مسببات الحساسية كثيرة، إن كان في منزلك أو في الأماكن المغلقة. فملايين الأشخاص يعانون على مدار العام من أعراض الحساسية، التي يمكن أن تلتقطها من مصادر مختلفة تستخدمها بشكلٍ يومي، من دون أن تنتبه أنها من مسببات الحساسية.
تحدث الحساسية عند استجابة الجهاز المناعي لمادة غريبة -مثل عث الغبار مثلاً- لا تسبب بالضرورة رد فعلٍ تحسّسياً لدى كل الأشخاص، لأن جهازك المناعي يتحكم في الطريقة التي يدافع بها جسمك عن نفسه.
على سبيل المثال، إذا كانت لديك حساسية من عث الغبار، فإن جهازك المناعي يتعرف على عث الغبار على أنه غاز أو أحد مسببات للحساسية، لأنه يبالغ في ردة فعله ويصنع أجساماً مضادة (Antibodies) تعرّف المواد المثيرة للحساسية على أنها ضارة.
هذه الأجسام المضادة للحساسية تُسمّى الغلوبولين المناعي (E (IgE، وتنتقل إلى الخلايا التي تطلق مواد كيميائية مسببةً ردّ فعلٍ تحسّسياً عادةً ما يؤدي إلى التهابٍ في الجلد، أو ظهور أعراضٍ مثل: العطس، أو الانسداد، أو سيلان الأنف، أو الحكة في الأنف أو الحلق أو العينين.
تتفاوت درجة شدة الحساسية من شخصٍ لآخر، وقد يتراوح نطاقها من التهيج البسيط إلى التأق، وهو حالة طارئة قد تهدد الحياة. وعندما تحدث هذه الأعراض على مدار العام، تسمى الحالة "التهاب الأنف التحسسي الدائم".
يمكن لمسببات الحساسية أن تؤدي أيضاً إلى نوبات احتدام الربو، لدى الأشخاص الذين يعانون أصلاً من الربو التحسسي.
مسببات الحساسية في المنزل
تبدأ السيطرة على الحساسية والربو من المنزل، لأن مصادر مسببات الحساسية كثيرة في بيوتنا، وهي بمعظمها أشياء نستخدمها يومياً من دون أن ننتبه إلى أنها من مسببات الحساسية.
وفقاً لمؤسسة الربو والحساسية الأمريكية (aafa)، نحو 50 مليون أمريكي يتأثرون من عث الغبار والوبر والعفن ومسببات الحساسية الأخرى الموجودة داخل المنزل، في حين تؤكد وكالة حماية البيئة الأميركية (US EPA) أن تركيزات الملوثات داخل المنازل قد تكون أعلى من مرتين إلى 5 مرات عن تركيزها في الخارج.
فيما يلي 10 مصادر في منزلك يمكنها أن تكون أكبر مسبب للحساسية لك ولعائلتك:
1- المفروشات
هل تعتقد أن منزلك نظيف، ولا يسبب الحساسية؟ حسناً، عليك التفكير مرة أخرى. ففي دراسة نُشرت عام 2017، وجد الباحثون أن ما يقارب 75% من غرف النوم فيها من 3 إلى 6 من مسببات الحساسية.
والأمر لا يتعلق بالنظافة فقط؛ بغض النظر عن مدى نظافة منزلك، لا تزال هناك احتمالات بوجود مسببات للحساسية في مكانٍ ما داخل منزلك.
عليك التفتيش عن عث الغبار، الذي يعيش وينشط في البيئات الدافئة والرطبة، التي توفرها أغطية السرير والأثاث. يتغذى عث الغبار على خلايا جلدنا الميتة، ثم يموت أو يفرز الفضلات التي تسبب أعراض الحساسية.
يُنصح بالانتقال دائماً من أعلى إلى أسفل، خلال عملية إزالة الغبار من غرف المنزل، بحيث تكون البداية من السقف وصولاً إلى الأرضيات، كما يُنصح بغسل المفروشات بالماء الساخن مرة واحدة على الأقل في الشهر.
2- الصراصير
غالباً ما تجد الصراصير في المناطق المكتظة بالسكان، مثل الأحياء والمدارس أو المباني التجارية، ولكنها مخلوقات يمكن أن تتواجد في أي مكان تقريباً. لذلك وفي حال وجدتها داخل منزلك، فهذا لا يعني أنه متسخ.
في الواقع، تحتاج الصراصير إلى الماء للبقاء على قيد الحياة، ولمنعها من دخول منزلك، قم بإصلاح جميع الحنفيات والأنابيب المتسربة، مع معالجة شقوق الجدران والنوافذ والأبواب التي تدخل الصراصير من خلالها.
يمكن للصراصير أن تكون من مسببات الحساسية في منزلك، حتى لو لم تكن تراها. مجرد وجودها في مكانٍ ما داخل البيت يمكنه أن يسبب لك الحساسية، بسبب إفرازاتها، علاوةً على نقلها للجراثيم والبكتيريا.
وحساسية الصراصير تحدث عند استنشاق براز الصرصور، أو البقايا المتحللة التي تنتشر في الأماكن المهجورة داخل منزلك، أو بين الكتب القديمة، ورفوف الخزائن التي يحلو للصرصار أن يعيش بينها خصوصاً لو كانت تحتوي على بقايا طعام.
لذلك، احتفظ بالطعام المتبقي في حاوياتٍ مغطاة بإحكام، وضع أطباق طعام قطّك أو كلبك بعيداً بعد انتهائه من تناول وجبته. نظف الأرض بعد كل وجبة طعام، وأخرج القمامة والمواد القابلة لإعادة التدوير سريعاً من المنزل.
ولإبعاد الصراصير عن بقائها في المنزل، استخدم حاويات قمامة مغطاة في المطبخ، واغسل الأطباق فور الانتهاء من استخدامها، كما عليك تنظيف خزائن المطبخ بانتظام حيث يمكن أن تتراكم الفتات.
3- السجاد
في دراسةٍ نشرتها المعاهد الوطنية للصحة الأمريكية (NIH) عام 2018، تبيّن أن مستويات مسببات الحساسية تكون أعلى في المنازل التي تحتوي على سجاد، مقارنةً بتلك التي تحتوي على أرضيات من الخشب أو البلاط.
أوصت الدراسة بتنظيف السجاد من خلال استخدام مكنسة كهربائية مزودة بفلتر هواء (HEPA)، الذي يلتقط الجسيمات الدقيقة المسببة للحساسية.
لذلك يُنصح باختيار أنماط سجاد قصيرة الوبر، أو من دون وبر أبداً، لأنها تكون سهلة التنظيف، ما يعني تجنب السجاد السميك الذي تعيش وتتولد بداخله مسببات الحساسية.
4- الحيوانات الأليفة
حين نتحدث عن حساسية القطط أو الكلاب، فلا نعني بذلك حساسية تجاه الوبر، إنما تجاه مسببات الحساسية الموجودة في لعاب أو بول الحيوان. ولأنهما ينظفان جسمهما عن طريق اللعق، يصبح الوبر من مسببات الحساسية.
تظهر أعراض حساسية الحيوانات الأليفة عادةً في غضون دقائق، بعد لقائنا بها لفترة قصيرة. بالنسبة لبعض الأشخاص، تتراكم الأعراض وتصبح أكثر حدة بعد 8 إلى 12 ساعة من ملامسة الحيوان.
قبل الحصول على قط أو كلب، اطلب من أخصائي الحساسية تحديد ما إذا كنت تعاني من حساسية تجاه الحيوانات. لكن في حال اكتشفت أنك تعاني من حساسية الحيوانات بعدما أصبح قطك أو كلبك جزءاً من العائلة، فتعريضه للهواء الطلق هو حلّ جزئي.
وحاول تقليل الاتصال بينكما وإبعاد الحيوان الأليف عن غرفة النوم، والغرف التي تمضي فيها وقتاً طويلاً (ندرك أن الأمر صعب).
ويمكنك اللجوء إلى أخصائي الحساسية حول إمكانية العلاج المناعي للحساسية (حقن الحساسية). يمكن أن توفر هذه الاستراتيجية راحة طويلة الأجل، في كثير من الأحيان.
5- المروحة
بكامل الأسى، يؤسفنا إبلاغكم بأن المروحة التي تساعدنا على تحمّل موجات الحر الشديد -في ظلّ غياب القدرة على استعمال المكيف- تُعتبر من أبرز مسببات الحساسية.
وفقاً لموقع News Medical، وعندما تعمل المروحة على توزيع الهواء داخل المنزل، يمكنها أن تحرك أيضاً جزئيات الغبار الموجودة أصلاً في بيتك مع المواد المسببة للحساسية الأخرى، مثل العفن.
لذلك يُنصح بمسح شفرات المراوح التي تدور دورياً بقطعةٍ من القماش المبللة، من أجل إزالة الغبار والأتربة من عليها، قبل إعادة تشغيلها وتوزيع هذا الغبار والأتربة داخل المنزل.
هذه الأتربة هي من مسببات الحساسية المحمولة جواً، وتسبب أعراضاً، مثل: العطس، وسيلان الأنف، وحكة العين، أو السعال.
6- الملابس
تُعتبر الملابس من مسببات الحساسية لأن حبوب اللقاح يمكن أن تعلق بها، فننقلها معنا إلى داخل المنزل، حيث تسبب أعراض الحساسية. وحبوب اللقاح (Pollen) هي هذا المسحوق الموجود في الزهور وينتقل لنا عن طريق الحشرات أو الاتصال بالطبيعة.
لذلك يُنصح بتغيير الملابس التي نرتديها في الخارج بمجرد دخولنا المنزل، وتجنب وضعها على الأريكة أو السرير، ومن الأفضل تركها خارج غرفة النوم بكل الأحوال.
أيضا، ينبّه موقع Greener Cleaner الأمريكي إلى أن "الملابس التي تأتي من التنظيف الجاف يمكنها أن تبث مواد كيميائية ومركبات عضوية متطايرة في المنزل".
كما أن المذيبات المستخدمة في التنظيف الجاف يمكنها أن تطلق غازات تعيش داخل المنزل لأسابيع؛ مما يؤدي إلى تهيّج الجهاز التنفسي، وكذلك الصداع أو الدوخة. لذا يوصي الموقع بتعليق الملابس الآتية من التنظيف الجاف في الهواء النقي لأيام، قبل إدخالها المنزل وارتدائها.
7- الكتب القديمة
حساسية الكتب هي أمرٌ حقيقي، وناتجة عن جراثيم العفن أو عث الغبار أو حتى غبار الورق. في كل الحالات، وإذا كانت لديك رفوف مليئة بالكتب القديمة، فاحذرها لأنها من أكبر مسببات الحساسية.
يُنصح بالاحتفاظ بالكتب في مكانٍ جاف ونفض الغبار عنها بانتظام، لأن عث الغبار أو العفن يعيشان وينشطان في البيئات الدافئة والرطبة، التي يمكن أن توفرها مكتبتك الكبيرة أو الصغيرة.
8- ألعاب الأطفال
لعب الأطفال مليئة بمسببات الحساسية، خصوصاً تلك الدمى المحشوة التي يحب الأطفال أن تنام بجانبهم ليلاً، ومعظمها مليء بالحشوات التي يحبها عث الغبار ويتغذى ويتكاثر عليها.
لذلك يُنصح بغسل هذه الألعاب كل أسبوع، عند غسيل أغطية سرير طفلك. وفي حال شعرتَ أن الدمية قد تتفكك في الغسالة، يمكنك أن تضعها في الثلاجة طوال الليل (ليس أقل من 12 ساعة)، داخل كيسٍ بلاستيكي.
فدرجات الحرارة المتجمدة من شأنها أن تقضي على عث الغبار.