العلاج بالليزر هو علاج بديل لبعض أنواع الألم المختلفة، من بينها ذلك الذي يرتبط بآلام الركبة، والذي ينتج عن مجموعة من الأسباب المختلفة.
يُعرف العلاج بالليزر أيضاً باسم العلاج بالليزر البارد، أو العلاج بالليزر من الدرجة الثالثة، أو العلاج بالليزر منخفض المستوى، والذي يرمز له طبياً بـ (LLLT).
إذ أظهرت بعض الدراسات أن الليزر قد يساعد في شفاء الجروح، الشيء الذي يشير بشكل آخر إلى أنه قادر على مساعدة الجسم على إصلاح تلف الأنسجة الناجم عن الإصابات والتهاب المفاصل أو غيرها من الأمراض.
ومع ذلك، فإن الدراسات الأولى للعلاج بالليزر البارد لم تكن دراسات سريرية خاضعة للرقابة، الشيء الذي يعني أنه لا يعتبر علاجاً نهائياً.
خصوصاً أنه يعد علاجاً جديداً نسبياً، ولا يعرف الباحثون بعد ما إذا كان له أي مخاطر على المدى الطويل، إذ بحثث معظم الدراسات في الآثار قصيرة المدى، لذلك من الممكن أن يؤدي إلى آثار جانبية طويلة المدى لم يتم الكشف عنها بعد.
ما هو العلاج بالليزر؟
أصبح الليزر الجراحي شائعاً بشكل متزايد في الطب ويقطع بشكل أكثر دقة من المعدات الجراحية التقليدية، مما يقلل من خطر الإصابة ويساعد في تسريع الجراحة.
ومع ذلك، فإن أشعة الليزر "الساخنة" هذه يمكن أن تكون خطيرة عند استخدامها بشكل غير صحيح، فيما يعتبر الليزر البارد المستخدم في علاج الألم أضعف بكثير من الليزر الجراحي، ولا يمكنه اختراق الجلد أو حرقه.
إذ إن الجلد يمتص القليل جداً من الضوء، مما يسمح لليزر بالتغلغل بعمق في الأنسجة، وهذا يتيح لها الشفاء دون أي آثار جانبية، أو التعرض لحروق.
هل يمكن للعلاج بالليزر أن يساعد في علاج آلام الركبة؟
بالرغم من أن هذا النوع من العلاج أصبح شائعاً بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، إلا أن العلماء والباحثين لا يزالون غير متأكدين من إجابة هذا السؤال.
حيث ركزت معظم الأبحاث على هشاشة العظام والألم المزمن، والتي تمكّن من تحسينها دون معرفة السبب المباشر في ذلك.
لذلك تمت الإشارة إلى أنه قد يعمل الليزر على تحسين الدورة الدموية، أو دعم صحة الخلايا، أو إطلاق الإندورفين الذي يقاوم الألم، أو تقليل الالتهاب، أو تشجيع نمو أنسجة صحية جديدة.
البحوث الأولية واعدة. ولكن لا يوجد دليل قاطع على أن العلاج بالليزر البارد يمكن أن يعالج آلام الركبة أو أي حالة طبية كامنة.
ماذا تقول الدراسات السريرية؟
قامت مراجعة كوكرين عام 2005 بتقييم قدرة الليزر البارد على تقليل آلام التهاب المفاصل الروماتويدي، وهو سبب شائع لألم الركبة. ووجدت أدلة على تخفيف الألم بشكل معتدل على المدى القصير مع آثار جانبية قليلة.
أما دراسة أخرى أجريت عام 2009 قارنت الأشخاص الذين يعانون من آلام الركبة والذين تلقوا الليزر البارد بمجموعة اعتقدت فقط أنهم يتلقون نفس العلاج.
بالمقارنة مع مجموعة الدواء الوهمي، فإن أولئك الذين تلقوا العلاج بالليزر أفادوا بألم أقل من المجموعة الثانية.
ولأنه من غير الواضح كيف يعمل العلاج بالليزر، فمن غير المعروف ما إذا كان من الممكن تطبيق نتائج هذه الدراسات على الركبة.
وقد نظرت دراسة أجريت عام 2008 في الدراسات العشوائية السابقة التي تم التحكم فيها بالعلاج الوهمي الليزر البارد لعلاج مرفق التنس.
لم تبحث الدراسات المشمولة في التحليل في كيفية أو سبب تقليل العلاج بالليزر للألم ولم تقيس تخفيف الألم على المدى الطويل.
لماذا يصعب تحديد ما إذا كان العلاج بالليزر نافع فعلاً؟
إحدى مشاكل العلاج بالليزر هي أن الدراسات المختلفة تنظر إلى أطوال موجية مختلفة من الضوء، وهذا يجعل من الصعب مقارنة ليزر بآخر.
وبالمثل، تقدم الشركات المصنعة المختلفة توصيات مختلفة حول تكرار العلاج ومدته.
ولكي يصبح العلاج بالليزر علاجاً قياسياً لآلام الركبة، سوف يحتاج الأطباء إلى معرفة الطول الموجي الأكثر فاعلية وبأي جرعة.
مخاطر ومضاعفات العلاج بالليزر
أشعة الليزر المستخدمة في هذا النوع من العلاجات الباردة، لذلك هناك خطر ضئيل لحدوث آثار جانبية خطيرة، ولم تجد معظم الدراسات أي آثار جانبية، عندما تجد الدراسات آثاراً جانبية، فهي طفيفة وتشبه الآثار الجانبية للعلاج الوهمي.
وبما أن أشعة الليزر باردة وأقل قوة من أجهزة الليزر الطبية الأخرى، فمن غير المرجح أن تسبب مشاكل صحية خطيرة.
فقد أظهرت القليل من الأبحاث أن العلاج بالليزر يوفر راحة طويلة الأمد، إلا أنه بالنسبة للأشخاص الذين يبحثون عن علاجات قد تكون مكلفة أكثر، غالباً ما تكون هناك خيارات أفضل، بما في ذلك علاج الأسباب الكامنة وراء الألم، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.
ما هي بدائل العلاج بالليزر لآلام الركبة؟
هناك مجموعة من طرق العلاج التي تقلل من آلام الركبة بما في ذلك الراحة، وكمادات الثلج، والضغط، والحرارة، والتدليك، والتمدد، والتمارين الرياضية، واستخدام الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية.
وبالنسبة لألم الركبة المزمن أو الشديد، قد توفر بعض العلاجات الراحة. وتشمل هذه:
- تمارين تقوية.
- علاج بدني.
- حقن الركبة ومكملات حمض الهيالورونيك والكورتيكوستيرويدات.
- بزل المفصل، والذي يتضمن إزالة سائل المفصل من خلال إبرة.
- الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية) الموصوفة طبيا.
- أدوية التهاب المفاصل، مثل الأدوية البيولوجية، ومضادات الروماتيزم، والكورتيكوستيرويدات، ومسكنات الألم.
- العلاجات البديلة، مثل الوخز بالإبر والرعاية بتقويم العمود الفقري.
- جراحة الركبة.
يمكن أن يعمل العلاج بالليزر جنباً إلى جنب مع هذه العلاجات، لذا فإن تجربة العلاج بالليزر لا تعني الاضطرار إلى التخلي عن الخيارات الأخرى.