الموميان عبارة عن مادة لزجة باللون البني الغامق أو الأسود، توجد بشكل أساسي في صخور جبال الهملايا بالنيبال، وتتكون بفعل ترسبات بقايا النباتات المتحللة منذ آلاف السنين.
الموميان، التي تسمى كذلك "شيلاجيت"، تظهر كأنها صخور صغيرة الحجم، وتشتهر بالاستعمالات الطبية في عدة دول آسيوية، أبرزها الهند، وذلك من أجل علاج عدة أمراض، من بينها الكسور، والزهايمر، وأمراض القلب.
وترجع شهرة الشيلاجيت إلى كونه يحتوي على أكثر من 10 أحماض أمينية، إضافة إلى عدة معادن، أبرزها الحديد والزنك، والماغنسيوم.
في السطور المقبلة، سنتعرف على أهم فوائد الموميان، وأبرز الأمراض التي يساعد في علاجها، من خلال تناوله على شكل مكمل، بعد خلطه بالحليب أو الماء أو العصير، أو وضعه خارجياً على شكل مرهم، حسب الغاية من استعماله.
1.الموميان.. يساهم في الوقاية من مرض الزهايمر
مرض الزهايمر هو اضطراب دماغي تقدمي يسبب مشاكل في الذاكرة والسلوك والتفكير، إذ يوفر الطب عدة علاجات لتحسين أعراض هذا المرض.
ولكن استناداً إلى التركيب الجزيئي للموميان، توصل بعض الباحثين إلى أنه قد يمنع أو يبطئ من خطر التعرض لمرض الزهايمر.
وذلك بفضل المكون الأساسي للموميان، وهو مضاد الأكسدة القوي المعروف باسم حمض الفولفيك، الذي يساهم في تعزيز الصحة العقلية من خلال منع الالتهاب، وتراكم بروتينات تاو، التي تعتبر جزءاً مهماً من الجهاز العصبي، ولكن تراكمها الزائد يمكن أن يؤدي إلى تلف خلايا الدماغ.
2. علاج متلازمة الإرهاق المزمن
متلازمة الإرهاق المزمن، التي يشار إليها طبياً بـ(CFS)، هي حالة طويلة الأمد تسبب التعب الشديد أو الإرهاق بشكل دائم.
يمكن أن تسبب هذه المتلازمة صعوبة في ممارسة أنشطة الحياة الطبيعية، مثل الذهاب إلى العمل أو المدرسة، أو القيام بأعمال البيت، أو الخروج من أجل الاستمتاع بالوقت.
يعتقد الباحثون أن مكملات الموميان قد تقلل من أعراض متلازمة الإرهاق المزمن، وتساعد المصاب بها على استعادة الطاقة.
إذ تم ربط متلازمة "CFS" بانتقاد الخلايا الخلوية، الذي يحدث عندما لا تنتج هذه الخلايا ما يكفي من الطاقة في جسم الإنسان.
وفي دراسة أجريت في عام 2012، قام الباحثون بإعطاء فئران المختبر الشيلاجيت لمدة 21 يوماً، ثم قاموا بدراسة تطور حالتهم عن طريق إجبارهم على السباحة لمدة 15 دقيقة لمدة 21 يوماً متتالية. أظهرت النتائج أن الموميان ساعد في تقليل تأثيرات متلازمة الإرهاق المزمن، ويعود السبب في كون هذا المكمل يساهم في منع انتقاد الخلايا الخلوية.
لذلك استناداً إلى هذه النتائج، تم التوصل إلى أن زيادة وظيفة الجهاز الميتوكوندريالي في الجسم بشكل طبيعي باستخدام مكملات الشيلاجيت قد تساعد في تحسين مستويات الطاقة.
3. التقليل من ظهور علامات الشيخوخة
نظراً إلى أن الموميان غني بحمض الفوليك، وهو مضاد أكسدة قوي ومضاد للالتهاب، فإنه قد يحمي أيضاً من نمو الجذور الحرة في الجسم والضرر الخلوي.
نتيجة لذلك، قد يسهم الاستخدام المنتظم لهذا المكمل في الطول الزمني للعمر، وعملية الشيخوخة البطيئة، وتحسين الصحة العامة بشكل للجسم.
4. علاج فقر الدم
يمكن أن ينجم فقر الدم عن نظام غذائي قليل الحديد، أو فقدان الدم باستمرار، أو عدم القدرة على امتصاص الحديد في الجسم، تشمل أبرز أعراضه:
- التعب
- الضعف الجسدي
- اليدين والقدمين الباردتين
- الصداع
- نبضات قلب غير منتظمة
لذلك في حال تناول مكملات الموميان، التي تحتوي على عدة معادن، من بينها الحديد، فهذا قد يزيد تدريجياً من مستوى الحديد في الجسم، ويساعد في التقليل من الأعراض المذكورة.
في دراسة سابقة، تم تقسيم 18 فأراً إلى ثلاث مجموعات من ستة فئران لكل مجموعة، المجموعة الأولى لا تعاني من فقر الدم، فيما المجموعتان الثانية والثالثة كانتا مصابتين، وخلال مدة 11 يوماً، تم تقديم الموميان إلى المجموعة الثالثة، فتبين أن حالتها تحسنت مقارنة بالمجموعة الثانية، وأصبحت قريبة من المجموعة الأولى.
5. علاج العقم عند الرجال
الموميان هو أيضاً مكمل آمن لعلاج العقم عند الرجال، وذلك حسب ما أشارت إليه إحدى الدراسات، التي شارك فيها 60 رجلاً عقيماً.
وحسب هذه الدراسة، تناول هؤلاء الرجال الشيلاجيت مرتين في اليوم لمدة 90 يوماً بعد الوجبات الرئيسية.
وفي نهاية الدراسة، أظهر أكثر من 60% من مشاركي الدراسة زيادة في العدد الإجمالي للحيوانات المنوية.
فيما أظهر أكثر من 12% زيادة في حركة الحيوانات المنوية، التي تشير إلى ارتفاع درجة الخصوبة.
6. رفع مستوى هرمون التستوستيرون عند الرجال
التستوستيرون هو هرمون الذكورة الرئيسي، ولكن بعض الرجال يعانون من مستوى منخفض منه، وتشمل علامات انخفاضه كلاً من:
- انخفاض الرغبة الجنسية
- تساقط الشعر
- التعب المتزايد
- زيادة الدهون في الجسم
وحسب دراسة سريرية واحدة، شارك فيها مجموعة من المتطوعين الذكور في الفترة العمرية بين 45 و55 عاماً، تم منح نصف المشاركين مكمل زيت الموميان مكرراً بجرعة 250 ملغ مرتين يومياً.
وتبين أن الأشخاص الذين تناولوا زيت الشيلاجيت كان لديهم مستوى تستوستيرون أعلى بشكل ملحوظ مقارنة بالآخرين.
7. تعزيز صحة القلب
قد يساهم الشيلاجيت عند تناوله على شكل مكمل غذائي في تحسين صحة القلب كذلك، بفضل العناصر الغذائية العديدة التي يتوفر عليها من معادن، ومضادات أكسدة وفيتامينات.
إذ قام بعض الباحثين باختبار الأداء القلبي للموميان على فئران المختبر، إذ بعد تلقيهم علاجاً مسبقاً بالموميان، تم حقن بعض الفئران بالأيزو بروتيرينول لإحداث إصابة في القلب.
وأظهرت نتائج الدراسة أن الفئران التي استهلكت الشيلاجيت من قبل إصابتها بأمراض القلب كان لديها أقل ضرر مقارنة بالبقية.
8. علاج الكسور والجروح
تمت الاستعانة بالموميان منذ القدم ليكون دواء طبيعياً من أجل علاج الكسور، وذلك بفضل دوره في ترميم الكولاجين في العظام، التي تستطيع بهذه الطريقة استعادة عافيتها بعد الكسر.
كما أن الالشيلاجيت يساعد عند استعماله بشكل موضعي في علاج الجروح ومنع الالتهابات الجلدية المصاحبة لها، وذلك بفضل احتوائه على مضادات الأكسدة والالتهاب.
محاذير استهلاك الموميان
على الرغم من أن هذا العشب طبيعي وآمن، فإنه لا ينبغي أن تتناول الموميان الخام أو غير المعالج، وذلك لأنه قد يحتوي على أيونات الفلزات الثقيلة، والجذور الحرة، والفطر، وملوثات أخرى يمكن أن تؤدي إلى التعرض لعدة أمراض أخرى.
كما أنه سواء تم شراء الموميان عبر الإنترنت أو من متجر طبيعي أو صحي، يجب التأكد من أنه مكرر وجاهز للاستخدام.
نظراً إلى أن هذا يدخل في خانة الأعشاب، فإن هذه الصخور لا تتم مراقبتها من قبل إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية من حيث الجودة أو النقاء أو القوة، لذلك يجب البحث بعناية قبل شرائه.
ومن بين الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار، أن الموميان ممنوع على الأشخاص المصابين بفقر الدم المنجلي، أو الهيموكروماتوز (زيادة في نسبة الحديد في دمك)، أو فقر الدم البحري.
كيفية استهلاك الشيلاجيت
الشيلاجيت متوافر في الأسواق على شكل سائل أو مسحوق، وقبل استهلاكه يجب اتباع التعليمات الخاصة بكل شكل منهما.
إذا اشتريت المكمل في شكل سائل، فقم بتذويب جزء بحجم حبة أرز أو حجم حبة بازلاء في السائل واشربه مرة واحدة إلى ثلاث مرات في اليوم (اعتماداً على التعليمات).
فيما يمكنك تناول هذا مسحوق مرتين في اليوم مع الحليب، إذ إن الجرعة الموصى بها هي 300 إلى 500 ملغ في اليوم.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.