أصبح المشروب الأخضر، المكون من مجموعة من الخضار والفواكه الخضراء، واحداً من بين المشروبات التي اجتاحت السوشيال ميديا خلال الفترة الأخيرة.
إذ أصبح المشاهير يتحدثون عن هذا المشروب السحري، ويستهلكونه بشكل كبير، وذلك كونه يوفر للجسم العديد من الفوائد، التي تعزز الصحة، وتساعد في التقليل من الوزن الزائد.
لكن قبل استهلاك هذا المشروب السحري، حسب ما يتم وصفه به، يجب معرفة جميع فوائده وأضراره المحتملة، لتكون عملية الاستهلاك ذات مفعول إيجابي، وتعود بالنفع على الشخص، لا الضرر.
ما هو المشروب الأخضر؟
المشروب الأخضر ببساطة عبارة عن عصير مصنوع من مجموعة من الخضراوات والفواكه ذات اللون الأخضر.
لا توجد وصفة واحدة من أجل تحضيره، لكن المكونات الشائعة تشمل الكرفس والسلق والسبانخ وعشب القمح والخيار والبقدونس والنعناع.
ونظراً لأن العصير الأخضر يميل إلى المرارة، فإن الكثير من الأشخاص يفضلون إضافة بعض الفواكه كذلك مثل التفاح والكيوي، والتي تساعد على التحلية بشكل طبيعي.
يفضل الأشخاص الذين يستهلكون المشروب الأخضر أن يكون العصير الطازج لذلك يتم تحضيره في المنزل، ولكن يمكنك شراؤه من مقاهي العصير المتخصصة أيضاً، بعد أن أصبح متوفراً بكثرة في العديد من الأماكن.
هناك كذلك بعض العصائر الخضراء التجارية، لكن بعض الأصناف تحتوي على سكر مضاف، مما يقلل من كثافة المغذيات في المشروب.
علاوة على ذلك، فإن العديد من هذا المشروب الأخضر المعبأ في زجاجات يتم بسترتها، وهي العملية التي تعمل على تسخين العصير لقتل البكتيريا الضارة وإطالة مدة صلاحيته، ولكنها قد تلحق الضرر ببعض العناصر الغذائية الحساسة للحرارة والمركبات النباتية الموجودة في العصير الطازج.
فوائد المشروب الأخضر المحتملة
العصير الأخضر ليس بديلاً عن نظام غذائي متوازن وصحي، ولكنه يشترك في العديد من الفوائد التي تأتي مع تناول المزيد من الفواكه والخضراوات.
إذ يعتبر الخضار الخضراء وعصائرها مصادر ممتازة للعديد من الفيتامينات والمعادن والمركبات النباتية المفيدة.
على سبيل المثال، السلق والكرنب السويسري غنيان بالفيتامينات A و K، في حين توفر عشبة القمح نسبة عالية من فيتامين C والحديد.
إذ تشير الأبحاث إلى أن تناول الخضار الورقي الأخضر يومياً قد يساعد في تقليل الالتهابات وخطر الإصابة بأمراض القلب وخطر التدهور العقلي المرتبط بالتقدم في العمر .
هناك أيضاً أدلة على أن بعض المركبات الموجودة في العصير الطازج يمكن أن تعمل بمثابة البريبايوتك، والتي تغذي وتدعم نمو البكتيريا المفيدة التي تعيش في الجهاز الهضمي.
كون يرتبط تناول البريبايوتك الروتيني بالعديد من الفوائد، بما في ذلك تقليل الإمساك والحفاظ على الوزن وتحسين وظيفة المناعة.
علاوة على ذلك، يجد الكثير من الناس أن شرب الخضار والفواكه يعد طريقة سهلة وفعالة لزيادة تناولهم للعناصر الغذائية القيمة.
وأخيراً، يمكن لبعض الأشخاص، مثل أولئك الذين خضعوا لعملية جراحية في المعدة أو الأمعاء، الاستفادة من المشروب الأخضر، لأنه أسهل في الهضم.
كما أن هذا المشروب يحتوي على العديد من الخضار والفواكه، ولذلك سيكون قادراً على المساعدة في إنقاص الوزن، والحصول على جسم رشيق، في حال اتباع نظام غذائي سليم إلى جانبه.
السلبيات المحتملة
على الرغم من أن شرب هذا العصير الأخضر يعد طريقة رائعة لزيادة تناول مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية المهمة، إلا أن هناك العديد من العيوب التي يجب مراعاتها قبل الاستهلاك، وهي كالتالي:
انخفاض نسبة الألياف
يؤدي عصر الفاكهة أو الخضار إلى إزالة معظم الألياف الموجودة فيها، والألياف أمر حيوي لنظام غذائي صحي، إذ إن تناولها قد يدعم صحة القلب وإدارة ضغط الدم والسكر وتحسين مستويات الكوليسترول، وتحسين عملية عمل الأمعاء.
لهذا لا يجب اعتماد المشروب الأخضر طريقة لتعويض تناول الخضار والفواكه الطازجة.
قد يرفع نسبة السكر في الدم
إذا كنت تعاني من مرض السكري أو حالة طبية أخرى تساهم في ضعف التحكم في نسبة السكر في الدم، فقد لا تكون العصائر هي الخيار الأفضل لك.
إذ تميل هذه المشروبات إلى أن تكون منخفضة في الألياف والبروتين، وهما عنصران مغذيان يدعمان نسبة السكر في الدم بشكل متوازن.
والعصائر الخضراء المصنوعة فقط من الخضار تحتوي على نسبة أقل من الكربوهيدرات ومن غير المرجح أن تؤثر سلباً على نسبة السكر في الدم.
ومع ذلك، إذا كنت تفضل العصير الأخضر مع الفاكهة، فإن السكريات الموجودة في الفاكهة قد تساهم في زيادات غير مرغوب فيها في مستويات السكر في الدم.
قد تضر الكليتين
استهلاك المشروب الأخضر باعتدال سيكون طريقة للحصول على فوائده المرغوبة، إلا أن الإكثار منه قد يؤدي إلى مجموعة من الآثار الجانبية.
إذ تعد الخضراوات الخضراء مصدراً غنياً بحمض الأكساليك، أو الأكسالات، والذي يعتبر مضاداً للمغذيات؛ لأنه يرتبط بالمعادن الموجودة في الطعام ويمنع الجهاز الهضمي من امتصاصها.
وكمية الأكسالات التي تستهلكها عادة من الخضراوات الكاملة في نظام غذائي متوازن ليست ضارة. ومع ذلك، تميل العصائر الخضراء إلى أن تكون مصادر عالية التركيز للأوكسالات.
والكثير من الأوكسالات يمكن أن يؤدي إلى آثار صحية سلبية، بما في ذلك حصوات الكلى وحتى الفشل الكلوي
متى يجب عليك شرب العصير الأخضر؟
على الرغم من أن العصير الأخضر يتم تسويقه في كثير من الأحيان كعلاج شامل يتمتع بقدرات شفاء استثنائية، إلا أنه لا يمنحك شيئاً لا يمكنك الحصول عليه من تناول الخضار والفواكه الكاملة.
ومع ذلك، يمكن أن يكون عنصراً مغذياً في نظامك الغذائي طالما أنك تشربه باعتدال ولا تستخدمه لتحل محل الخضار والفواكه الكاملة.
علاوة على ذلك، قد تجد أنها طريقة بسيطة لزيادة تناولك لعدد من العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، أو للاستفادة من الفوائد التي تم ذكرها في السابق.
وأخيراً، ضع في اعتبارك أنه لا يمكنك الاعتماد على العصير لتلبية جميع احتياجات جسمك الغذائية.