فرط الشعر في الجسم، هو حالة طبية تتميز بنمو زائد وغير طبيعي للشعر في مناطق مختلفة من الجسم سواء عند الرجال أو النساء، وهو من المشكلات التي قد تؤثر على حياة الأفراد بطرق متعددة، سواء من الناحية النفسية أو الاجتماعية أو الصحية.
ينتج فرط الشعر في الجسم عن عوامل متعددة، منها الهرمونية والجينية، وأحيانًا يكون نتيجة استخدام بعض الأدوية أو الإصابة بأمراض معينة.
وعلى الرغم من أن فرط الشعر قد يكون تحديًا صعبًا، إلا أن هناك العديد من الخيارات المتاحة للعلاج والتخفيف من آثاره.
تشمل هذه الخيارات العلاجات الطبية مثل الأدوية المنظمة للهرمونات، والعلاجات التجميلية مثل إزالة الشعر بالليزر أو التحليل الكهربائي.
هذه العلاجات يمكن أن تساعد في تقليل نمو الشعر غير المرغوب فيه وتحسين نوعية الحياة للمصابين بهذه الحالة.
ويتنوع فرط نمو الشعر، والذي يسمى كذلك متلازمة المستذئب، إلى عدة أنواع مختلفة، حسب الحالة الصحية.
أنواع فرط الشعر في الجسم
هناك عدة أنواع من فرط الشعر في الجسم، والتي يجب التعرف عليها، من أجل معرفة الحالة الصحية بالضبط المسببة لها، وهي كالتالي:
فرط الشعر الزغبي الخلقي: يظهر لأول مرة على شكل زغب طبيعي، وهو الشعر الناعم الموجود عند الطفل عند الولادة.
ولكن بدلاً من أن يختفي خلال الأسابيع اللاحقة، يستمر الشعر الناعم في النمو في أماكن مختلفة من جسم الطفل.
فرط الشعر الانتهائي الخلقي: يبدأ نمو الشعر غير الطبيعي عند الولادة ويستمر طوال حياة الشخص. يغطي الشعر، الذي يكون عادة طويلًا وسميكًا، وجه الشخص وجسمه.
فرط الشعر الوحماني: يظهر نمو الشعر الزائد في منطقة محددة في الجسم. وفي حالات قليلة، توجد أكثر من بقعة واحدة من الشعر الزائد.
الشعرانية: يقتصر هذا النوع من فرط الشعر على النساء، ويؤدي إلى نمو شعر داكن وكثيف في أماكن لا يكون فيها شعر عادة لدى النساء، مثل الوجه والصدر والظهر.
فرط الشعر المكتسب: على عكس فرط الشعر الخلقي، يميل الشكل المكتسب من المرض إلى التطور لاحقًا في الحياة.
كما أنه ينتج عنه نوعان من الشعر غير الزغبي: الشعر الزغبي أو الشعر الطرفي، وقد ينمو الشعر الزائد في بقع صغيرة أو في جميع مناطق نمو الشعر في الجسم.
أعراض فرط الشعر
كما ذكرنا سابقًا، يمكن أن يحدث فرط الشعر عند الولادة أو يتطور لاحقًا في الحياة لأسباب مختلفة، من الممكن أن تكون صحية.
ينتج فرط الشعر عادةً واحدًا من ثلاثة أنواع من الشعر:
الزغب: عادة ما تكون بصيلات هذه الشعرات قصيرة (أقل من 1/13 من البوصة، وفقًا للمجلة الهندية لأمراض الغدد الصماء والتمثيل الغذائي).
قد تكون موجودة في أي مكان ما عدا باطن القدمين، أو خلف الأذنين، أو الشفتين، أو راحتي اليدين، أو على الأنسجة الندبية، فيما قد يكون الزغب مصطبغًا أو غير مصطبغ.
زغب اللانجو: هذا النوع من الشعر ناعم جدًا ورقيق، مثل شعر جسم الطفل حديث الولادة، عادة لا يوجد لديه لون.
يفقد معظم الأطفال اللانجو في غضون أيام أو أسابيع قليلة بعد الولادة، وفي حالة وجود فرط الشعر، قد يبقى زغب اللانجو ما لم يتم علاجه وإزالته.
الطرفية: الشعر طويل وكثيف وقاسٍ، وعادة ما يكون داكنًا جدًا، وهو الذي يظهر عند النساء المصابات بالشعرانية في أماكن مثل الوجه والصدر والظهر.
أسباب هذه الحالة
أسباب فرط الشعر ليست مفهومة جيدًا، إلا أنه يمكن أن يكون دليلًا على وجود بعض الأمراض التي تنتشر في بعض العائلات.
قد يكون سبب فرط الشعر الخلقي هو إعادة تنشيط الجينات التي تسبب نمو الشعر، والتي عادة ما تتوقف عن التطور عند الإنسان البالغ.
إعادة تنشيط هذه الجينات يمكن أن تكون عن طريق الخطأ الذي لا يوجد سبب معروف له حتى الآن، إذ إن جينات نمو الشعر هذه "تنشط" بينما لا يزال الطفل في الرحم.
قد يكون لفرط الشعر المكتسب عدة أصول، وعندما يكون نمو الشعر في كل مكان أو في بقع عشوائية من الجسم، قد يكون ذلك لعدة أسباب محتملة، وهي:
- البورفيريا الجلدية الآجلة، وهي حالة يكون فيها الجلد حساسًا للضوء بشكل خاص
- سوء التغذية
- النظام الغذائي السيء أو اضطراب الأكل مثل فقدان الشهية العصبي
- مرض السرطان
- بعض الأدوية، مثل الستيرويدات الأندروجينية، ودواء مينوكسيديل الذي يعمل على نمو الشعر، والسيكلوسبورين (Sandimmune).
فيما يمكن أن يتطور فرط الشعر الذي يحدث في أماكن معينة من الجسم بسبب:
- الحزاز البسيط، وهو حالة جلدية مزمنة تؤدي إلى الحكة والخدوش المتكرر لرقعة من الجلد
- زيادة الأوعية الدموية، وهي استراتيجية كمال الأجسام لتطوير الأوعية الدموية البارزة بالقرب من سطح الجلد
طرق علاج فرط الشعر في الجسم
لا يوجد علاج واضح ومحدد لفرط الشعر في الجسم، ولا يمكن فعل أي شيء لمنع الشكل الخلقي للمرض.
إلا أنه يمكن تقليل خطر الإصابة بأشكال معينة من فرط الشعر المكتسب عن طريق تجنب بعض الأدوية، مثل الميونوكسيديل.
فيما يتضمن علاج فرط الشعر إزالة الشعر من خلال مجموعة متنوعة من الطرق قصيرة المدى، من بينها نجد:
- حلق
- إزالة الشعر الكيميائي
- إزالة الشعر بالشمع
- نتف
- تبييض الشعر
كل هذه الطرق هي حلول مؤقتة، كما أنها تتعرض لخطر التسبب في تهيج الجلد المؤلم أو غير المريح، وفي بعض أجزاء الجسم، لا يتم تنفيذ هذه العلاجات بسهولة.
وتشمل العلاجات طويلة الأمد التحليل الكهربائي وجراحة الليزر.
التحليل الكهربائي هو تدمير بصيلات الشعر الفردية بشحنات كهربائية صغيرة.
فيما تتضمن جراحة الليزر تطبيق ضوء ليزر خاص على عدة شعيرات في وقت واحد.
وغالبًا ما يكون تساقط الشعر دائمًا مع هذه العلاجات، على الرغم من أن العلاج يحتاج عدة جلسات للحصول على النتيجة المرضية.