جميعنا معرّضون في الحياة إلى العديد من الظروف الصعبة مثل الفقدان، الصدمات، الخيبات، أو التوتر المستمر، ما يسبّب لنا جروحاً عاطفية، قد تتجلى في تغييرات سلوكية لا ندركها فوراً، وهو ما يدل على أننا لا نزال نعاني من التضرّر العاطفي.
فالأشخاص المتضررون عاطفياً غالباً ما يعبرون عن آلامهم بشكل غير مباشر من خلال سلوكيات تبدو للوهلة الأولى غير معتادة أو غير مبررة، لكن هذه السلوكيات في حقيقتها بمثابة إشارات تحذيرية تنبهنا إلى وجود اضطرابات عاطفية تحتاج إلى الاهتمام.
إليك 7 علامات تدّل على التضرر العاطفي، وفقاً لما أرشدنا إليه موقع power .of positivity
اللامبالاة من علامات التضرر العاطفي
تُعرف اللامبالاة بأنها سلوك يظهر عندما ينعزل الشخص بشكل غير
عادي في المواقف التي يُتوقع فيها التعبير عن المشاعر.
قد يظهر الشخص غير مهتم خلال الأحداث الهامة أو غير مستجيب للأخبار، ويُعتبر هذا السلوك غالباً إجراءً وقائياً يُستخدم من قبل الشخص الذي يعاني من التضرر العاطفي لحماية نفسه من المشاعر التي يمكن أن تكون مؤلمة أو مرهقة.
من المهم فهم الأسباب الكامنة وراء اللامبالاة، سواء كانت نتيجة لصدمات عاطفية سابقة، أو ضغوط نفسية، أو حتى نمط حياة غير صحي حتى يتمكن الشخص من تحديد الخطوات التالية للشفاء.
حيث يتطلب الشفاء من اللامبالاة إعادة إدخال المشاعر ببطء إلى الحياة اليومية، وذلك من خلال التعبير عن المشاعر بطرق مختلفة مثل الكتابة، أو التحدث مع أحد الأصدقاء المقربين، أو حتى اللجوء إلى الإرشاد النفسي.
تجنب الذاكرة القهرية
تجنب الذاكرة القهرية هو آلية دفاعية نفسية يعتمدها الشخص الذي يعاني من التضرر العاطفي تتمثل في تجنب أو تفادي استحضار الذكريات أو الأحداث السلبية أو المؤلمة في حياة الشخص.
يتجلى ذلك عادةً عندما يتجنب الشخص التفكير أو مناقشة أو التذكر العمد لتلك الذكريات المؤلمة. ويمكن أن يتجلى تجنب الذاكرة القهرية بعدة طرق، منها:
- تغيير الموضوع بشكل مفاجئ: عندما يتم طرح موضوع محدد يتعلق بذكرى مؤلمة، يقوم الشخص المتضرر عاطفياً بتغيير الموضوع بشكل فوري أو إعطاء أهمية لموضوعات أخرى لتفادي المواجهة المباشرة للذكرى.
- التجنب الفعلي للأماكن أو الأشخاص الذين يذكرونه بأحداث أو ذكريات مؤلمة، بهدف تفادي إحياء تلك الذكريات.
- الانشغال الزائد بالأنشطة: قد يتجه الشخص إلى الانشغال بأنشطة متعددة أو العمل بشكل مفرط للابتعاد عن التفكير في الذكريات المؤلمة.
تجنب النقاشات
قد يظهر الشخص المتضرر عاطفياً تجنباً واضحاً للمواضيع الحساسة أو الجادة، ما يوحي بأنه لا يرغب في مناقشتها أو التفكير فيها. هذا التجنب قد يكون نتيجة للخوف من التعرض للمشاعر السلبية مثل الحزن أو الغضب.
النوم المضطرب
هو أحد العلامات الشائعة التي قد تدل على التضرر العاطفي للشخص. عندما يعاني الفرد من صعوبة في النوم، قد يكون ذلك بسبب تأثره بمشاعر سلبية أو ضغوط نفسية تعتريه، حيث يعكس النوم غير المريح أو المتقطع غالباً حالة عقلية غير مستقرة أو توتراً عاطفياً يحتاج إلى اهتمام ومتابعة.
وتعد إدارة النوم المضطرب جزءاً أساسياً من العناية بالصحة العقلية، لذلك على الشخص المتضرر عاطفياً تحديد أسباب القلق أو الضغوطات النفسية والتعامل معها بفعالية.
محاكاة آراء الآخرين
يمكن أن يكون سلوك محاكاة آراء الآخرين مرتبط بشكل وثيق بالتضرر العاطفي، وتتجلى هذه الظاهرة في عدة جوانب تعكس محاولة الشخص التكيف مع بيئته الاجتماعية بطريقة تخفي أو تخفف من مشاعر الألم النفسي.
- فقدان الثقة بالنفس
فالأشخاص المتضررون عاطفياً غالباً ما يعانون من فقدان الثقة بالنفس والشعور بعدم الأمان. هذا يجعلهم يميلون إلى محاكاة آراء الآخرين لتجنب انتقادهم أو شعورهم بعدم الكفاءة. فبتبني آراء الآخرين يشعرون بأنهم جزء من المجموعة، ما يقلل من شعورهم بالعزلة والرفض.
- تجنب المواجهة والنزاعات
التضرر العاطفي يمكن أن يجعل الأفراد يتجنبون النزاعات أو المواجهات التي قد تزيد من مشاعر التوتر أو الحزن. لذلك، يلجأون إلى محاكاة آراء الآخرين لتجنب النقاشات أو الجدالات التي قد تثير لديهم مشاعر سلبية أو تزيد من قلقهم.
- الرغبة في الانتماء والقبول
الأشخاص الذين يعانون من التضرر العاطفي قد يشعرون بالحاجة الملحة إلى الانتماء والقبول في المجتمع أو بين أقرانهم. محاكاة آراء الآخرين تساعدهم على الشعور بالاندماج والقبول الاجتماعي، ما يقلل من شعورهم بالوحدة والانعزال.
الالتزام الصارم بالروتين
قد يكون الالتزام الصارم بالروتين أحد الدلائل القوية على وجود اضطراب عاطفي. ففي حين أن الروتين اليومي يمكن أن يكون مصدراً للاستقرار والأمان لكثير من الناس، إلا أن التشبث به بشكل مبالغ فيه قد يشير إلى وجود محاولات غير واعية للتعامل مع مشاعر داخلية مضطربة أو للتخفيف من حدة القلق النفسي.
- الحاجة إلى السيطرة
الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عاطفية قد يشعرون بفقدان السيطرة على حياتهم ومشاعرهم. الالتزام الصارم بالروتين يوفر لهم شعورًا بالأمان والسيطرة، حيث يعرفون بالضبط ما سيحدث ومتى. هذا الإحساس بالسيطرة يمكن أن يساعدهم في تقليل مشاعر القلق والخوف من المجهول.
- الهروب من مواجهة المشاعر الصعبة
الروتين الصارم يمكن أن يكون وسيلة للهروب من مواجهة المشاعر السلبية أو التجارب الصعبة. الانشغال بجدول زمني دقيق يمنح الشخص فرصة للابتعاد عن التفكير في الأمور التي تسبب له الألم أو الانزعاج، وهذا يمكن أن يعزز الشعور بالراحة المؤقتة، لكنه في النهاية يمنع الشخص من معالجة المشاعر المكبوتة.
اليقظة المفرطة في الخصوصية
قد يشير هذا السلوك إلى محاولة الشخص حماية نفسه من الألم العاطفي أو من التدخلات الخارجية التي يعتبرها تهديداً.
فالأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عاطفية قد يكون لديهم تجارب سابقة مؤلمة جعلتهم يشعرون بعدم الأمان أو بالضعف، بالتالي اليقظة المفرطة في الحفاظ على الخصوصية بالنسبة لهم يمكن أن تكون وسيلة لحماية النفس من تكرار تلك التجارب المؤلمة.
كما يمكن أن يكون الشعور بفقدان السيطرة على البيئة الشخصية مقلقاً للغاية للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عاطفية، لذلك فهم يرون أن اليقظة المفرطة في الحفاظ على الخصوصية تساعدهم على التحكم في من يدخل حياتهم وما يشاركونه من معلومات، هذا يعطيهم شعوراً بالأمان والتحكم الذي يخفف من مشاعر القلق.