النسيان الشامل العابر هو اضطراب ذهني مفاجئ يتسم بفقدان مؤقت للذاكرة، ما يؤدي إلى شعور الشخص بالعجز عن تذكر الأحداث الأخيرة أو حتى معلوماته الشخصية. على الرغم من ندرته وعدم فهمه الكامل من قبل الأطباء، إلا أن ظهور هذه الحالة بشكل غير متوقع قد يسبب قلقاً شديداً وارتباكاً للمصاب ومن حوله.
يختلفُ هذا النوع من النسيان عن حالات فقدان الذاكرة التقليدية، حيث يعود الشخص إلى وضعه الطبيعي بعد فترة قصيرة. ومع ذلك، فإن الطبيعة المفاجئة وغير المتوقعة لهذه الحالة تجعلها تجربة مقلقة، تتطلب تفهماً وإدراكاً لمسبباتها وكيفية التعامل معها.
في هذا التقرير، سنسلط الضوء على الأسباب المحتملة للنسيان الشامل العابر، ونتناول الأعراض التي يجب مراقبتها، ونقدم توجيهات حول طرق المعالجة والتعامل مع هذه الحالة.
ما هي أعراض النسيان الشامل العابر؟
يتّسم النسيان الشامل العابر بعدم قدرة الشخص على تكوين ذكريات جديدة وعدم تذكر الأحداث القريبة. عند مواجهة هذه الأعراض، من الضروري التحقق من استبعاد الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى فقدان الذاكرة.
وبحسب موقع Mayo clinic عادةً ما يأتي النسيان الشامل العابر مُصاحباً بالأعراض والعلامات التالية:
- ظهور مفاجئ للارتباك: يكون مصحوباً بفقدان الذاكرة، ويلاحظ من قبل الأشخاص المحيطين بالمصاب.
- الوعي الكامل بالذات: على الرغم من فقدان الذاكرة، يظل الشخص على دراية بهويته ومكانه.
- الإدراك الطبيعي: مثل القدرة على التعرف على الأشياء المألوفة، تسميتها، واتباع التعليمات البسيطة.
- عدم وجود علامات لتلف الدماغ: لا تظهر أعراض مثل ضعف حركة الأطراف أو حركات غير إرادية، أو مشاكل في فهم الكلمات.
بالإضافة إلى الأعراض الرئيسية، تساعد السمات التالية في تأكيد تشخيص المرض:
- المدة الزمنية للأعراض: يجب أن لا تستمر الأعراض لأكثر من 24 ساعة، وعادةً ما تكون أقصر.
- العودة التدريجية للذاكرة: حيث تعودُ الذاكرة بشكل تدريجي بعد فترة فقدانها.
- عدم وجود إصابة حديثة في الرأس: يُستبعد فقدان الذاكرة الناتج عن إصابات حديثة في الرأس.
- عدم ظهور علامات نوبات صرع: لا يُلاحظ خلال فترة فقدان الذاكرة أي نوبات صرع.
ما هي أسباب الإصابة بهذه الحالة؟
وفقاً لموقع web md تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى النسيان الشامل العابر، وتشمل عوامل نفسية وصحية مختلفة. أمّا السبب الدقيق لهذا النوع من فقدان الذاكرة المؤقت غير معروف حتى الآن. يعتقد بعض الخبراء أن هناك ارتباطًا محتملًا بين هذه الحالة وتاريخ من الصداع النصفي، لكن العوامل التي تساهم في كلتا الحالتين ليست مفهومة بالكامل.
من الأسباب المحتملة الأخرى هو الزيادة في امتلاء الأوردة بالدم، الناتجة عن نوع من الانسداد أو مشكلة في تدفق الدم، مثل الاحتقان الوريدي. ورغم أن احتمالية حدوث النسيان الشامل العابر نتيجةً لهذه الأحداث منخفضة، إلا أن هناك بعض العوامل المبلغ عنها بشكل شائع التي قد تساهم في حدوثه، مثل:
- الغمر المفاجئ في الماء البارد أو الساخن: حيثُ أن التغييرات المفاجئة في درجات الحرارة قد تؤثر على الدماغ.
- النشاط البدني الشاق: التمارين المجهدة يمكن أن تؤدي إلى النسيان الشامل العابر.
- الجماع: يمكن أن يكون له تأثير مؤقت على الذاكرة لدى بعض الأفراد.
- الإجراءات الطبية: مثل تصوير الأوعية الدموية أو التنظير الداخلي.
- صدمة خفيفة في الرأس: إصابات طفيفة في الرأس قد تؤدي إلى فقدان الذاكرة المؤقت.
- الانزعاج العاطفي: كالأخبار السيئة أو الصراعات أو الإفراط في العمل.
ومع ذلك، هناك عوامل خطر أكثر وضوحاً، تشملُ:
- العمر: الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 50 عامًا يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة مقارنةً بالأصغر سنًا.
- تاريخ الصداع النصفي: الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي يكون لديهم خطر أعلى للإصابة بالنسيان الشامل العابر المؤقت مقارنةً بمن لا يعانون من هذه الحالة.
وفي جميع الأحوال، لا توجد مضاعفات مباشرة للنسيان الشامل العابر، فهو لا يُعتبر عامل خطر للإصابة بالسكتة الدماغية أو الصرع. ومع ذلك، قد تحدث نوبة ثانية منه، ولكنها نادرة للغاية. وحتى ولو كان فقدان الذاكرة مؤقتًا، فإنه قد يسبب ضائقة عاطفية. إذا كنت تشعر بالقلق، يُنصح بطلب المشورة من طبيبك لمراجعة نتائج الفحوصات العصبية والاختبارات التشخيصية.
هل هناك علاج للإصابة بهذه الحالة؟
قد يعاني المصابون بحالة النسيان الشامل العابر من فقدان التوجه فيما يتعلق بالأشخاص والأماكن ولكنهم يحتفظون بوعيهم الذاتي. هذه الحالة حميدة، وعادة ما تتحسن دون تكرار ولا تترك أي عجز عصبي دائم. كما أن تشخيص فقدان الذاكرة الشامل المؤقت سريري في المقام الأول، ولا يتطلب التصوير المتقدم أو العلاج.
ورغم أنه لا يوجد علاج محدد لفقدان الذاكرة الشامل العابر، لكن هناك طرق يمكن أن تساعد في تحسين الحالة تتمثل في:
- العلاج المهني
يمكن للمعالج المهني أن يساعدك في تعلم استراتيجيات لتعويض مشكلة الذاكرة. يتضمن ذلك تعليم طرق جديدة لتذكر المعلومات وتنظيمها،مما قد يسهل عليك استرجاع الأحداث الماضية أو المستقبلية.
- التكنولوجيا
استخدام الأجهزة التكنولوجية مثل الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية يمكن أن يكون مفيدًا في إدارة مهامك اليومية. يمكنك برمجة جهازك لتذكيرك بالمواعيد والأحداث، وتنظيم الملاحظات والصور والملفات الأخرى بطريقة أكثر فعالية.