قد يعتقد البعض أنّ التدخين الإلكتروني هو الحل الأمثل للإقلاع عن تدخين السجائر العادية، لكنه في الحقيقة ليس أفضل حالاً منه ويحمل الكثير من المخاطر على الجسم، لنتعرف على ما الذي يحدث في الجسم عند تدخين السجائر الإلكترونية:
ما الذي يحدث في الجسم عند تدخين السجائر الإلكترونية؟
منذ أن قام الصيدلانيّ الصينيّ هون ليك بتطوير أوّل سيجارة إلكترونيّة في عام 2003، بدأ الناس ينظرون إليها على أنها المخلص الوحيد لهم من السجائر العادية وأضرارها، ولا يزال حتى الآن ينظر إليها على هذا النحو.
مع مرور الوقت، وبفضل نكهاتها المنوعة وألوانها المميزة، باتت السجائر الإلكترونية بمثابة "الموضة" بين المراهقين، قبل أن يتم حظرها في العديد من الدول لمن يبلغون أقل من 18 عاماً.
لا يمكن إنكار أنّ التحول من السجائر العادية إلى السجائر الإلكترونية يمكن أن "يقلل" من تعرضك للسموم المرتبطة بعدد كبير من المشكلات الصحية مثل السرطان وأمراض الرئة والنوبات القلبية والسكتة الدماغية – لكنها في الوقت ذاته كافية لإصابتك بذات الأمراض، كونها لا تزال تحتوي على مواد ضارة محتملة مثل الجزيئات متناهية الصغر والمركبات العضوية المتطايرة والمعادن الثقيلة.
ولذلك يُنصح الأشخاص غير المدخنين بالابتعاد تماماً عن السجائر الإلكترونية "المغرية"، وخصوصاً لمن تقل أعمارهم عن 18 عاماً.
أما ما يحدث في الجسم عند تدخين السجائر الإلكترونية فهو على الشكل الآتي بحسب ما نقلته صحيفة The Mirror البريطانية:
1- في نفس توقيت تدخين السجائر الإلكترونية
كيوان خان، الطبيب العام الخاص في عيادة هارلي ستريت في العاصمة البريطانية لندن، أكد أن ما يحدث في الجسم أثناء تدخين السجائر الإلكترونية هو أنّ الجسم يسمح مباشرة بامتصاص النيكوتين بسرعة، ما يؤدي إلى ارتفاع معدل ضربات القلب وضغط الدم مباشرة.
وأضاف: "إن اندفاع النيكوتين هذا يحفز إطلاق الدوبامين، مما يخلق شعوراً بالمتعة المباشرة، واعتماداً على مستوى النيكوتين في السائل الإلكتروني، قد يشعر مدخن السجائر الإلكترونية بشعور من الاسترخاء أو اليقظة الفورية".
كما أشار الطبيب إلى أنّ السجائر الإلكترونية بإمكانها أن تسبب تهيجاً فوراً للحلق وبطانة الرئة، مما يؤدي إلى السعال وحفاف الفم.
كما قد يؤدي مباشرة إلى ضيق في النفس عند استخدام السيجارة الإلكترونية لأول مرة.
2- بعد 10 دقائق من تدخين السجائر الإلكترونية
بعد 10 إلى 30 دقيقة من استخدام السيجارة الإلكترونية الخاصة بك، قد تشعر بمشاعر "الارتعاش أو القلق" ولكن معدل ضربات القلب وضغط الدم سوف يستقر خلال هذه الفترة.
ومع ذلك، فإن استنشاق الجزيئات المتطايرة الموجودة في السجائر الإلكترونية قد يسبب تهيجاً حاداً في الرئة والتهاباً.
بالنسبة للسجائر العادية، فإن التعرض لأول أكسيد الكربون يسبب المزيد من الضغط على أمراض القلب والأوعية الدموية – والتي يمكن أن تساهم في "تطور تصلب الشرايين وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية".
3- بعد نصف ساعة من تدخين السجائر الإلكترونية
التأثيرات الحادة للتدخين الإلكتروني بعد 30 دقيقة من الاستهلاك لم تتم دراستها بشكل مكثف – ولكن لا يزال هناك دليل على أنه قد يؤدي إلى "تغيرات قصيرة المدى في وظيفة القلب والأوعية الدموية وفسيولوجيا الرئة".
الاستجابة الالتهابية الناجمة عن الجسيمات المتطايرة قد تساهم في تهيج مجرى الهواء وأعراض الجهاز التنفسي، على الرغم من أن العواقب طويلة المدى لا تزال غير مؤكدة.
في حين أنها حقيقة أكثر كآبة بالنسبة لمدخني السجائر العادية؛ حيث تستمر الآثار الضارة لاستنشاق التبغ، إذ إن التعرض المزمن لدخان التبغ يضر بالممرات الهوائية وحمة الرئة، مما يؤدي إلى تطور مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) الذي يتميز بتقييد تدفق الهواء وأعراض تنفسية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الاستجابة الالتهابية الناجمة عن دخان التبغ تعزز تكوين لويحات تصلب الشرايين، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
4- بعد ساعة واحدة من تدخين السجائر الإلكترونية
ساعة واحدة بعد تدخين السجائر الإلكترونية ستؤدي إلى التهيج أو الرغبة في جلسة تدخين أخرى بسبب "ظهور أعراض الانسحاب".
إذا شاهدت أحد مدخني السجائر الإلكترونية وهو يفقد عقله بسبب ضياع سيجارته، فهذا هو السبب.
ومن هنا نستنتج أنّ إدمان السجائر الإلكترونية أقوى من إدمان السجائر العادية.
بالنسبة للسجائر العادية، لا يزال الجسم "مستمراً في صراعه" مع آثار المواد الكيميائية الضارة التي تدخل إلى نظامه.
تتراجع مستويات النيكوتين في مجرى الدم تدريجياً، لكن التأثيرات المسببة لتضييق الأوعية الدموية الناجمة عن النيكوتين تستمر، مما يساهم في الارتفاع المستمر في ضغط الدم.
سيبدأ أول أكسيد الكربون الموجود في دخان السجائر العادية في التبدد تدريجياً من مجرى الدم في هذه المرحلة، مما يسمح للهيموغلوبين باستعادة قدرته على حمل الأوكسجين – ولكن لا يزال في مكان أبطأ من ذي قبل.
طريقة عمل السيجارة الإلكترونية
وبحسب دراسة أجراها باحثون بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، فإن السجائر الإلكترونية تعمل عن طريق سخان حراري لتسخين سائل يحتوي على النيكوتين الموجود داخلها، ليتحول السائل إلى بخار النيكوتين الذي يستنشقه المدخنون بدلاً عن حرقه كما يتم في السجائر المعتادة.
أضرار السجائر الإلكترونية
في يناير/كانون الثاني 2018، أصدرت الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب الأمريكي تقرير دراسة إجماعي استعرض أكثر من 800 دراسة مختلفة.
وأوضح هذا التقرير الذي نقلته جمعية الرئة الأمريكية "American Lung Association" أن استخدام السجائر الإلكترونية يسبب مخاطر صحية.
وخلصت إلى أن السجائر الإلكترونية تحتوي على عدد من المواد السامة المحتملة وتنبعث منها.
ويشير التقرير أيضاً إلى أن هناك أدلة معتدلة على أن الشباب الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بالسعال والصفير وزيادة في تفاقم الربو.
في حين وجدت دراسة من جامعة نورث كارولينا الأمريكية أن المكونين الأساسيين الموجودين في السجائر الإلكترونية – البروبيلين غليكول والجلسرين النباتي – سامان للخلايا، وأنه كلما زاد عدد المكونات في السائل الإلكتروني، زادت السمية.
تنتج السجائر الإلكترونية عدداً من المواد الكيميائية الخطرة بما في ذلك الأسيتالديهيد والأكرولين والفورمالدهيد.
يمكن أن تسبب هذه الألدهيدات أمراض الرئة، وكذلك أمراض القلب والأوعية الدموية.
تحتوي السجائر الإلكترونية أيضاً على الأكرولين، وهو مبيد أعشاب يستخدم في المقام الأول لقتل الأعشاب الضارة.
يمكن أن يسبب إصابة حادة في الرئة ومرض الانسداد الرئوي المزمن وقد يسبب الربو وسرطان الرئة.
في حين تحتوي الانبعاثات السلبية في السجائر الإلكترونية على "النيكوتين؛ وجزيئات متناهية الصغر؛ ونكهات مثل ثنائي الأسيتيل، وهي مادة كيميائية مرتبطة بأمراض الرئة الخطيرة؛ والمركبات العضوية المتطايرة مثل البنزين، الموجود في عوادم السيارات؛ والمعادن الثقيلة، مثل مثل النيكل والقصدير والرصاص".
لم تجد إدارة الغذاء والدواء أن أي سيجارة إلكترونية آمنة وفعالة في مساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين.