كشفت التقارير الطبية، الصادرة عن قسم الطب الشرعي في مقاطعة لوس أنجلوس، عن سبب وفاة الممثل الأمريكي ماثيو بيري، بطل المسلسل الشهير "فريندز".
وقالت إن السبب يعود إلى تعاطي الممثل الأمريكي، البالغ من العمر 54 عاماً، نسبة عالية من مادة الكيتامين المخدرة، التي أصبحت مؤخراً تستعمل من أجل علاج بعض الأمراض النفسية، من خلال استهلاكها بجرعات محددة، يصفها الطبيب المختص.
إلا أنه في الأساس كان يعتبر الكيتامين دواء خاصاً بالتخدير الخاص بالطيب البيطري، وتخدير الأطفال، أو المرضى الذين يحتاجون لعلاج بعض الجروح التي تسبب الكثير من الألم.
فقد تم اكتشافه لأول مرة سنة 1962 من قبل العالم الأمريكي كالفن ستيفنز، الذي كان يبحث عن مخدر جديد ليحل محل الفينول الخماسي الكلور، والذي لم يكن مناسباً للاستخدام الطبي بالنسبة للبشر، بسبب آثار الهلوسة الشديدة التي ينتجها عند استعادة الوعي.
إذ تم تسجيل براءة اختراع الكيتامين في بلجيكا عام 1963 وتمت الموافقة على استخدامه على البشر من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في عام 1970.
ما هو الكيتامين؟
الكيتامين عبارة عن دواء يستخدمه الأطباء كمخدر يساعد على ارتخاء العضلات، كما هو الحال مع البنج الذي يعطي مفعولاً شبيهاً بالنوم، لكنه أقل تأثيراً منه، وقد تم ترخيصه بموجب قانون المواد الخاضعة للرقابة.
هذا الدواء مدرج في الجدول للمواد المخدرة، وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء على استخدامه فقط كمخدر عام، في بعض العمليات الجراحية، أو الإجراءات الطبية المؤلمة.
ومع ذلك، يصفه الأطباء أحياناً لاستخدامات أخرى، من أجل علاج الاكتئاب على سبيل المثال، كونه قادراً على تهدئة الأعصاب وإعطاء شعور بالارتخاء.
لكن يمكن للكيتامين أن يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية، في حال تم استعماله خارج أغراضه الطبية الموصى بها، أو بجرعات أكبر من تلك التي يصفها الطبيب المختص.
إذ إن هناك من يستخدمونه بهدف الهلوسة التي تعرف على أنها تصورات مشوهة للأصوات والمشاهد، وذلك لأن له خصائص يمكن أن تؤدي إلى الهدوء، والعجز، وفقدان الذاكرة على المدى القصير.
استخدامات الكيتامين العلاجية
وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام الكيتامين للتخدير العام فقط، لكن الدواء له بعض الاستخدامات غير المصرح بها.
وعند الحديث عن تحفيز التخدير العام، فهنا الحديث عن استعماله في حالات الطوارئ، والعمليات الصغرى، مثل علاج الكسور، وخلع المفاصل، وعلاج الجروح عند الأطفال، الذين يكونون كثيري الحركة، ويصعب تهدئتهم.
كما أن الكيتامين يساعد على التقليل من الشعور بالألم الناتج عن الكسور، أو وجع البطن، أو ألم أسفل الظهر والذراع أو الساق.
وقد يتم إدخاله في طرق علاج حالات الصرع كذلك، التي لا تستجيب للأدوية المضادة للنوبات القياسية، الشيء الذي قد يؤدي إلى تلف الدماغ أو الموت.
وقد وجدت دراسة أجريت عام 2015 أن الكيتامين قد يعالج بشكل فعال مرض الصرع.
ومع ذلك، من الضروري إجراء المزيد من الأبحاث للتحقق من نتائج الدراسة وإثبات سلامة استخدام الكيتامين لعلاج هذه الحالة.
فيما أشار بحث آخر، أجري سنة 2017، إلى أن الكيتامين من الممكن أن يخفف من الشعور بالاكتئاب لدى الأشخاص الذين لا يستجيبون بشكل جيد للعلاجات الأخرى.
وعلى الرغم من هذه النتائج الإيجابية، يحذر مؤلفو الدراسة من أن البيانات المتعلقة باستخدام الكيتامين لهذه الحالة محدودة، لذا يجب على الممارسين النظر في مخاطر الدواء قبل وصفه.
فيما تشير إحدى الدراسات إلى أن الكيتامين قد يساعد الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي كذلك، لكن بسبب الدراسات القليلة حول هذا الموضوع، لا يتم وصفه لهذه الحالات.
أعراض الكيتامين الجانبية
هناك العديد من الأعراض الجانبية التي يمكن أن يسببها الكيتامين، والتي تظهر على المريض بعد استيقاظه من حالة التخدير التي كان فيها، والتي تشعره بأنه كان نائماً أو في حالة هذيان.
ومن بين هذه الأعراض نجد ازدواجية الرؤية، وحركات نفضية في العضلات، والدوار، والنعاس، والغثيان، والتقيؤ، وفقدان الشهية، والأرق.
فيما يمكن أن تظهر أعراض أخرى بعد ذلك، والتي تتمثل في ارتفاع أو انخفاض في ضغط الدم، وزيادة دقات القلب أو تباطئها، والهلوسة البصرية، وآلام في موقع الحقن، والحساسية المفرطة، وارتفاع الحرارة، وفرط إفراز اللعاب، وزيادة معدل الأيض، وتشنج الحنجرة، وفرط التوتر.
فيما قد تنعكس هذه الأعراض على الجهاز البولي، مثل عسر البول، أو زيادة تكرار البول، أو سلس البول، وقد يصل الأمر إلى التهاب المثانة.