هناك عدد كبير من الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الناتج عن التوتر والقلق في حياتهم اليومية، وهو الذي يسمى ضغط الدم العصبي.
ويمكن أن يسبب ضغط الدم العصبي هذا مشاكلَ صحيةً خطيرةً إذا لم يتم التعامل معه بشكل مناسب، من خلال معرفة أسبابه وطرق علاجه والوقاية منه.
خصوصاً أن ضغوطات الحياة بشكل عام يمكن أن تكون سبباً في العديد من الأمراض الخطيرة الأخرى، من بينها الأزمة القلبية، وعسر الهضم، والعقم.
ما هو ضغط الدم العصبي؟
ارتفاع ضغط الدم العصبي هو ارتفاع ضغط الدم الناتج عن المواقف العصيبة التي تؤدي إلى زيادة إفراز الجسم لهرمونات التوتر في الدم، والتي تتمثل في كل من هرمون الأدرينالين (Adrenaline) والكورتيزول (Cortisol).
إذ إن إفراز هذه الهرمونات بشكل زائد بسبب زيادة التوتر يتسببان بزيادة معدلات ضربات القلب وتضييق الأوعية الدموية، الشيء الذي يؤدي بشكل مباشر إلى ارتفاع مؤقت في ضغط الدم، والذي يعود إلى حاله الطبيعي بعد نهاية رد الفعل العصبي أو حالة التوتر.
وقد يكون ضغط الدم العصبي سبباً في ظهور عدة مشاكل صحية، من بينها الصداع والأرق والقلق والاكتئاب والنوبات القلبية والسكتات الدماغية، في حال لم يتم التعامل معه بشكل مناسب.
لذلك يكون من الجيد التعامل مع ضغط الدم العصبي بالطريقة الصحيحة واستشارة الطبيب المختص، من أجل تجاوز هذه الحالة، ومعرفة طرق الاسترخاء والتحكم في التوتر المناسبة.
ما أسباب ضغط الدم العصبي؟
هناك أسباب وعوامل عديدة قد تؤدي أو تزيد من خطر الإصابة بضغط الدم العصبي، ومنها نذكر ما يلي:
- الضغوط النفسية والاجتماعية، مثل المشاكل العائلية أو المهنية أو المالية أو العاطفية.
- أن يكون الشخص ذا شخصية عدوانية أو عصبية أو قلقة أو متشائمة.
- الإصابة بمرض نفسي، مثل الاكتئاب أو الوسواس القهري أو اضطراب الهلع.
- الإصابة بمرض مزمن، مثل السكري أو الفشل الكلوي أو الفشل القلبي أو الربو.
- استهلاك بعض المواد المحفزة، مثل الكافيين أو النيكوتين أو الكحول أو المخدرات.
- تناول بعض الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب أو مضادات الالتهاب أو مركبات الليكوتين أو الكورتيزون.
- الإصابة بمتلازمة المعطف الأبيض، وهي حالة تحدث عندما يرتفع ضغط الدم فقط عند زيارة الطبيب أو قياس الضغط في مركز طبي بسبب الخوف أو القلق
ما أعراض ضغط الدم العصبي؟
غالباً لا تظهر أعراض واضحة جداً على الشخص الذي يعاني من ارتفاع ضغط الدم العصبي، ولكن هناك بعض الحالات التي قد تكون فيها أعراض معينة والتي تتمثل فيما يلي:
- الصداع الرأس
- نزيف في الأنف
- احمرار الوجنتين
- دوخة مفاجئة
- زيادة دقات القلب
- ضيق في التنفس
- ألم في الصدر
- تعرق زائد
فيما يمكن أن تكون بعض الأعراض الأخرى التي تصيب الشخص في حياته العادية، والتي تدل على أنه معرض للإصابة بارتفاع ضغط الدم العصبي، وهي كالتالي:
- تأخر الحمل عند السيدات
- ظهور حبوب الوجه
- عدم التحكم في ضغط الدم
طرق العلاج ضغط الدم العصبي
يعتمد علاج ضغط الدم العصبي على حالة كل شخص ومدى ارتفاع ضغط الدم لديه. ومن الطرق المتاحة للعلاج هي تناول أدوية خافضة لضغط الدم، مثل مدرات البول أو مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين أو مثبطات مستقبلات الأنجيوتنسين أو محددات قنوات الكالسيوم أو مثبطات الألفا أو مثبطات البيتا أو مثبطات الرينين.
لكن يجب طبعاً استشارة طبيب مختص قبل استهلاك أي نوع من هذه الأدوية، لأنه الوحيد المخول له وصف الدواء المناسب حسب كل حالة، مع اتباع تعليماته بدقة.
يمكن كذلك تناول أدوية مضادة للقلق أو الاكتئاب، مثل البنزوديازيبينات أو مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات أو مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية أو مثبطات استرداد السيروتونين والنورأدرينالين الانتقائية.
فيما ينصح كذلك بالخضوع للعلاج النفسي أو السلوكي، مثل العلاج المعرفي السلوكي أو العلاج النفسي الديناميكي أو العلاج الجماعي أو العلاج العائلي أو العلاج بالتخيل أو العلاج بالتنويم المغناطيسي أو العلاج بالتعرض المتكرر.
ويهدف هذا النوع من العلاج إلى مساعدة الشخص على التعرف على مصادر التوتر والقلق والتعامل معها بطرق إيجابية وتغيير الأفكار والمشاعر والسلوكيات السلبية، والتمكن من التحكم فيها ومنع ظهورها.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.