يعتبر الشاي من المشروبات الساخنة التي تحظى بشعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم، ويُفضله الكثيرون لطعمه الرائع وفوائده الصحية المحتملة. أما تناوله باعتباره بديل القهوة في الصباح فهو خيار صحي ومفيد للكثير من الأشخاص.
حيث تحتوي أنواع مختلفة من الشاي، مثل الشاي الأخضر والأسود والأبيض والأعشاب، على مجموعة متنوعة من المركبات النباتية الفعالة، بما في ذلك الأنتيوكسيدانتس والبوليفينولات والفيتامينات والمعادن، التي تعتبر مفيدة للصحة.
فلماذا يعتبر الشاي أفضل بديل القهوة في الصباح؟ وما هي الفوائد التي تجعلنا نختاره كمشروب مفضل لنا عند الاستيقاظ؟ وأي نوع منه يفضل شربه في الصباح؟
في هذا التقرير نحدثكم عن 5 أسباب تجعلنا نختار تناوله بدل القهوة في الصباح، وفق ما أرشدنا إليها موقع HEALTH SHOTS .
لماذا الشاي أفضل بديل للقهوة في الصباح؟
من المعلوم أن محتوى الكافيين في هذا المشروب أقل من القهوة، وهذا يجعل شربه خياراً أفضل للجسم بطريقة عامة، فالكافيين يمكن أن يوفر دفعة من الطاقة، ولكن الكميات الزائدة منه يمكن أن تؤدي إلى العصبية والقلق واضطرابات النوم.
نسبة معتدلة من الكافيين
يحتوي على كمية معتدلة من الكافيين، ما يعني أنه يمكن أن يوفر دفعة من الطاقة بدون الآثار الجانبية المزعجة التي قد تحدث مع كميات كبيرة من الكافيين الموجودة في قهوتك.
بالتالي، فإن استبدال قهوتك به في الصباح قد يكون خياراً أكثر توازناً وصحةً، حيث يمكن الاستمتاع بفوائد الكافيين مع الحفاظ على التوازن وتجنب الآثار الجانبية السلبية.
نسبة الكافيين في مختلف أنواعه
تختلف نسبة الكافيين في الشاي باختلاف أنواعه، وفيما يلي نظرة على نسبة الكافيين في أنواع مختلفة منه:
الأسود
يحتوي الشاي الأسود على أعلى نسبة من الكافيين بين أنواعه الأخرى، فمتوسط كوب منه يضم حوالي 64-112 ملليغراماً من الكافيين.
الصيني الأسود (Oolong tea)
يأتي الصيني بعد الشاي الأسود من حيث نسبة الكافيين، حيث يحتوي على حوالي 29-53 ملليغراماً من الكافيين في كوب بحجم مشابه.
الأخضر
يحتوي الأخضر على كمية أقل من الكافيين مقارنة بالأسود، حيث يحتوي متوسط كوب منه على حوالي 25 ملليغراماً من الكافيين.
الأبيض
يحتوي الشاي الأبيض على أقل كمية من الكافيين مقارنة بالأنواع الأخرى منه تتراوح كمية الكافيين في كوب منه حوالي 15 ملليغراماً.
العشبي
يختلف شاي العشب عن باقي الأنواع ؛ حيث لا يحتوي على الكافيين عموماً، ولذلك يعتبر بديلاً جيداً لأولئك الذين يرغبون في تجنب الكافيين.
وتعتمد كمية الكافيين على عدة عوامل مثل كمية الأوراق المستخدمة، ودرجة حرارة الماء، ومدة النقع.
ويمكن لأولئك الذين يعانون من حساسية للكافيين أن يقللوا من استهلاكه من خلال اختيار أنواع تحتوي على كميات أقل منها أو باتباع عملية نقع للتخلص من جزء منها
جودة النوم
أحد الفوارق الرئيسية بين تأثيرات المشروبين يظهر عندما تضع رأسك على وسادتك للنوم.
أظهرت دراسة أجريت في جامعة ساري في بريطانيا أن متعاطي القهوة يجدون صعوبة في النوم أكثر من متعاطي شاي الصباح، وربما يعود ذلك إلى الكمية الأكبر من الكافيين الموجودة فيها، فعلى الرغم من أن الأثر المنشط لكلا المشروبين على الجسم يظهر خلال النهار، فإن متعاطي شاي الصباح يستمتعون بنوم أكثر راحة.
استيقاظ متوازن
يحتوي على حمض أميني يعرف باسم L-theanine، والذي له تأثير مهدئ.
يمكن لهذا الحمض المساعدة في تحقيق توازن بين التأثيرات المحفزة للكافيين الموجود في شاي الصباح.. بالتالي، قد تكون تجربة الاستيقاظ بتناوله أكثر تدريجية ولطفاً مقارنةً بالصدمة المفاجئة التي قد تحدث بعد شرب القهوة، وهذا يمكن أن يساعد في بدء يومك بطريقة أكثر هدوءاً واستقراراً.
الترطيب
الترطيب يعتبر أمراً مهماً جداً للصحة العامة، وخاصة في فصل الشتاء عندما يكون الجو جافاً بشكل خاص.
عندما نشرب الكثير من القهوة، قد يزيد ذلك من مدرة التبول، وبالتالي يمكن أن يؤدي إلى فقدان المزيد من السوائل وزيادة احتمال الجفاف.
على الجانب الآخر، يساهم شاي الصباح في الترطيب؛ لأنه يتكون بشكل أساسي من الماء.. لذا، بدلاً من شرب الكميات الكبيرة من قهوتك التي قد تزيد من خطر الجفاف، يمكن أن يكون تناوله بديلاً جيداً وصحياً يساهم في إبقاء الجسم رطباً خلال فترة الصباح.
تعزيز مضادات الأكسدة
مضادات الأكسدة هي مواد تساعد في مكافحة الضرر الناتج عن الجذور الحرة في الجسم، وهي تلعب دوراً مهماً في الحفاظ على صحة الجسم والوقاية من الأمراض.
يعتبر الشاي، وخاصة الأخضر، مصدراً غنياً بمضادات الأكسدة، مثل البوليفينولات والكاتيكينات، التي تعتبر فعالة في تقليل التأثيرات الضارة للجذور الحرة وتحسين صحة الخلايا.
قد تحتوي قهوتك أيضاً على مضادات الأكسدة، ولكن بمستويات وأنواع مختلفة فيمكن أن يختلف محتوى مضادات الأكسدة في قهوتك اعتماداً على عدة عوامل مثل نوع البن، ودرجة التحميص، وطريقة التحضير.
لذا، يعتبر تناول الشاي بمختلف أنواعه، خاصة الأخضر، وسيلة فعالة لتعزيز تناول المضادات الأكسدة في الجسم، مما يساهم في دعم جهاز المناعة وحماية الخلايا من التلف بشكل أفضل مقارنة بتناول قهوتك.
الحموضة المعوية
القهوة قد تكون أكثر حموضة من الشاي، وهذه الحموضة الزائدة قد تسبب إزعاجاً في المعدة لبعض الأشخاص، خاصة لأولئك الذين يعانون من حساسية الحموضة أو مشاكل في الجهاز الهضمي.. بالمقارنة، يميل الشاي إلى أن يكون أكثر لطفاً على المعدة نظراً لتوازن الحموضة فيه.
بالتالي، يمكن أن يكون شاي الصباح خياراً مفضلاً لأولئك الذين يعانون من حساسية المعدة أو مشاكل في الجهاز الهضمي، حيث قد يقلل تناول الشاي من الإزعاج والتهيج في المعدة بشكل عام مقارنة بتناول قهوتهم.
الراحة النفسية
في ثقافة الشاي في بريطانيا، يُعتبر تناوله وسيلة للتهدئة والتخفيف من التوتر والضغوط النفسية؛ حيث يعرف عند البريطانيين أن الأشخاص الذين يشربونه بانتظام غالباً ما يكونون أكثر هدوءاً في المواقف المحرجة.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسة نشرها موقع health.com أن الأشخاص الذين يتناولون ثلاثة أكواب منه يومياً يعانون من نسبة أقل من الاكتئاب بنسبة 37٪ مقارنة بمن لا يشربونه.
أما بالنسبة للقهوة، فقد أظهرت بعض الدراسات أن تناول كوب منها يومياً يقلل من خطر الاكتئاب بنسبة 8٪. ومع ذلك، فإن هذه النتائج تتطلب الحذر، حيث إنه يصعب استبعاد العوامل الأخرى التي قد تؤثر على هذه العلاقة بين تناول الشاي والشعور بعدم الراحة النفسية.
وبشكل عام، يبدو أن كلاً من المشروبين قد يوفران مزيجاً من المغذيات التي تساعد في تهدئة الأعصاب وتعديل المزاج على المدى البعيد. ومع ذلك، يجب التعامل مع هذه النتائج بحذر والتأكد من توازن استهلاك المشروبين في إطار نمط حياة صحي.
في نهاية المطاف، يعتمد الاختيار بينهما في الصباح على التفضيلات الشخصية، وتحمّل الكافيين، والاعتبارات الصحية، لكن يبقى الاعتدال مهماً والاستماع إلى استجابة جسمك لكل مشروب يمكن أن يساعدك في العثور على أفضل ما يناسب روتينك الصباحي.