معظم الآباء والأمهات يجيدون التعامل مع أولادهم، ولكن عند التعامل مع طفل متلازمة فرط النشاط ، فالإجادة لا تكفي. كي ينمو الطفل سعيداً ومستعداً للمستقبل، لا بد من أن يكون الأهل عظماء.
ولحسن الحظ، الأمر أسهل مما تتخيل. كل ما يتطلبه الأمر هو بعض التعديلات الصغيرة في استراتيجيات تربية الطفل وحياته اليومية.
في البداية، ما هي متلازمة فرط النشاط وضعف التركيز؟
متلازمة فرط النشاط وضعف التركيز أو الـADHD هي اضطراب في النمو العصبي، يصيب الأطفال عادةً. كما أنه يصيب الذكور أكثر من الإناث، وقد يستمر حتى البلوغ.
أعراضها لدى الأطفال
عدم القدرة على الانتباه والتشتت الدائم.
صعوبة في إتمام مهمة للنهاية.
عدم القدرة على المكوث الطويل.
ارتكاب أخطاء بسبب قلة الانتباه.
نسيان الواجبات اليومية.
نسيان الحاجات والأشياء.
الحركة الدائمة؛ يجرى الطفل أو يتسلق ولا يجلس أبداً.
الإفراط في الكلام.
عدم السيطرة على اندفاعه.
صعوبة في تنظيم الوقت، أو المحافظة على النظام عادةً.
مشاكل في العلاقات ومشاكل متعلقة بالثقة بالنفس.
جميع هذه الأعراض تؤثر بالطبع في حياته ودراسته.
التشخيص نقطة مفصلية للسيطرة عليها
يُشخّص الطفل بمتلازمة فرط النشاط عادةً في سن السابعة، لكن الأعراض غالباً تبدأ من سن الثالثة إلى الخامسة، بحسب موقع Health Line الطبي.
وبحسب الجمعية الأميركية للصحة النفسية، فقد زادت نسبة الإصابة بالمتلازمة بشكل درامي في السنوات السبع الأخيرة.
وتبين أن نسبة الأطفال المصابين بها في أميركا تبلغ 5%، في حين يؤكد مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها CDC، أن النسبة الحقيقية تبلغ ضعف ذلك.
إذ بلغت في عام 2011 نحو 11% للأطفال من سن 4 إلى 17.
تصاحبها عوارض جانبية، وهذه أسبابها
متلازمة فرط النشاط لا تسهم في رفع فرص الإصابة بأي حالة أو مرض آخر، لكنها عادةً ما تُصاحب بعدة حالات، مثل:
صعوبة التعلم، سلوك غير اجتماعي، العنف، افتعال المعارك، القلق، الاكتئاب، اضطرابات في النوم، تبول لا إرادي، اضطراب عبارة عن حركات تكرارية مصحوبة بأصوات غير مرغوب فيها، وتسمى هذه الحالة متلازمة توريت، واضطراب مزاجي ثنائي القطب.
سبب المتلازمة غير معروف، ويُرجّح الباحثون أنه في الغالب جيني.
بينما ترجّح دراسات أخرى أن هناك اختلافات وظيفية بالمخ في المناطق الخاصة بالتخاطب والتحكم في النفس واتخاذ القرار والتحكم في العضلات.
كما تؤثر التغذية السيئة والتدخين وشرب الكحول في أثناء الحمل، والسموم مثل الرصاص، على نمو دماغ الجنين.
إذن، كيف نتعامل مع طفل متلازمة فرط النشاط ؟
إذا كنت تتعامل مع طفل مريض بمتلازمة فرط النشاط، فيجب تفهّم أولًا أنه لا يتحكم في تصرفاته، ببساطة لأنها حالة مَرَضية.
التصرفات اليومية الروتينية المطلوبة من الطفل العادي تُعَد مستحيلة بالنسبة لطفل المتلازمة، لذا يجب عليك أن تتكيف مع طرق أخرى للتواصل معه.
قد تسبب تصرفات طفلك الإحراج لك والإحباط أيضاً، لكن توجد طرق لجعل الحياة أسهل.
حالة الطفل ناشئة عن خلل وظيفي بالمخ، ففي حين يتعلّم الطفل التصرفات المجتمعية المقبولة وغير المقبولة، فإن هذا الخلل يدفعه للتصرف بعنف وعدوانية.
تفهّم هذه المعلومة أول طريق للعلاج، انفعالك على الطفل، وتقريعه لن يحسّن من حالته، بل العكس تماماً.
رعايتك طفل المتلازمة تعني ضرورة تغيير أسلوبك في التعامل، لكي يغيره هو بالتبعية.
العلاج الدوائي تحت إشراف طبيب مختص قد يكون أول خطوة في التعامل مع طفلك.
يساعد العلاج الدوائي في التحكم بفرط النشاط، وكبح جماح الاندفاع، وتزيد القدرة على الانتباه.
أما المكملات الغذائية مثل "أوميجا 3″، فإنها تعطي نتائج جيدة أيضاً.
كافِئ طفلك ولا تكن صارماً
على الجانب الآخر، يجب استخدام شكل خاص لتعليم الطفل، وخلق روتين يومي، والخطوة الثانية هي العلاج السلوكي.
يبدأ العلاج بتحفيز الأفعال الجيدة ومكافأة الطفل عليها، وتعليمه كيف يستبدل سلوكه العنيف بسلوك جيد.
يتعلم الطفل أيضاً شيئاً هاماً هو نتائج تصرفاته، وهذا هو الغرض من تعديل السلوك.
سيتطلب ذلك من الآباء صبراً، وتعاطفاً، وطاقة، ولا بد من أن تكون تعليمات الطفل بسيطة وواضحة، كأن تضعها في نقاط.
شجِّعه وكافِئه دائماً ولا تثبِّط من عزيمته. من الممكن أن تستخدم أسلوب تجميع النقاط لكل فعل جيد.
وتذكّر أن طفل المتلازمة لا يعتاد التغيير بسهولة مثل الأطفال العاديين، لذا يجب عليك أن تتحلى بالمرونة.
اسمح لطفلك ببعض الأخطاء، لا تكن صارماً.
والسلوك العنيف فعل شائع بين أطفال المتلازمة، لذا لا تُعنف طفلك أمام الناس، إذا ارتكب طفلك فعلاً عنيفاً في مكان عام.
اسحبه بهدوء، حاول تهدئته وتهدئة نفسك، وخصص له وقتاً في التفكير فيما فعل.
لا تثقِل كاهله بالواجبات وحضِّره لنوم عميق
هذا الطفل لا يقدر على إتمام مهمة كبيرة للنهاية، لذا لا تعطه واجبات كثيرة؛ فهو لن ينجزها. قسِّمها إلى أجزاء على مدار اليوم.
ولأنه سريع التشتت، قلِّل الأشياء التي تشتت انتباهه؛ كالتلفزيون، وألعاب الفيديو، والكمبيوتر. واظِب على الرياضة، لأنها تساعد على التركيز والانتباه.
من أكثر المشاكل الشائعة أيضاً اضطرابات النوم، فالطفل دائم الحركة والانفعال وينام بصعوبة.
يجب تقليل المنبهات والسكريات ووقت مشاهدة التلفزيون واللعب بالإلكترونيات، ومساعدته على الاسترخاء قبل النوم.
وأخيراً، تواصَل مع آباء آخرين لمبادلة النصح والمعلومات
جلسات العلاج النفسي أيضاً هامة لعلاج الإحباط والاكتئاب وقلة الثقة بالنفس التي تتكون لدى الطفل.
وهي تساعد الأهل أيضاً على فهم حالة الطفل والمساعدة في تحسينها.
ومن النصائح الأخيرة تشكيل مجموعات دعم للأهل ذوي الأطفال المصابين بالمتلازمة.
فالمعاناة المشتركة تمكنهم من إيجاد طريق لفهم الحالة بشكل أوضح.
كثير من المصابين بالمتلازمة تتحسن حالتهم عند البلوغ ويعيشون بصورة طبيعية ونجاح.
ولكن، لن يتحقق ذلك إلا بالانتباه إلى أعراض المتلازمة جيداً، والاهتمام بالعلاج بانتظام، والمتابعة مع الطبيب.