يُعد الفتق أحد الأعراض الصحية الخطيرة التي قد تصيب الجسم لعدة أسباب. وهو يحدث عندما يبرز جزء من الجسم أو يندفع عبر جزء آخر من الجسم حيث لا ينبغي له ذلك. وفي بعض الحالات النادرة، يمكن أن يكون الفتق من مضاعفات عملية الولادة القيصرية، فيما يُعرف باسم "فتق القيصرية" أو (C-section hernia).
الفتق المرتبط بالعملية القيصرية هو نوع من فتق الجسم الذي يتطور في منطقة ندبة العملية القيصرية بعد الولادة، وهو نوع من الفتق الجراحي.
في هذا التقرير نستعرض أسباب وأعراض فتق العملية القيصرية بعد الولادة، وكيف من الممكن الوقاية من الموضوع والتعافي منه بالشكل الصحيح لمنع المضاعفات.
أعراض الإصابة بفتق القيصرية
العرض الأساسي للفتق الجراحي بعد الولادة القيصرية هو انتفاخ غير عادي بالقرب من موقع الشق الجراحي أو متصل به. يمكن أن يكون الانتفاخ صغيراً بحجم حبة العنب، أو يمكن أن يكون كبيراً جداً. كما قد يتغير موضع الفتق أو يزداد بمرور الوقت.
في بعض الأحيان يمكن أن تشعر المرأة بفتق القيصرية بشكل واضح، ولكن من الممكن في كثير من الأحيان رؤية انتفاخ واضح عند النظر إلى المعدة ويكون المظهر هو المؤشر الأساسي للإصابة.
كذلك قد يتطور الفتق بعد سنوات عديدة من الجراحة، ويحدث بدون مقدمات.
في بعض الحالات قد يصبح الفتق مختنقاً أو مقيداً. وذلك عندما يعاني النسيج المنفتق بالحبس أو التقييد. ويؤدي الفتق المختنق إلى قطع إمداد الدم إلى الأعضاء الحيوية في المعدة، بما في ذلك الأمعاء. وتشمل أعراض الفتق المختنق ما يلي:
- الألم المتكاثف ببطء في المعدة.
- الحساسية أو الألم على أو بالقرب من الفتق.
- الغثيان.
- الاحمرار وانتفاخ المعدة.
الفتق المختنق هو حالة طبية طارئة، لذلك عند المعاناة من آلام أو مشاكل في الجهاز الهضمي بعد الولادة القيصرية، من الضروري التوجه إلى الطوارئ.
وبالنسبة للتشخيص، يمكن للطبيب تشخيص الفتق عن طريق فحص المنطقة. وفي بعض الأحيان يكون الفتق مرئياً فقط في أوضاع معينة، أو عند السعال، لذلك قد يلمس الطبيب الشق ويطلب من المرأة الانحناء للأمام أو السعال لتحديد مكان الإصابة.
عوامل الخطورة المحتملة لفتق القيصرية
هناك عوامل معينة تزيد من احتمالية إصابة المرأة بالفتق الجراحي بعد إجراء عملية الولادة القيصرية.
على سبيل المثال، قد يكون خطر الإصابة بالفتق أعلى بين النساء اللاتي خضعن لأكثر من عملية ولادة قيصرية واحدة. وبحسب دراسة علمية بهذا الخصوص، يتضح أن إجراء ولادتين قيصرية يرفع من احتمال حدوث الفتق ثلاث مرات، في حين أن إجراء خمس ولادات قيصرية يزيد من خطر الفتق ستة أضعاف.
وبشكل عام، يمكن أن يحدث الفتق في أي وقت بعد العملية القيصرية، ولكن من المرجح أن يحدث الأمر بصورة خاصة خلال 3 سنوات بعد الجراحة.
علاج الفتق بعد العملية القيصرية
الجراحة هي العلاج المعتاد للفتق الجراحي بعد الولادة القيصرية. لكن الأطباء لا ينصحون عادة بإجراء عملية جراحية إلا إذا كانت لدى الأنثى أعراض معينة مصاحبة للحالة. وتشمل:
- إذا أصبح الفتق أكبر حجماً وأكثر وضوحاً بمرور الوقت.
- إذا كان فتق القيصرية يسبب الانزعاج الذي يجعل من الصعب على المرأة المصابة ممارسة أنشطتها اليومية المعتادة.
- إذا كان فتق القيصرية محصوراً (على سبيل المثال، إذا كانت الأمعاء محاصرة في الفتق ولا تحصل على الكثير من تدفق الدم المعتاد، مما يسبب الألم الحاد).
وبخلاف العمليات الجراحية كوسيلة العلاج الأساسية للحالة، لا توجد أي أدوية يمكن تناولها لتصغير حجم الفتق أو المساعدة في تعافيه من تلقاء نفسه.
ولكن أحياناً قد ترتدي بعض السيدات رباطًا للبطن، وهو حزام مرن يمنع الفتق من البروز، وذلك للسيطرة على الحالة والمساعدة في تخفيف الأعراض.
علاج فتق القيصرية بالجراحة
تُعد الجراحة فقط هي الوسيلة الوحيدة الفعالة التي يمكن أن تقلل بشكل نهائي من ظهور الفتق. ويمكن للجراح تقييم الإصابة عند المرأة المصابة والتوصية بطريقة محددة لإصلاح فتق القيصرية بشكل فعال.
على سبيل المثال، يستخدم بعض الجراحين تقنية "الفتح"، ويتضمن ذلك إجراء شق أكبر لإصلاح الفتق. وبدلاً من ذلك، تتضمن تقنيات المنظار أو تقنيات التدخل الجراحي البسيط إجراء شقوق صغيرة للوصول إلى المنطقة المصابة ومحاولة تجميلها وغلقها جراحياً.
وفي كلتا الطريقتين الجراحيتين، سيقوم الطبيب بوضع قطعة من الشبكة الجراحية على المنطقة الضعيفة بعد إجراء العملية، وهذا يساعد على تثبيت مكان الفتق المصاب في مكانه بشكل صحيح لحين التعافي التام.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.