يُعد انقطاع الطمث من بين أهم المراحل التي تمر بها المرأة في مرحلة انتقالها إلى مرحلة اليأس، وذلك لأنها الفترة التي تشير إلى انتهاء الدورة الإنجابية.
وخلال هذه المرحلة، قد تعيش المرأة العديد من التحديات على مستوى جودة الحياة، وذلك بسبب المشاكل الصحية التي قد تظهر عليها بشكل مستمر، والتي تكون متفاوتة الشدة من امرأة لأخرى.
وحسب مجموعة من الدراسات التي أجريت على النساء في مرحلة انقطاع الطمث، فقد تبين أنهن معرضات لزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وفقدان كثافة العظام، وارتفاع خطر الإصابة بتكون حصى الكلى، وتغيرات في الحالة المزاجية والنفسية مثل الاكتئاب والقلق.
كما أنه يمكن أن يؤثر انخفاض مستويات هرمون الاستروجين في الجسم على صحة البشرة والشعر، مما يسبب مشاكل مثل جفاف البشرة وتساقط الشعر.
زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية عند انقطاع الطمث
وحسب نتائج لبحث جديد، تبين أن خطر إصابة النساء بالنوبات القلبية والجلطات يرتفع بوتيرة سريعة بعد انقطاع الطمث ليبلغ معدلات مساوية عند الرجال.
إذ يتمتع هرمون الإستروجين التناسلي بتأثيرٍ وقائي يحمي القلب، ما يعني أن النساء الأصغر سناً يكن في الأغلب أقل عرضةً من الرجال لخطر الإصابة بأمراض القلب، لذلك يُنظر إلى النوبات القلبية عادةً على أنها حالة مرضية تصيب الذكور بشكل خاص أكثر.
وعندما تتوقف المبايض عن إنتاج الإستروجين أثناء انقطاع الطمث خلال مرحلة سن اليأس عند النساء، والذي عادة ما يحدث بين عمر 45 و55 عاماً، يحدث حينها انقطاع للدورة الشهرية مع عدة تغييرات أخرى في جسم المرأة، حسب ما تم ذكره سابقاً.
تفاصيل الدراسة الحديثة
ووجدت هذه الدراسة المذكورة، التي عُرِضَت في مؤتمر الكلية الأمريكية لأمراض القلب أن هذا الانخفاض في معدلات الإستروجين يعني تسارع خطر إصابة النساء بأمراض القلب، الشيء الذي يجعل النساء عرضةً لمعدل الخطر نفسه الذي يواجهه الرجال في نفس عمرهن.
ويساعد الإستروجين على التحكم في معدلات الكولسترول وتقليل خطر تراكم الدهون في الشرايين.
وقد أشاروا إلى ضرورة تحلي الأطباء بروحٍ أكثر استباقية أثناء فحص النساء في سن اليأس بحثاً عن أمراض القلب، مع الحرص على حصول النساء الأكبر سناً على "العلاج الكافي".
وحسب تفاصيل الدراسة، تم فحص 579 امرأةً تعرضن لانقطاع الطمث وكن يخضعن للعلاج بأدوية الستاتين لخفض معدلات الكولسترول لديهن.
كما جرت مقارنتهن بـ579 رجلاً من العمر نفسه وفي الحالة الصحية نفسها، وخضع المشاركون لفحصين يفصل بينهما عام واحد من أجل تقييم معدلات التصلُّب في شرايينهم، أو ما يُعرف باسم فحص كالسيوم الشرايين التاجية.
وتُعَدُّ تلك التصلبات من المؤشرات الرئيسية على الإصابة بأمراض القلب، وتحدث حين تتسبب المواد الدهنية في انسداد الشرايين، ما قد يؤدي إلى النوبات القلبية والجلطات.
وعلى مدار العام، تبيّن أن التصلُّبات تتراكم داخل شرايين النساء في سن اليأس بوتيرةٍ أسرع من الرجال بمقدار الضعف.
هذا ما كشف عنه مؤلفو الدراسة
وقالت الدكتورة إيلا إشايا، مؤلفة الدراسة من المستشفى التعليمي "هاربور-أوكلا المركز الطبي": "هذه دِراسةُ تَعرُّضٍ فريدة من نوعها لمستخدمات أدوية الستاتين من النساء في سن اليأس فقط، وتشير إلى أن النساء بعد انقطاع الطمث يصبحن معرضات لخطر أمراض القلب بدرجةٍ تساوي الذكور. بينما لا تخضع النساء للفحص أو العلاج بالدرجة الكافية، وخاصةً النساء في سن اليأس من اللواتي يواجهن سيلاً من عوامل الخطر الجديدة التي لا يدركها الكثير منهن".
وأضافت: "بعد انقطاع الطمث، تنتقل النساء صاحبات معدلات الإستروجين الأقل إلى ملف صحي أغنى بهرمون التستوستيرون، ويؤثر هذا على طريقة تخزين الجسم للدهون، وأماكن تخزين الدهون، وطريقة معالجة الدهون. كما يؤثر على طريقة تجلُّط الدم أيضاً. وتزيد كل هذه التغييرات من خطر إصابة المرأة بالأمراض القلبية".
وفي سياق متصل، دعا الباحثون إلى وعي أكبر بين الأطباء بدور انقطاع الطمث في زيادة خطر أمراض القلب لدى النساء. في ما قالت الأستاذة فيجاي كوناديان، من مؤسسة القلب البريطانية: "يُمكن لانقطاع الطمث أن يُحدث تغييرات في جسم المرأة تزيد خطر إصابتها بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكولسترول وزيادة تخزين الدهون في البطن، ويحدث هذا دون ارتكاب خطأ من المرأة نفسها في كثيرٍ من الأحيان".
علامات وأعراض انقطاع الطمث
في الوقت نفسه، يمكن أن تؤدي التقلبات في هرمون الإستروجين إلى ما يلي:
- القشعريرة.
- جفاف المهبل.
- الشعور بالضيق.
- الإصابة بالصداع النصفي.
- عدم النوم ليلاً بشكلٍ جيد.
- تقلبات سريعة وحادة في المزاج.
- بدء الهبات الساخنة والتعرق الليلي.
وخلال تلك الفترة، أو بعدها، قد تعرف المرأة عدداً قليلاً من الدورات الشهرية العادية وفترة راحة من الأعراض، تليها عودة ظهور علامات انقطاع الطمث.