بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الإكزيما، وهي الحالة الجلدية المعروفة أيضاً باسم التهاب الجلد التأتبي، عادة ما لا يكون فصل الصيف ممتعاً على الإطلاق.
إذ يمكن أن تكون درجات الحرارة المرتفعة وسهولة التعرُّض لأشعة الشمس القاسية والتعرُّق سبباً في إثارة وتعزيز مشاكل الإكزيما في فصل الصيف.
تأثير المناخ على مشاكل البشرة
على الرغم من أن فصل الشتاء هو في الواقع أكثر الأوقات شيوعاً لحدوث المضاعفات المتعلقة بمشاكل الإكزيما، فإن الحالة يمكن أن تتأجج في عدة مناسبات على مدار العام كذلك، وعلى رأسها أيام الصيف الحارقة.
في الواقع، وجدت دراسة علمية نُشرت بمجلة الأمراض الجلدية الأمريكية أن ثلث الأطفال المصابين بالتهاب الجلد التأتبي الذي يصعب علاجه أبلغوا عن تفاقم نوباتهم الجلدية خلال فصلي الربيع والصيف.
فلماذا يكون الصيف وقتاً صعباً بشكل خاص لالتهاب الجلد التأتبي؟
أسباب تفاقم الإكزيما في فصل الصيف
بشكل عام، يحدث ذلك لسبب واحد، إذ يمكن أن تؤدي زيادة الحرارة والرطوبة إلى مزيد من التعرق.
والتعرق هو العدو رقم 1 للبشرة المعرضة للإكزيما في الصيف، لأنه يمكن أن يؤدي إلى زيادة تفاقمها والتهابها. لأن العرق يحتوي على أملاح مختلفة يمكن أن تكون مهيجة للجلد المتشقق والملتهب بالفعل نتيجة للحالة الجلدية.
كما يمكن أن يحتوي العرق على الزنك والنحاس والحديد والنيكل والكادميوم والرصاص والمنغنيز والصوديوم والكلوريد، وهي العناصر التي يمكن أن تسبب تهيُّج البشرة عندما تتراكم على الجلد، فتزداد الإكزيما في فصل الصيف بشكل خاص.
لذلك قد يلاحظ المصابون أن التهاب الجلد التأتبي يزداد سوءاً بشكل رئيسي في المناطق التي تحبس الرطوبة والعرق فيها خلال الأيام الحارة، مثل المرفقين أو مؤخرة العنق أو مؤخرة الركبتين.
الحساسية الموسمية والإكزيما في فصل الصيف
كذلك من الممكن للعوامل البيئية الموسمية الأخرى أن تكون مسؤولة أيضاً عن زيادة سوء الإكزيما في فصل الصيف لدى المصابين، على سبيل المثال: زيادة المواد المسببة للحساسية في البيئة مثل حبوب اللقاح، يمكن أن تحرض الجسم على إطلاق الهيستامين، مما يسبب الحكة.
في المقابل، يمكن أن تساعد مضادات الهيستامين في إدارة الحساسية الموسمية والبيئية التي تسبب الكثير من المضاعفات للصحة والجلد.
جفاف الجلد وحروق الشمس
علاوة على ذلك، فإن الحرارة المرتفعة تجفف البشرة، وغالباً ما تسبب التهيجات والالتهابات للجلد. لذا مع حلول فصل الصيف وقضاء المزيد من الوقت في الهواء الطلق، من السهل التعرض المفرط لأشعة الشمس والحروق.
وتُعد حروق الشمس أمراً مروعاً بالنسبة لمرضى الإكزيما لأنها لا تسبب فقط مزيداً من الضرر لحاجز الجلد الرقيق، ولكنها تسبب أيضاً تفاقماً حاداً في الالتهاب في الجلد، حيث يحاول الجسم أن يشفي نفسه من الإصابات الناجمة عن الشمس.
نتيجة لذلك، غالباً ما تحدث نوبات الإكزيما عند الإصابة بحروق الشمس مهما بدت طفيفة، وهي عادة ما تستمر لفترة أطول من المعتاد، بينما يحاول الجلد أن يشفي نفسه.
الأنشطة الصيفية التي تسهم في زيادة سوء الحالة
كذلك يمكن أن تسبب أنشطة مثل استخدام أحواض السباحة واستهلاك كميات من واقي الشمس، وهما عادات شائعة في الصيف، في حدوث الإكزيما التي كانت تُعد تحت السيطرة، ما يسهم في بدء حالة من الاضطراب والمضاعفات الحادة للجلد.
الخبر السار هو أنه يمكن اتباع نهج استباقي لتقليل هذه المخاطر. فيما يلي بعض الاستراتيجيات لتجنب نوبات التهاب الجلد المرتبط بالإكزيما في فصل الصيف:
خطوات للتخفيف من الإكزيما في فصل الصيف
1- ترطيب حرارة الجسم: عندما ترتفع درجات الحرارة، تتمدد الأوعية الدموية لتبريد الجسم، وقد يؤدي ذلك لتحفيز الخلايا الالتهابية. لذا يُنصح بالجلوس في الظل والالتزام بالبقاء في الأماكن المكيفة واستخدام مروحة اليد.
2- شرب المزيد من الماء: يساعد الحفاظ على رطوبة الجسم في الحفاظ على درجة حرارة الجسم الطبيعية، حتى لا تتفاعل البشرة مع الحرارة الزائدة.
3- غسل العرق: التعرق هو طريقة الجسم الطبيعية لتبريد نفسه، لكن قد يسبب تراكم المعادن والأملاح التي تهيج الإكزيما على الجلد. لذا يُنصح بشطفه بعد التعرق مباشرة واستبدال الملابس بملابس جديدة.
4- الاستحمام بعد السباحة في الكلور: يتحمل بعض الأشخاص المصابين بالإكزيما حمامات السباحة جيداً، ولكن بالنسبة للآخرين، يعتبر الكلور مادة مهيجة. لذا يُنصح بتجنبها تماماً أو الالتزام بالاستحمام بعدها مباشرة وترطيب الجلد بالزيوت الطبيعية المناسبة لنوع البشرة.
5- استخدام واقي الشمس الطبيعي: ويمكن تحضيره بشكل آمن ومضمون في المنزل باتباع الخطوات المذكورة في هذا التقرير.
6- استخدام الملاءات القطنية النظيفة: يمكن للمنظفات والأقمشة المختلفة أن تهيج البشرة الحساسة، وتسبب تفشي المرض. لذا يُنصح باختيار ملاءات قطنية 100% ومنظفات مضادة للحساسية.