يُعد الكعك واحداً من أشهر الأصناف التي يتم تناولها خلال أيام عيد الفطر؛ احتفالاً باختتام شهر رمضان المبارك. وبالرغم من شعبيته الواسعة بين الصغير والكبير من مختلف الجنسيات العربية، لكنه أيضاً من الأطعمة الغنية بالدهون المُشبعة غير الصحية والسعرات الحرارية والسكريات؛ ما يجعل من الضروري اتباع بعض النصائح المهمة عند تناول كعك العيد لمرضى السكري.
معايير مهمة عند تناول كعك العيد لمرضى السكري
يوضح موقع الكونسلتو الطبي نقلاً عن خبراء في التغذية والصحة العامة ضرورة تقليل مريض السكري من حجم حصص الكعك المتناول خلال أيام العيد، وذلك لكي لا تتسبب مكوناته الضارة من دقيق أبيض وسمن وسكر في ارتفاع السكري لديه وزيادة حدة الأعراض.
كذلك من الضروري عند تناول كعك العيد لمرضى السكري أن يتم تقليل عدد مرات تناوله بصورة إجمالية خلال أيام العيد؛ بمعنى أنه مهما كانت حصة الكعك صغيرة خلال اليوم الواحد، لا ينبغي لمريض السكري أن يتناوله بشكل يومي لكي لا يفاقم من حالته الصحية ويساهم في زيادة مقاومة الأنسولين في الجسم.
إضافة لما سبق، يمكن تناول الكعك مع بعض الفواكه الطازجة، مثل التوت؛ إذ يُعد التوت من الثمار الغنية بالفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية الصحية للجسم، وفيه نفس الوقت يتمتع بنسبة منخفضة من السكريات، ما يحقق لمريض السكري الشعور بالشبع ويساهم في تقليل اشتهائه لاستهلاك حلويات العيد.
ويمكن دوماً أن يتم إعداد كعك عيد صحي في المنزل بشكل مخصص لمرضى السكري.
قد يهمك أيضاً: بسعرات حرارية أقل.. طريقة تحضير كعك عيد صحي وخفيف على المعدة
ضوابط تناول الحلويات التي تعتمد على حالة المريض
وفي السياق ذاته، يقول محمد عبد الفتاح، أستاذ تغذية الإنسان وتكنولوجيا الأغذية، لصحيفة المصري اليوم، إن هناك عدة عوامل يتوقف عليها تناول كعك العيد لمرضى السكري؛ أولها الحالة الصحية للمريض، ومدى انتظام مستويات ونسب السكر في دم المريض ومدى استجابته للعلاج.
ثانياً، هناك عوامل خاصة بمكونات وطريقة تناول الكعك نفسه.
وأوضح الطبيب أنه إذا كانت نسبة السكر في دم المريض منتظمة على العلاج ففي هذه الحالة يمكنه تناول كعك العيد شريطة ألا يكون محشواً بإضافات مليئة بالسكر مثل العجوة أو الملبن، أو أن يكون مغطى بالسكر البودرة. وعلى أن يتناول المريض قطعة إلى قطعتين على الأكثر في اليوم.
أما إذا كان المريض يعاني من عدم انتظام في مستوى سكر الدم، ففي هذه الحالة يُمنع بشكل تام من تناول أية حلويات، وضرورة استشارة الطبيب المتابع للحالة عند الرغبة في تغيير أي عنصر من عناصر نظامه الغذائي المُتّبع.
نصائح عامة لمريض السكري عند تناول حلويات العيد
أما إذا كان المريض باستطاعته صحياً تناول الكعك وحلويات العيد بكميات محدودة، فإن عليه أيضاً اتباع النصائح الصحية التالية:
- بداية، يجب على مريض السكري أن يكون قد تناول وجبة إفطار صحية ومتوازنة. وهذا مهم بشكل خاص لتجنب حدوث انخفاض مفاجئ في مستويات السكر في الدم، بسبب تناول الدواء بدون وجود طعام صحي في المعدة أولاً.
- ثانياً، يُنصح بقياس سكر المريض بانتظام طوال أيام عيد الفطر، وذلك للتنبؤ المبكر بأي خلل في نسب ومستويات السكر في الدم.
- ثالثاً، من الضروري عدم الإفراط في أكل الكعك، لأنه يعتبر مكوناً بشكل أساسي من الدهون التي تشكل أكثر من 50% من مكوناته.
- وأخيراً، لا يجب اعتبار الكعك وجبة مستقلة كنوع من الإفطار، لأن الكعك يتكون بشكل أساسي من الدهون، ونسبة الكربوهيدرات التي يعتمد عليها الجسم لإنتاج الطاقة فيه منخفضة للغاية، ولهذا يجب الحرص على أن يحتوي إفطار مريض السكر في العيد على الخبز متعدد الحبوب والجبن القريش والخضراوات الطازجة.
وبشكل عام، من الضروري استشارة الطبيب المتابع للحالة عن الرغبة في تعديل النظام الغذائي المتبع لمريض السكري لكي لا يتعرض لأية مضاعفات صحية.
فكلا النوعين من مرض السكري، سواء الدرجة الأولى أو الثانية، يمكن أن يؤديان إلى مضاعفات صحية خطيرة، من بينها: الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، أو تطوير أمراض الكلى، أو فقدان البصر، أو المعاناة من الحالات العصبية الأخرى، أو حتى تلف الأوعية الدموية والأعضاء، وصولاً للغيبوبة والموت.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.