الكلام أثناء النوم عبارة عن اضطراب في النوم يُعرف علمياً باسم "Somniloquy"، يجعل الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة يتحدثون ويقولون بعض العبارات غير المفهومة خلال الليل.
وعلى الرغم من انتشار هذه الحالة عند عدد كبير من الأشخاص، إذ تشير عدة دراسات أن شخصين من بين كل 3 أشخاص يتكلمون أثناء النوم، إلا أنه ومع ذلك لم يتم تفسير هذه الحالة بشكل دقيق طبياً.
إذ ما زالت هناك عدة تساؤلات لم يتم الإجابة عليها، من بينها: ماذا يحدث في الدماغ عندما يكون الشخص يتكلم أثناء النوم؟ أو ما هي الأسباب التي تجعل الشخص غير قادر على تذكر الكلام الذي قاله في الليل؟
كيف يحدث الكلام أثناء النوم؟
يعد الكلام أثناء النوم من بين اضطرابات النوم الأكثر شيوعاً، خصوصاً بالنسبة للأطفال والمراهقين مقارنة بالبالغين.
إلا أنه في الوقت نفسه لا يوجد أي اختلاف في تكرار وجود هذه الحالة عند المقارنة بين الذكور والإناث.
إذ يمكن أن تحدث حالة الكلام أثناء النوم في مرحلة نوم حركة العين السريعة (REM)، ونوم حركة العين غير السريعة (NREM) كذلك.
وعلى الرغم من أن هذه الحالة شائعة، إلا أنه ما زالت الدراسات لم تُجِب على جميع التساؤلات، حول أسباب الكلام أثناء النوم، وما إذا كانت له عواقب صحية كبرى على صحة الشخص، بخلاف إزعاج الآخرين خلال نومهم.
وتدخل هذه الحالة فيما يسمى بـ"الباراسومنيا"، أو الخطل النومي، الذي يحدث بسبب اضطرابات النوم المختلفة الناتجة عن الإفراط في النوم.
أسباب الكلام أثناء النوم
الكلام أثناء النوم هو حدث عشوائي وغير ضار بشكل عام، إلا أنه في بعض الأحيان يرتبط بأمراض خطيرة، مثل مرض باركنسون.
إذ وجدت دراسة أن الأشخاص المصابين بمرض باركنسون كانوا أكثر عرضة بـ7 مرات للإصابة باضطراب سلوك نوم حركة العين السريعة (RBD).
وهذا الاضطراب في النوم يتضمن التمثيل الجسدي لأحلام حية وغير جيدة في بعض الأحيان، مع إصدار أصوات والقيام بحركات مفاجئة وعنيفة في كثير من الأحيان للذراع والساق.
إذ تظهر الأبحاث أيضاً أن تكرار الحديث أثناء النوم، بين أولئك الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة أو حالات نفسية أخرى، يزيد مقارنةً بالأشخاص الذين لا يعانون من أية اضطرابات.
الآثار الجانبية
عادة، الكلام أثناء النوم غير ضار، لكنه يمكن أن يكون سبباً في إزعاج الأشخاص الآخرين، فيما يمكن أن يكون سبباً في عدم النوم بشكل جيد، والشعور بالنوم طيلة النهار.
زيادة على ذلك، لأن الشخص يكون غير مدرك لما يقوله عند الكلام أثناء النوم، فإنه غالباً ما يفصح عن أشياء خاصة، قد تسبب له المشاكل فيما بعد.
وقد تشير النوبات المتكررة من الحديث أثناء النوم، بالإضافة إلى الباراسومنيا الأخرى، مثل المشي أثناء النوم، أو صرير الأسنان، أو اضطراب الكابوس، لدى البالغين، إلى وجود اضطراب أساسي في النوم، مثل انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم.
لذلك في حال كان الشخص الذي يعاني من هذه الأعراض قلقاً على نومه، فمن الجيد التوجه إلى طبيب مختص لمعرفة طرق العلاج الممكنة.
متى تجب استشارة الطبيب؟
عادة ما تكون فترات الكلام أثناء النوم قصيرة، ومع ذلك، قد يتمكن الطبيب أو اختصاصي النوم من المساعدة في بعض الحالات الخاصة، والتي تتمثل في:
- إذ كان الحديث أثناء النوم يظهر بشكل جديد بالنسبة لشخص بالغ، أي إن لم يكن يعاني من نفس الحالة منذ الطفولة.
- يترافق الحديث أثناء النوم مع الحركات العنيفة وإعادة تمثيل الأحلام أثناء النوم، وهو ما يُعرف أيضاً باسم اضطراب حركة العين السريعة.
- يتعارض الحديث المتكرر أثناء النوم مع نوم شخص آخر.
- إذا حدث الحديث أثناء النوم في كثير من الأحيان، أو أصبح مشكلة، أو كان مصاحباً لسلوكيات أخرى تتعلق بالباراسومنيا.
كيف نتوقف عن الحديث أثناء النوم؟
تختلف استراتيجيات إدارة الباراسومنيا، مثل الكلام أثناء النوم، وفقاً لنوع الحركة أو السلوك الذي يعاني منه الشخص، وتكرار النوبات وشدتها، ووجود نوم كامن أو اضطراب طبي أو عصبي آخر.
وفي العادة الكلام النادر أثناء النوم لا يتطلب العلاج، إلا أن الاستشارة الطبية يمكن أن تجد الجوانب التي تؤدي إلى هذه الحالة، والتي يمكن أن تتمثل في اضطرابات النوم، أو تعاطي الكحول على سبيل المثال.
كما يمكن اعتماد بعض طرق العلاج، من بينها العلاج السلوكي المعرفي الذي يركز على تغيير أنماط السلوك والأفكار، وتحسين التنظيم العاطفي، وتعزيز آليات التكيف.
إذ يستهدف العلاج السلوكي المعرفي بالنسبة للأشخاص الذين يتكلمون أثناء النوم استخدام مهارات الاسترخاء، وتوجيههم من خلال التعليمات التي يمكنهم استخدامها بعد ذلك لتقليل قلقهم.