يشتهر زيت السمك كونه واحداً من بين المكملات الغذائية التي توفر العديد من الفوائد الصحية للجسم، وذلك لأنه غني بأحماض الأوميغا 3.
ومن بين هذه الفوائد المتعارف عليها، والتي يتم الحديث عنها بشكل دائم: تعزيز صحة القلب، والمساعدة على تخفيف الوزن، وعلاج الاكتئاب، وتقوية النظر، وتقليل الالتهابات.
إلا أن دراسة حديثة أشارت إلى أن كل ما يتم ترويجه حول زيت السمك ليس دقيقاً، وإنما نسبة كبيرة منه مجرد ادعاءات مكتوبة على عبوات المكملات.
زيت السمك لا يفي بكل وعوده!
وجدت دراسة حديثة أجراها المركز الطبي الجنوبي الغربي بجامعة تكساس في دالاس، أن الملصقات الموجودة على مكملات زيت السمك تحتوي على بعض المعلومات الصحية غير الدقيقة، والتي يمكن القول إنه لا أساس لها من الصحة، بعد الحصول على نتائج البحث.
وحسب ما نشرته صحيفة "نيويورك بوست" نقلاً عن جوانا أسادوريان، المؤلفة المشاركة في الدراسة، قالت إنها بناءً على ما رأيته شخصياً في متجر البقالة والصيدلية، فقد رصدت بعض المعادلات المرتفعة والمبالغ فيها للنتائج الصحية التي تقدمها مكملات زيت السمك.
وأضاف أسادوريان أن المفاجئ فيما يتم ترويجه من خلال هذه المكملات على مدى اتساع قدرتها في علاجها أنواع أمراض صعبة، بدءاً من صحة القلب والدماغ إلى صحة المفاصل وصحة العين ووظيفة المناعة.
دراسة 2819 مكمل زيت السمك.. نتائج البحث
قام الباحثون في جامعة تكساس بدراسة 2819 نوعاً مختلفاً من ماركات مكملات زيت السمك المتواجدة في الأسواق الأمريكية.
وقد أظهرت النتائج النهائية أن 74% منها قدم ادعاءً صحياً واحداً على الأقل، فيما استخدم 19% فقط ادعاءات صحية مؤهلة معتمدة من إدارة الغذاء والدواء.
بينما تبين أن بقية المكملات تقدم ادعاءات واسعة أو غير مثبتة بشكل طبي حول كيفية تركيب المكونات أو وظيفتها في الجسم.
لذلك فإن العلماء المشرفين على الدراسة أشاروا إلى أن تناول كبسولات زيت السمك قد لا يوفر أي فائدة صحية.
مشيرين إلى أنه يمكن أن يكون لها أثر بسيط، ولكن لا يمكن القول على سبيل المثال أنها تدعم جهاز المناعة، أو علاج مرض ما بشكل كامل.
تناول الأسماك بدلاً عن المكملات الغذائية
في تصريح للدكتورة جوان إي. مانسون، رئيسة قسم الطب الوقائي في مستشفى بريجهام والنساء في بوسطن، تقول إن هناك بعض التسميات المضللة للناس، لذلك يتم شراء بعض المكملات الغذائية دون التحقق مما إذا كانت فعلاً مفيدة أم لا.
إذ إن زيت السمك وحده، يحظى بشعبية كبيرة جداً، ويعتقد أن نسبة مبيعاته العالمية قد تصل إلى 2.4 مليار دولار بحلول سنة 2030، وذلك بفضل الفوائد التي يروج لها حول العالم، رغم أنها غير مؤكدة سريرياً حتى الآن.
وحسب بعض الإحصائيات التي شاركها نفس المصدر، فإن ما يقرب من 20% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً يتناولون مكملات زيت السمك.
فيما توفر أحماض أوميجا 3 الدهنية الموجودة في الأسماك مثل السلمون فوائد أحسن بكثير من تلك التي تقدمها المكملات الغذائية، حسب ما تم كشفه في دراسة أجريت سنة 2018، شارك فيها ما يزيد على 15000 شخص.
اتبع هذه النصائح قبل شراء المكملات الغذائية
القيمة التي توفرها المكملات الغذائية تختلف من ماركة إلى أخرى، فبعضها يكون فيها تركيز الفيتامين عالياً، والآخر تكون به نسبة أقل، وهذا ما يمكن رصده من خلال السعر، أو المكان الذي يتم فيه عرض المنتج للبيع.
لذلك يستحسن شراء المكملات من الصيدليات، أو محلات موثوقة ومعتمدة، وذلك لضمان أن تكون معتمدة من إدارة الغذاء والدواء العالمية.
كما يجب التأكد من جميع المعلومات المكتوبة في العبوات قبل الشراء، وقراءة الملصقات بتمعن شديد، خصوصاً الكتابات التي تكون بخط صغير، لأنها غالباً ما تشير إلى بعض الملاحظات المهمة.
ويعود السبب لكتابة تلك الملاحظات بخط دقيق إلى أنها قد تكون سبباً في تراجعك عن شراء المنتج في حال قراءتك لها إذا كانت واضحة، لكن يكون على الشركة المصنعة كتابتها احتراماً لقانون المستهلك.
يجب كذلك استشارة الصيدلي أو الطبيب حول الجرعة المناسبة من المكمل الغذائي قبل الشروع في استهلاكه؛ لأن الجرعات تختلف من ماركة لأخرى، ومن نوع لآخر.