يمكن أن تكون لبعض أنواع الزيوت الأساسية آثار علاجية مساعدة، من أجل التقليل من آلام الصداع أو الصداع النصفي، وكذلك للحد من التوتر والاسترخاء.
إذ إن هذه الزيوت، التي تتم صناعتها من أوراق أو سيقان أو زهور أو لحاء أو جذور بعض النباتات، لها فوائد عديدة، وآثار جانبية بسيطة، ويمكن استعمالها دون الحاجة إلى وصفة طبية.
إذ يمكن للزيوت الأساسية أن تكون مكملاً علاجياً مناسباً لحالات الصداع والصداع النصفي، إلى جانب الأدوية الموصوفة من طرف الطبيب.
ولكن قبل استعمالها، يجب دائماً تخفيف هذه الزيوت عن طريق خلطها بأحد الزيوت الناقلة، مثل زيت جوز الهند أو زيت الزيتون أو زيت اللوز الحلو أو زيت الجوجوبا.
أفضل الطرق لاختيار زيوت أساسية للصداع
قبل الحديث عن أفضل الزيوت الأساسية التي يمكن أن تساعد في التقليل من آثار الصداع والصداع النصفي، يجب الإشارة إلى مجموعة من النقاط الأساسية، التي تتمثل في طريقة اختيار هذه الزيوت.
إذ من المهم مراعاة جودة الزيوت، التي يجب أن تكون نقية، لأن تلك المقلدة تحتوي على مواد مضافة أو تخفيفات يمكن أن تضر الجلد أو تسبب رد فعل تحسسياً.
لذلك يجب أن يكتب على الملصق أن الزيت الأساسي "نقي بنسبة 100%" أو "عضوي معتمد"، مع ذكر اسم أجزاء النبات المستخدمة، وكيف تم استخراجها، وبلد المنشأ و/أو رقم الدفعة.
يجب كذلك أخذ بعين الاعتبار العلامة التجارية التي تقوم ببيع الزيت الأساسي، وذلك لأن هناك شركات أحسن من أخرى، نظراً لمصدر النباتات وطريقة معالجتها.
زيت النعناع
يعد زيت النعناع أحد الزيوت الأساسية الأكثر استخداماً لعلاج نوبات الصداع المختلفة، وذلك أنه يحتوي على المنثول، الذي يمكن أن يساعد على استرخاء العضلات وتخفيف الألم.
إذ يُعتقد أن تطبيق زيت النعناع المخفف بشكل موضعي يمكن أن يساعد في تخفيف الألم الناتج عن صداع التوتر ونوبات الصداع النصفي.
زيت إكليل الجبل
يتمتع زيت إكليل الجبل بخصائص قوية مضادة للالتهابات، ومخففة للآلام، فقد تم استخدامه قديماً في الطب الشعبي لعلاج حالات التوتر، وتخفيف الألم، وتحسين الدورة الدموية، والتي يمكن أن تساعد جميعها في علاج الصداع.
وقد أشارت دراسة أجريت سنة 2013 إلى أن زيت إكليل الجبل المستخدم مع أدوية أخرى، ساعد في تخفيف أعراض الأرق واسترخاء العضلات، مما قد يساعد في علاج الصداع.
زيت الخزامى
يستخدم زيت الخزامى الأساسي بشكل شائع لتخفيف التوتر والاسترخاء، إضافة إلى كونه علاجاً مساعداً من أجل التقليل من الصداع والصداع النصفي.
إذ يمكن استنشاق رائحة زيت الخزامى للتحكم في نوبات الصداع النصفي الحادة، فقد وجدت دراسة أجريت عام 2013 أن الأشخاص المشاركين أبلغوا عن انخفاض كبير في الألم بعد 15 دقيقة فقط من استنشاقهم لهذا الزيت الأساسي.
زيت البابونج
يعمل زيت البابونج الأساسي على استرخاء الجسم وتهدئة العضلات، ولهذا السبب يمكن أن يكون مساعداً كبيراً في علاج صداع التوتر والصداع النصفي.
ويمكن أن يساعد هذا الزيت الأساسي أيضاً في علاج القلق والأرق، وهما سببان شائعان لصداع الرأس بمختلف أشكاله.
لكن يحذر الإشارة إلى أنه يجب على النساء الحوامل عدم استخدام زيت البابونغ الأساسي لأنه يمكن أن يسبب خطر الإجهاض.
زيت الأوكالبتوس
إذا كان الصداع ناتجاً عن مشاكل في الجيوب الأنفية، فقد يصبح زيت الأوكالبتوس الأساسي أفضل صديق لك.
سيفتح هذا الزيت الممرات الأنفية وينظف الجيوب الأنفية ويساعد على تخفيف توتر الجيوب الأنفية الذي يسبب الصداع.
فقد وجدت إحدى الدراسات القديمة أيضاً أن مزيجاً من زيت النعناع وزيت الأوكاليبتوس والإيثانول يوفر تأثيرات مريحة من أجل تهدئة الصداع.
المخاطر والمضاعفات الزيوت الأساسية
تعتبر الزيوت الأساسية آمنة بشكل عام، والعديد منها له آثار جانبية أقل بكثير مقارنة بمعظم أدوية الصداع النصفي والصداع.
إلا أن أكبر خطر مرتبط بالزيوت الأساسية هو خطر الحساسية أو التهيج الجلدي، الذي يمكن أن يسبب الشعور بالوخز أو الحرقة أو الاحمرار أو الطفح الجلدي.
لذلك يجب عليك تخفيف جميع الزيوت العطرية، بما في ذلك زيوت النعناع والأوكالبتوس، بزيت ناقل قبل وضعها على الجلد.
ولمنع حدوث تهيج واسع النطاق، قم بإجراء اختبار الحساسية: ضع بضع قطرات من الزيت العطري المخفف على بقعة صغيرة على بشرتك قبل وضع كمية كبيرة، إذا لم يكن هناك أي رد فعل خلال 24 إلى 48 ساعة، فهذا يعني أنه قابل للاستخدام.
يمكن أن تسبب الزيوت العطرية أيضاً مضاعفات إذا كنت تعاني من بعض الأمراض مثل الربو أو مشاكل في القلب.
لذلك يتعين عليك أن تسأل طبيبك قبل استخدام أي زيوت أساسية للتأكد من أنها لن تؤدي إلى تفاقم أي مشاكل صحية موجودة.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.