يُعتبر المشي حافي القدمين من العادات التي يُمارسها الكثيرون داخل المنزل فقط، ولكن هناك فئة من الأشخاص تجعل من هذه الممارسة جزءًا من حياتهم اليومية، سواءً كانوا يمشون أو يمارسون الرياضة. فالمشي حافي القدمين ليس مجرد سلوك عابر، بل يُعتبر طريقة لتحسين التوازن والوعي الجسدي، وهو ما يُعد مهمًا للصحة الجسدية والنفسية.
لكن في نفس الوقت، هناك مجموعة من الأضرار التي قد يتعرض لها الشخص، عند المشي بشكل مستمر بدون حذاء، والتي يجب معرفتها من أجل تفاديها.
الأطفال والمشي بدون حذاء: بداية طبيعية
عندما يبدأ الأطفال في تعلم المشي، يُنصح الآباء بالسماح لهم بالقيام بذلك بدون أحذية، لأن ذلك يساعدهم في استخدام العضلات والعظام في أقدامهم بطريقة طبيعية وصحيحة.
إذ أن الأحذية قد تحد من حرية حركة القدم، مما يؤثر على تطور العضلات والعظام عند الطفل الذي يحاول تعلم خطواته الأولى.
وبالإضافة إلى ذلك، المشي حافي القدمين يساهم في تحسين الإدراك الحسي العميق للأطفال، مما يُعزز وعيهم بجسمهم في الفضاء.
ومع تقدم الأطفال في العمر، تُفرض عليهم ارتداء الأحذية بشكل يومي، مما يفقدهم الفوائد التي يمكن الحصول عليها من المشي حافي القدمين.
ولهذا السبب، يُشجع أنصار الحركة الطبيعية على المشي بدون حذاء كلما كان ذلك ممكنًا، من أجل الإستفادة من الفائدة التي تبعتها الطبيعة إلى الجسم.
الفوائد الصحية للمشي حافي القدمين
يوضح الدكتور الأمريكي جوناثان كابلان، أخصائي القدم والكاحل وجراح العظام، حسب ما نشرته مجلة "healthline"، أن الفائدة الرئيسية للمشي حافي القدمين تكمن في أنه يُعيد نمط المشي الطبيعي للإنسان.
وأضاف أن العديد من الأحذية تحتوي على توسيد ودعم مفرطين، مما قد يعوق استخدام مجموعات عضلية معينة يمكنها تقوية الجسم.
ومن بين الفوائد الأخرى للمشي حافي القدمين:
تحسين التوازن والوعي الجسدي: إذ يؤدي المشي حافي القدمين إلى تحسين الإحساس العميق والتوازن، مما يمكن أن يساعد في تقليل آلام الظهر والمفاصل.
تحسين ميكانيكا الحركة: يعزز المشي حافي القدمين من ميكانيكا القدم، مما يؤثر إيجابًا على ميكانيكا الوركين والركبتين والجذع.
تقوية العضلات والأربطة:يساعد في الحفاظ على قوة العضلات والأربطة، مما يعزز الاستقرار في منطقة الكاحل والقدم.
تخفيف المشاكل الناتجة عن الأحذية غير المناسبة: مثل التهاب المفاصل وأصابع المطرقة والتشوهات الأخرى.
المخاطر المحتملة للمشي بدون حذاء
بينما يُعتبر المشي حافي القدمين داخل المنزل آمنًا نسبيًا، إلا أن هذه الممارسة في الخارج تُعرض الشخص لمخاطر عديدة، منها التعرض للجروح أو العدوى بسبب الأسطح غير النظيفة أو الحادة.
يؤكد الدكتور كابلان على ضرورة امتلاك قوة مناسبة في القدمين لتجنب الإصابات الناتجة عن ميكانيكا المشي الضعيفة، خاصة عند الانتقال من ارتداء الأحذية إلى المشي حافي القدمين .
يُنصح أيضًا بمراعاة نوعية السطح الذي يتم المشي عليه، إذ قد تكون الأسطح الخشنة أو الرطبة، أو حتى الزجاج والأشياء الحادة الأخرى، من المخاطر التي يمكن أن تتسبب في إصابات خطيرة.
كما أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري يُفضل أن يستشيروا أطباءهم قبل اتخاذ قرار المشي حافي القدمين، نظرًا لضعف الإحساس في أقدامهم الذي يزيد من احتمالية الإصابة دون إدراك.
كيف يمكن المشي وممارسة الرياضة حافي القدمين بأمان؟
لتجنب المخاطر والحصول على الفوائد القصوى من المشي حافي بدون حداء، يُفضل اتباع بعض الخطوات والإرشادات وهي كالتالي:
البدء ببطء: إذ يُنصح بالبدء بجلسات قصيرة تتراوح بين 15 إلى 20 دقيقة، مما يُتيح للقدمين والكاحلين التكيف تدريجيًا مع هذا النوع من الحركة.
التعود على الأسطح الآمنة: قبل التوجه للخارج، يمكن تجربة المشي داخل المنزل على أسطح آمنة ونظيفة.
وبعد التعود على ذلك، يمكن الانتقال إلى المشي على العشب أو المسارات المطاطية أو الشواطئ الرملية.
ممارسة تمارين التوازن: يُنصح بتمارين التوازن كطريقة لزيادة استقرار القدمين، مثل الوقوف على قدم واحدة أو ممارسة اليوغا التي تُؤدى عادة بدون حذاء.
فحص القدمين بانتظام: يُعتبر الفحص اليومي للقدمين ضروريًا للكشف عن أي جروح أو إصابات، خاصة للأشخاص الذين يعانون من انخفاض الإحساس في أقدامهم .
إذ أن المشي حافي القدمين قد يكون له العديد من الفوائد الصحية، ولكنه يتطلب الانتباه إلى العوامل المحيطة والبدء ببطء. ومع التكيف التدريجي، يمكن للأفراد الاستفادة من هذه الممارسة بأمان وبطريقة تعزز صحتهم العامة وجودتهم في الحياة.