في ظل الجدل المستمر حول تأثيرات الأغذية المختلفة على مستويات الكوليسترول بالدم، تقدم دراسة حديثة نظرة مطمئنة خاصةً لمحبي البيض. توصلت الأبحاث إلى أن استهلاك البيض المدعم وتناول ما يصل إلى 12 بيضة أسبوعياً" -تلك القادمة من دجاج يتغذى على أعلاف غنية بالمغذيات- لا يؤدي إلى زيادة كبيرة في مستويات الكوليسترول بالدم.
الدراسة التي نُشرت نتائجها على موقع "everydayhealth"، الطبي المتخصص، أشارت إلى أن المشاركين الذين التزموا بتناول 12 بيضة مدعمة أسبوعياً لم يسجلوا ارتفاعات ملحوظة في مستويات الكوليسترول، مقارنةً بأولئك الذين اكتفوا ببيضتين أسبوعياً.
يتميز البيض المدعم بانخفاض نسبي في الدهون المشبعة وارتفاع في بعض الفيتامينات والمغذيات الأساسية مقارنة بالبيض العادي؛ ما يجعلها خياراً صحياً مثيراً للاهتمام. ومع ذلك، يبقى السؤال مفتوحاً بشأن ما إذا كانت هذه النتائج ستتطابق مع تأثيرات البيض العادي على مستويات الكوليسترول، الأمر الذي يشير إليه الخبراء بنبرة من الحذر والترقب.
ما هو البيض المدعم؟
البيض المدعم هو بيض يتم إنتاجه من دجاج يتغذى على أعلاف مخصصة معززة بالعناصر الغذائية؛ مثل أحماض أوميغا 3 الدهنية، فيتامين E، وغيرها من العناصر المفيدة. هذه الطريقة من التغذية تنقل الفوائد الصحية مباشرة إلى البيض؛ ما يجعلها ذات قيمة غذائية عالية مقارنة بالبيض العادي.
أحد الأسباب الرئيسية وراء إنتاج البيض المدعم هو تقديم مصدر غني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، والتي لها فوائد صحية متعددة؛ مثل تحسين صحة القلب والمخ. البيض المدعم يمكن أن يحتوي على ما بين 100 إلى 200 مليغرام من أحماض أوميغا 3 الدهنية، مقارنة بحوالي 50 مليغرام فقط في البيض العادي.
دراسات متعددة أشارت إلى أن تناول البيض المدعم بأوميغا 3 يمكن أن يساهم في خفض مستويات الدهون الثلاثية في الدم وتحسين مستويات ضغط الدم، بالإضافة إلى تقليل مؤشرات الإجهاد التأكسدي؛ ما يعني خفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
بالإضافة إلى ذلك، يتم تغذية الدجاج أيضاً بمكونات معينة؛ مثل زيت الكانولا أو زيوت نباتية أخرى لإنتاج بيض غني بفيتامين E وأقل في الدهون المشبعة، وبالتالي أكثر صحية. كما يمكن إضافة مكونات أخرى؛ مثل الذرة الصفراء وبتلات القطيفة إلى العلف لإغناء البيض بالفيتوكيميكالات مثل اللوتين والزياكسانثين، والتي لها فوائد صحية مهمة مثل المساعدة في الوقاية من التنكس البقعي، وهو سبب رئيسي للعمى في كبار السن.
على الرغم من الفوائد الصحية العديدة، يجب ملاحظة أن البيض المدعم قد يكون أغلى سعراً من البيض العادي بسبب تكلفة الأعلاف المعززة. ومع ذلك، يمكن أن يكون خياراً مفيداً للأشخاص الذين لا يحصلون بانتظام على كميات كافية من أوميغا 3 وفيتامين E من مصادر غذائية أخرى.
دراسة.. البيض المدعم ليس ضاراً
في تحول مثير ضمن عالم التغذية والصحة القلبية، تأتي دراسة جديدة لتقدم دعماً قوياً للادعاء بأن البيض، وتحديداً البيض المدعم، قد لا يمثل خطراً على الصحة كما كان يُعتقد سابقاً. هذه النتائج، التي تقدمها جامعة ديوك بدورهام في ولاية نورث كارولينا، ستُعرض في الجلسات العلمية السنوية للكلية الأمريكية لأمراض القلب في أتلانتا الشهر المقبل؛ ما يشير إلى تطور مهم في البحث العلمي حول تأثيرات البيض على الصحة.
على مدى أربعة أشهر، أظهرت الدراسة التي قادتها الدكتورة نينا نورافيش من معهد ديوك للأبحاث السريرية، أن المشاركين الذين تناولوا 12 بيضة مدعمة أسبوعياً لم يعانوا من ارتفاع في مستويات الكوليسترول في الدم، مقارنةً بأولئك الذين اقتصروا على بيضتين من النوع العادي.
هذه النتائج تعكس إمكانية أن يكون البيض المدعم، الذي يتميز بزيادة نسب الفيتامينات D وB وE، إضافةً إلى أحماض أوميغا الدهنية واليود، وانخفاض الدهون المشبعة، خياراً صحياً أكثر من البيض العادي.
الدراسة التي شملت أشخاصاً مصابين بأمراض القلب أو المعرضين لخطر الإصابة بها، تسلط الضوء على أهمية نوعية التغذية في تحديد تأثيرات الأطعمة على الصحة. وبالرغم من التحذيرات السابقة من الأطباء حول مخاطر استهلاك البيض بكثرة على صحة القلب، والتي كانت تعززها دراسات أشارت إلى ارتباط تناول البيض بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، تقدم هذه الدراسة بيانات تشير إلى العكس، خصوصاً فيما يتعلق بالبيض المدعم.
هذا التطور يدعو إلى إعادة التفكير في النصائح الغذائية المتعلقة بالبيض، ويفتح الباب أمام مزيد من الأبحاث لفهم تأثيرات الأغذية المدعمة بشكل أعمق على الصحة العامة.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.