم لكل 12 أونصة)، والشوكولاتة بأنواعها (10-30 مغم لكل 1.5 أونصة). كما تتم إضافة الكافيين إلى مجموعة متنوعة من المنتجات الرياضية ومشروبات الطاقة والحلوى الأخرى.

تحميل المزيد