إذا كنت تعاني صعوبة في التذكر أو التركيز أو التواصل مع الأشخاص المحيطين بك، وتشعر بصداع مستمر أو تعب شديد أو رعشة في الأطراف، فهذا قد يكون إشارة للإصابة بمرض تآكل خلايا المخ.
وتآكل خلايا المخ عبارة عن مرض يحدث عندما يفقد الدماغ بعضاً أو كلاً من خلاياه، مما يؤثر على وظائفه الحيوية، وقصور في العمليات المعرفية، واضطرابات في التفكير ووظائف التركيز.
هناك عدة أسباب تؤدي لهذا المرض، بعضها مرتبط بالعمر، وأخرى لها علاقة ببعض الحوادث أو الأمراض الأخرى.
أسباب الإصابة بمرض تآكل خلايا المخ
يتكون الدماغ من حوالي 100 مليار خلية عصبية تسمى النورونات، هذه الخلايا تتواصل مع بعضها البعض عبر نقاط اتصال تسمى المشابك.
هذه النورونات والمشابك تقوم بتشكيل شبكة عصبية ضخمة، تتحكم في جميع وظائف الجسم والعقل، لذلك فإن تأثر الدماغ بأي عامل خارجي أو داخلي، قد يتسبب في اضطراب في اتصالات النورونات، مما يؤدي إلى فقدان أو تغير في وظائف الدماغ.
وعند الحديث عن مرض تآكل خلايا المخ فإن الأسباب تكون متعددة ومختلفة، لكن أغلبها يكون له علاقة بحالة صعوبة أو انعدام وصول الأوكسجين إليه.
إذ إن الغرق، أو الاختناق، أو التسمم، من بين أبرز الأسباب المؤدية إلى هذا المرض، لأنها تجعل عملية وصول الأوكسجين إلى الدماغ صعبة جداً.
كما يمكن أن يحدث هذا المرض بعد التعرض لصدمات قوية على مستوى الرأي، بعد حادث سيارة، أو تلقي ضربة من شخص آخر، أو الارتطام على سطح صلب، أو خلال حوادث الرياضة.
فيما توجد أسباب لها علاقة بأمراض أخرى، من بينها التهاب السحايا أو السكتة الدماغية أو الأورام، زيادة إلى كثرة تعاطي المخدرات بمختلف أنواعها.
أبرز أعراض مرض تآكل خلايا المخ
هناك عدة أعراض مختلفة وثابتة تظهر على الشخص المصاب بمرض تآكل خلايا المخ، سواء كانت الإصابة بعوامل خارجية، أو بسبب مرض ما داخلي، حسب ما تم ذكره سابقاً.
إذ يمكن تقسيم هذه الأعراض إلى عدّة مجموعات رئيسية، والتي تتعلق بكل من الإدراك، والوعي، والإحساس، والتصرفات، والعواطف.
فالأعراض المتعلقة بالإدراك تتضمّن ما يلي:
- صعوبة معالجة المعلومات أو فهمها.
- صعوبة التعبير عن الأفكار.
- عدم القدرة على استيعاب المفاهيم.
- فقدان الذاكرة في بعض الحالات.
أما الأعراض المتعلقة بالإحساس فتتضمّن ما يأتي:
- المعاناة من بعض التغييرات في الرؤية، أو السمع، أو حاسة اللمس.
- زيادة الحساسية للألم.
- مشاكل في التوازن.
ثم الأعراض المتعلقة بالجسد، وتتضمّن:
- الصداع المستمر.
- الشعور بالتعب الجسدي الشديد في بعض الأحيان.
- الشلل.
- الارتعاش.
- التعرض لبعض أنواع النوبات.
وأخيراً، الأعراض المتعلقة بالعواطف، وتشمل:
- المعاناة من التهيج.
- الشعور بالكسل المستمر.
- زيادة التصرفات العدوانية.
طرق الوقاية من مرض تآكل خلايا المخ
هناك بعض الطرق الوقائية، التي يمكن اتباعها لتجنب تآكل خلايا المخ، أو على الأقل تقليل خطر الإصابة به، بعضها تبدأ بعد الولادة، أبرزها الامتناع عن هز الرضيع بقوة، لأن هذا قد يؤدي إلى إصابته بمتلازمة الطفل المهزوز، وهي حالة خطيرة تسبب تلفاً دائماً في خلايا المخ.
كما يجب حماية الأطفال من السقوط من المنافذ الصغيرة أو الأثاث، لأن هذا قد يؤدي إلى الإصابة بكدمات أو جروح في الرأس، مما قد يؤثر على نمو وتطور المخ الطبيعي.
كما يجب اتباع تعاليم الوقاية عند ركوب الدراجات النارية، أو الهوائية، وارتداء خوذة لحماية الرأس من الإصابات التي قد تسبب نزفاً دماغياً أو كسوراً في الجمجمة أو رضوضاً في الأنسجة الدماغية.
فيما يجب كذلك متابعة صحة القلب والشرايين والضغط والسكر، وذلك لأنها من العوامل التي قد تؤدي إلى انسداد أو ضيق في الأوعية الدموية التي تغذي المخ، مما قد يحرمه من وصول الأوكسجين.
زيادة على كل هذا، ينصح الأطباء المختصون باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، لأنه قد يساعد على تزويد المخ بالعناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن التي يحتاجها لأداء وظائفه بشكل جيد.
طرق تشخيص المرض
يعتمد التشخيص الطبي لمرض تآكل خلايا المخ على مجموعة من الفحوصات والاختبارات التي تساعد على تحديد نوع وموقع وشدة التلف في الدماغ، والتي تتمثل في:
التصوير بالرنين المغناطيسي:
هو فحص يستخدم المجالات المغناطيسية لإنتاج صور مفصلة للدماغ والأنسجة المحيطة به، إذ يمكن أن يظهر مدى ونوعية الضرر الذي تعرض له الدماغ.
التصوير المقطعي المحوسب:
يستخدم هذا الفحص أشعة إكس لإنتاج صور مقطعية للدماغ، حيث يمكن أن يكشف ما إذا كان هناك أي كسور أو نزيف أو تلف في خلايا الدماغ.
البزل الشوكي:
يتضمن البزل الشوكي إدخال إبرة في أسفل الظهر لسحب كمية صغيرة من السائل الدماغي النخاعي المحيط بالدماغ والحبل الشوكي، وذلك لأن التغيرات في هذا السائل قد تشير إلى وجود عدوى والتهاب في الدماغ.
مخطط كهربية الدماغ:
عبارة عن فحص يسجل المسارات الكهربائية التي تثبت بفروة الرأس نشاط الدماغ، وقد يكون وجود بعض الأنماط غير الطبيعية في الاختبار دليلاً على الإصابة بتآكل خلايا المخ.
خزعة الدماغ:
يتضمن أخذ عينة صغيرة من أنسجة الدماغ لاختبارها، ويتم عندما تكون حالة المريض تزداد سوءاً، ولم تُظهِر باقي الفحوصات سبباً واضحاً للمرض.
طرق علاج تآكل خلايا المخ المتاحة
تختلف طرق علاج مرض تآكل خلايا المخ من حالة إلى أخرى، حسب مسببات المرض، لكنها في الأغلب تشمل الأدوية التي تستعمل من أجل تحسين وظائف المخ والحد من التهاباته، مثل الستيرويدات لتقليل الانتفاخ في الدماغ، أو المضادات الحيوية لعلاج العدوى، أو المضادات الاختلاجية لمنع النوبات، أو المهدئات لتقليل القلق والاكتئاب.
فيما يمكن أن ينصح الأطباء ببعض التمارين والأنشطة لتحفيز وتقوية خلايا المخ. مثل العلاج الطبيعي لتحسين حركة الجسم وتوازنه، أو العلاج النطقي لتحسين قدرة التواصل والكلام، أو العلاج المهني لتحسين مهارات الحياة اليومية، أو العلاج المعرفي لتحسين الذاكرة والانتباه وحل المشكلات.
وقد يتم اعتماد بعض الأجهزة المحفزة كذلك، في حالة الشلل أو فقدان حاسة ما، مثل أجهزة التحكم بالصوت لزيادة الإدراك والتفاعل.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.