فوائد المشمش المجفف كثيرة؛ فهو ليس مجرد فاكهة لذيذة وحسب، يمكنها أن تكون وجبة خفيفة على الريق أو في أي وقتٍ من اليوم، بل إن خصائصه الغذائية المتنوعة ستُذهلك إذا ما كان محفوظاً بشكلٍ صحيح.
مع جرعةٍ كبيرة من الألياف التي تبقى سليمة حتى بعد عملية التجفيف، يحتوي المشمش المجفف على مستويات عالية من المعادن والفيتامينات، ما يجعله طعاماً سحرياً حقاً.
من فوائد المشمش المجفف أن كوباً واحداً منه يوفر 94% من حاجة الجسم اليومية لفيتامين A، و19% من فيتامين C. كما تحتوي هذه الفاكهة على البوتاسيوم والكالسيوم والفسفور، ومضادات الأكسدة التي تخفض نسبة الكوليسترول وتحسّن عملية الهضم.
مع إضافته إلى وجباتنا اليومية، الحلوة أو المالحة، يمكن للمشمش المجفف أن يمنحنا نكهة مركزة ودفعة غذائية إضافية في الوقت نفسه. فهو خالٍ من الدهون، كما أنه منخفض السعرات الحرارية.
فوائد المشمش المجفف
الفواكه المجففة عموماً هي عبارة عن فواكه يتم استخراج كل الماء من داخلها عن طريق تجفيفها لأيام، فيصغر حجمها لكنها تبقى غنية بالفوائد.
صحيح أن فوائد المشمش المجفف كثيرة، لكن بعض الناس لديه حساسية تجاه الفواكه المجففة، لذا يجب الحرص على تناولها بكمياتٍ قليلة. كما تجدر الإشارة إلى أن بعضها قد يتمّ تخزينه بشكلٍ غير صحيح، ما يؤدي إلى تلوثها بالسموم والفطريات.
بالإضافة إلى أن بعض الفواكه المجففة الموجودة في السوق تُخزّن باستخدام ثاني أكسيد الكبريت، ما قد يسبّب نوبة ربو لدى الأفراد المعرّضين للإصابة به. لذلك يوصي خبراء التغذية بمعرفة الجهة والطريقة التي خُزّن وجُفّف بها المشمش، قبل تناوله.
إليكم كلّ ما قد ترغبون بمعرفته عن فوائد المشمش المجفف:
1- يعزز عملية الهضم ويعالج الإمساك
لو نصحكم أحد بتناول المشمش المجفف قبل الوجبات الرئيسية، فاسمعوا منه. من فوائد المشمش المجفف أنه يساعد في تعزيز عملية الهضم في الجسم، لأنه تحتوي على مواد قاعدية من شأنها أن تساهم في إعادة توازن الأحماض بالجهاز الهضمي.
ولأن المشمش المجفف يحتوي على مادة البكتين (Pectin)، وهي عبارة عن ألياف غذائية ذائبة في الماء، فهو يساهم في علاج الإمساك؛ لا بل سحري في هذا الإطار، وهناك أنواع من البروبيوتيك المستخلصة من المشمش.
فمادة السليلوز الموجودة فيه تليّن الأمعاء، وتساعد في التخلص من الإمساك، مع الحفاظ في الوقت نفسه على مستويات جيدة من الماء في الجسم.
2- يحافظ على صحة البشرة
يمكن محاربة حروق الشمس والأكزيما وسرطان الجلد، وكل ما قد يسبب ضرراً لبشرتنا، من خلال اتباع نظامٍ غذائي صحي مليء بمضادات الأكسدة، التي يوفرها المشمش المجفف. وهذه إحدى أبرز فوائد المشمش المجفف.
هذا الأمر يعود إلى أن المشمش المجفف غني بفيتامين A، وفيتامين C، وفيتامين E. ففيتامين A ضروري للبشرة، أما فيتامين E وC يحميان الجلد من الأشعة ما فوق البنفسجية، والتلوث والدخان. ما قد يقلل من خطر الإصابة بالتجاعيد.
علاوة على ذلك، يساعد فيتامين C في بناء الكولاجين، الذي يمنح بشرتك القوة والمرونة. ولأنه يحتوي على البيتا كاروتين، يُمكن للمشمش المجفف أن يحمي من حروق الشمس. ففي دراسة استمرت 10 أسابيع، ونُشرت أواخر عام 2007، أدى تناول مكملات البيتا كاروتين إلى تقليل خطر حروق الشمس بنسبة 20%.
لكن هذا لا يعني أبداً أنه يمكن أن يكون بديلاً عن واقي الشمس، لا بل إنه يساعد على توفير حماية إضافية للبشرة، إلى جانب واقي الشمس الأساسي.
3- يعزز صحة وكثافة العظام
يُعتبر انخفاض كثافة المعادن في العظام أمراً شائعاً لدى النساء بعد انقطاع الطمث، وهو السبب الرئيسي لهشاشة العظام والتهاب العظام والمفاصل، إضافةً إلى اضطرابات العظام الأخرى المماثلة.
من فوائد المشمش المجفف أنه يحتوي على البورون (Boron) الموجود في المشمش المجفف، وهو معدن طبيعي به فوائد صحية مذهلة، يلعب دوراً رئيسياً في تعزيز صحة العظام وكثافتها.
فقد أظهرت دراسة نُشرت في فبراير/شباط 2017 أن البورون يمكنه أن يمنع أو يخفف من هشاشة العظام.
4- مفيد لصحة العين
لأن المشمش المجفف مصدر طبيعي لفيتامين E وفيتامين A، كما يحتوي على البيتا كاروتين، وجميعها عناصر لها العديد من الفوائد الصحية المذهلة.
ووفقاً لدراسةٍ نُشرت في يونيو/حزيران 2013 عبر موقع Dove Press الطبي، أشارت الأدلة إلى أن فيتامين A وE تلعبان دوراً مهماً في الوقاية -أو التخفيف- من اضطرابات العين المرتبطة بالعمر.
أما البيتا كاروتين، الموجودة في المشمش المجفف، فمن شأنها أن تساعد في تقليل الإجهاد التأكسدي على شبكية العين وعدسات أعيننا. الأمر الذي قد يساعد في تعزيز صحة العين، حتى مع تقدمنا في العمر.
5- السيطرة على مستوى السكر في الدم
تُعتبر الفواكه المجففة بشكل عام من الأطعمة منخفضة المؤشر الجلايسيمي، لذلك لا يمكنها أن ترفع من مستوى السكر في الدم، بشكلٍ مفاجئ أو سريع.
من جهته، يحتوي المشمش المجفف على نسب متوسطة من سكر الفركتوز، الذي يساعد في السيطرة على مستوى السكر في الدم بعد تناول الوجبات. كما أنه يقي من مضاعفات مرض السكري على المدى البعيد، لاحتوائه على مضادات الأكسدة.
ولكن تجدر الإشارة إلى أن معظم المشمش المجفف الموجود في السوق يحتوي على نسبة عالية من السكر، لذلك من المهم تناوله باعتدال، لتجنب الارتفاع المفاجئ في سكر الدم.
6- تعزيز فقدان الوزن
صحيح أنه يحتوي على سعرات حرارية أعلى من المشمش الطبيعي، لكن من فوائد المشمش المجفف أنه خالٍ من الدهون وغنياً بالألياف الغذائية، التي تساعد على فقدان الوزن عند تناولها باعتدال.
والألياف الغذائية تساهم في فقدان الوزن من خلال:
- تقليل الشعور بالجوع.
- الشعور بالشبع لفترات أطول.
7- يساعد في خفض ضغط الدم
لأنه مصدر غني بالبوتاسيوم، يُعتبر المشمش المجفف مثالياً لتعزيز ضغط الدم الصحي. 3 حبات منه تحتوي على حوالي 259 ملجم من البوتاسيوم، ما يعني أن هذه الفاكهة يمكنها أن تكون بديلاً عن مجموعة أطعمة.
أظهرت دراسة بحثية أجريت في عام 2013 وجود أدلة عالية الجودة على أن تناول البوتاسيوم قد يقلل من ارتفاع ضغط الدم، لدى الأفراد الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
من فوائد المشمش المجفف أنه يحتوي على مستويات عالية من البوتاسيوم. فقد اقترحت الدراسة كذلك أن تناول كميات أكبر من البوتاسيوم يرتبط أيضاً بانخفاض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، بنسبة 24%.
البوتاسيوم هو أيضاً إلكتروليت يعمل بشكلٍ وثيق مع معادن أخرى، مثل الصوديوم، لتوفير توازن السوائل لجسمك. الأمر الذي قد يساعد في تنظيم الإشارات العصبية، وتقلصات العضلات في الجسم.
8- فوائد المشمش المجفف للحامل
غالباً ما تواجه النساء الحوامل خطراً كبيراً للإصابة بفقر الدم، حين لا يحتوي الدم على ما يكفي من خلايا الدم الحمراء السليمة، لنقل كمية كافية من الأوكسجين إلى أنسجة الجسم.
قد يكون فقر الدم حالة مؤقتة أو طويلة الأمد، لكن كليهما ينتج عن نقص الحديد. لذلك، فإن تناول الأطعمة الغنية بالحديد هو أفضل وسيلة للوقاية من فقر الدم، وعلاجه أيضاً.
ورغم أنه قد لا يلبي احتياجاتنا الغذائية اليومية من الحديد، لكنه مصدر جيد. فـ100 غرام فقط من المشمش المجفف تحتوي على 3.3 ملغ من الحديد، وهو ما يقارب الـ20% من حاجة الجسم اليومية للحديد.
وللمشمش المجفف فائدة إضافية، تتمثل في فيتامين C، فقد أظهرت العديد من الدراسات البحثية أن فيتامين C قد يعزز امتصاص الحديد في أجسامنا. مما يجعله وجبة خفيفة مثالية.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.