توصل الخبراء في أبحاث جديدة، إلى الأسباب التي يُعتقد أنها السر وراء ميل النساء إلى إدمان النيكوتين بسرعة وبشكل أقوى من الرجال.
مضار التدخين وتأثر النساء الأكبر
لا يزال التدخين السببَ الرئيسي للأمراض والوفيات التي يمكن الوقاية منها في الولايات المتحدة، حيث يموت أكثر من 480 ألف أمريكي سنوياً بسبب التدخين، وفقاً للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وعلى الرغم من أن أعداداً أكبر من الرجال تدمن التدخين حول العالم، في حين أن عدداً أقل من النساء قد يدخنَّ في المتوسط، فقد أظهرت الدراسات أن النساء أكثر عرضة للإصابة بإدمان النيكوتين ويملن إلى الإدمان بسرعة أكبر مع انخفاض حصولهن على النيكوتين.
وتشير الدراسة الجديدة في هذا الخصوص إلى أن النساء لديهن ميل أكبر إلى تطوير إدمان النيكوتين مقارنة بالرجال، كما أنهن أقل نجاحاً في الإقلاع عن التدخين.
وبحسب سالي باوس، طالبة الطب التي قادت المشروع بجامعة كنتاكي الأمريكية، "يهدف عملنا إلى فهم ما الذي يجعل النساء أكثر عرضة لاضطراب تعاطي النيكوتين، وذلك من أجل تقليل التفاوت بين الجنسين في علاج إدمان النيكوتين".
هرمون الإستروجين يلعب دوراً في إدمان النيكوتين
أحد الاختلافات الواضحة بين الرجال والنساء هو إنتاج السيدات هرمون الإستروجين. ولذلك، قام الباحثون في هذه التجربة باعتبار مكتبة كبيرة من الجينات المعروفة التي يتم تنشيطها بواسطة هذا الهرمون، وتحديداً تلك التي يتم التعبير عنها في أدمغتنا.
ويتضح أن فئة واحدة فقط من الجينات المرشحة تنطبق عليها هذه المعايير: تلك التي ترمز إلى مجموعة من البروتينات تسمى أولفاكتوميدين، والتي تلعب مجموعة متنوعة من الأدوار في التطور المبكر والتطور الوظيفي للجهاز العصبي.
وقد أجرى الباحثون سلسلة من الدراسات على خلايا الرحم البشرية والخاصة بالفئران في المعمل، وذلك لفهم التفاعلات بين الأولفاكتوميدين والإستروجين والنيكوتين بشكل أفضل.
ومن خلال تجاربهم، ظهرت حلقة وصل مثيرة للاهتمام: عندما ينشط هرمون الإستروجين ينشط أيضاً الأوليفاكتوميدين، الذي بدوره يتم قمعه في وجود النيكوتين بمناطق الدماغ المسؤولة عن المكافأة والإدمان.
بعبارة أخرى أكثر وضوحاً: هذا الوسيط المتعلق بحاسة الشم عند السيدات يمكنه أن يدفعهن إلى البحث عن النيكوتين بشكل أكثر إلحاحاً من الرجال، وذلك لإشباع مشاعر الحصول على المكافأة في المخ.
إمكانية تسهيل الإقلاع عن التدخين بالنسبة للنساء
ويتطلع الخبراء في الدراسة إلى التأكد من أن هرمون الإستروجين يدفع السيدات إلى البحث عن النيكوتين واستهلاكه من خلال مركبات أولفاكتوميدين، وإذا تم توثيق هذا الارتباط بشكل قوي، يمكن العمل من هذا المنطلق على تصميم أدوية قد تمنع هذا التأثير، من خلال استهداف المسارات المتغيرة بالدماغ، ومن ثم مساعدة النساء في الإقلاع عن النيكوتين.
وقال الباحثون إن هذه المعرفة يمكن أن تكون مفيدة بشكل خاص لأولئك الذين يتناولون هرمون الإستروجين في شكل وسائل منع الحمل عن طريق الفم أو العلاج بالهرمونات البديلة، مما قد يزيد من خطر الإصابة باضطراب تعاطي النيكوتين لديهن.
أضرار مادة النيكوتين
جدير بالذكر أن النيكوتين مادة كيميائية تسبب الإدمان، ويوضح تقرير بحثي صادر عن المعهد الوطني لتعاطي المخدرات (نيدا)، أن النيكوتين يسبب الإدمان؛ فهو مثل "أدوية التعاطي" الأخرى، إذ يزيد من مستويات الدوبامين في دوائر المكافأة بالدماغ، ما يحفز المستخدمين على الاستمرار في تناوله.
كما أن التعرض المتكرر لهذه العقاقير المخدرة، مثل النيكوتين، يمكن أن يغير حساسية الدماغ للدوبامين، ما يعني أن الشخص يحتاج إلى استهلاك مزيد من المادة ليشعر بالتأثيرات نفسها.
ويقول التقرير إنه عندما يصبح الجسم معتمداً على النيكوتين، فإنَّ عدم تناول المخدر فترة طويلة يمكن أن يتسبب في معاناة المستخدمين المنتظمين من "التهيج والانفعال، والرغبة الشديدة، والاكتئاب والقلق، والعجز الإدراكي وضعف وتشتت الانتباه".
وفي حين أن مخاطر التبغ وتدخين السجائر معروفة جيداً، وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض، فإن هذه المخاطر تشمل السرطان وأمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض الرئة والسكري ومرض الانسداد الرئوي المزمن، إلا أن المخاطر طويلة المدى لاستخدام النيكوتين وحده ليست مفهومة تماماً.
يُذكر أن التدخين يقتل سنوياً أكثر من 8 ملايين شخص حول العالم، 7 ملايين منهم نتيجة التدخين المباشر، ونحو 1.2 مليون نتيجة تعرضهم للتدخين غير المباشر، وذلك وفقاً لما ذكرته منظمة الصحة العالمية.
قد يهمك أيضاً: 10 نصائح للإقلاع عن التدخين.. وتمارين وأطعمة تساعدك على تطهير رئتيك