أثبتت دراسة حديثة أن النظام الغذائي الذي يحتوي على قدر كافٍ من الألياف، له دور مهم في زيادة نسبة الخصوبة لدى الإناث.
فيما كشفت الدراسة ذاتها أن الأطعمة المثيرة للالتهاب قد يكون لها أثر سلبي، وتزيد من خطر حدوث مشاكل في ما يخص الخصوبة، وذلك بنسبة 86%.
لذلك أصبح من الجيد الاهتمام بالنظام الغذائي، الذي يعتبر من بين العوامل المؤثرة بشكل واضح على نسبة الخصوبة، بالرغم من أن هناك مجموعة من العوامل الأخرى يصعب من خلالها التحكم فيما يخص هذا الأمر.
دراسة جديدة.. النظام الغذائي وتأثيره على الخصوبة
وجدت دراسة حديثة، نقلاً عن مجلة "mindbodygreen"، أن النظام الغذائي الذي يحتوي على أطعمة مسببة للالتهابات، والذي يطلق عليها اسم "pro-inflammatory"، تؤثر بشكل كبير على خصوبة الإناث.
إذ تم إجراء هذه الدراسة على ما 4437 امرأة، 411 منهن يعانين مشاكل الخصوبة، و4026 بدون أي مشاكل، دون إشراك أي نساء يتبعن نظاماً غذائياً معيناً، مثل النباتيات، أو اللواتي يتبعن حمية خاصة لإنقاص الوزن، أو اللواتي يتناولن أقل من 800 سعرة حرارية أو أكثر من 4200 سعرة حرارية في اليوم.
كما لم يتم إشراك النساء اللواتي كن يعانين من حالات مثل الأمراض العصبية، والكبدية، والغدد الصماء، وذلك بسبب قدرتها على التداخل مع النتائج النهائية.
وقد تم خلال هذه الدراسة تحديد درجة مؤشر الالتهاب الغذائي، من خلال نوعية الغذاء، بما في ذلك ما تحتوي عليه من ألياف، وفيتامينات، ودهون، وغيرها.
وبعد دراسة هذه المؤشرات، تم تقسيم هذه المجموعة إلى قسمين، هما صاحبات أعلى درجة في أعراض مشاكل الخصوبة، وصاحبات الدرجات الأقل.
وبعد تحليل بيانات الدراسة البحثية، تبين أن النساء اللواتي حصلن على درجة عالية من مؤشر الالتهاب الغذائي، هن عرضة لمشاكل الخصوبة بنسبة 86%، مقارنة باللواتي حصلن على نتائج منخفضة.
وذلك، وحسب التفسير المحتمل، فإن درجة الالتهاب الأقل في جسم النساء يسمح لخلايا المبيض المحسنة، أو البويضات، بأن تكون بصحة وكمية جيدة، ما يسمح بتحسين الخصوبة.
يجب الإشارة إلى أن أبحاثاً سابقة أظهرت علاقة بين الأكل الصحي وجودة الحيوانات المنوية عند الرجل، مما يبين أن هذا الأمر لا يتعلق فقط بالنساء، وإنما بالطرف الثاني كذلك.
العناصر الغذائية الغنية بالألياف ودورها في التقليل من مخاطر العقم
حسب الدراسة نفسا، تبين أن النساء اللواتي يتناولن كمية مهمة من الأطعمة التي تتوفر على ألياف غذائية، كيفما كان نوعها، ودون تحديد مصادر الألياف بشكل خاص، تمكنَّ من الحصول على مؤشر التهاب منخفض، وبالتالي عدم المعاناة من أي مشاكل لها علاقة بالخصوبة.
وحسب هذه الدراسة، لم يتم تحديد أطعمة معينة يجب تناولها، أو أخرى يجدر الابتعاد عنها، لكن في المقابل تم تحديد الأطعمة المسببة للالتهاب بشكل عام في الجسم، وتتمثل غالباً في السكريات المكررة واللحوم المصنَّعة والكربوهيدرات المصنعة.
لذلك فإن الخلاصة التي يمكن الوصول إليها هي أن السبب في مشاكل الخصوبة لدى النساء يكمن في تناولهن الأغذية المصنعة ذات آثار تؤدي للالتهاب، والابتعاد عن الأغذية الطبيعية، مثل الخضار والفواكه.
وحسب المصدر المذكور نفسه، يقول الباحثون إن النتائج أظهرت أن اتباع نظام غذائي غني بالألياف النباتية، وأحماض أوميغا 3 الدهنية، ومنخفض في العوامل الغذائية غير الصحية، مثل السكريات البسيطة، والدهون المشبعة، يمكن اعتباره مناسباً لتقليل مخاطر العقم، مشيراً إلى أنه لا يوجد نظام غذائي مضاد للالتهاب مناسب للجميع، إلا أنه يمكن استبدال السكريات المكررة والأطعمة المصنعة بالعناصر الطبيعية الغنية بالألياف.
نصائح للنساء اللواتي يعانين مشاكل الخصوبة
هناك بعض النصائح التي يمكن اتباعها من طرف النساء اللواتي يعانين من مشاكل في الخصوبة، أو يبحثن عن نظام غذائي يسمح بالحصول على بويضات جيدة.
وتتمثل هذه النصائح في:
- استهلاك 25 غراماً على الأقل من الألياف يومياً.
- تناول الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية.
- استخدام زيوت الطهي الصحية.
- التقليل من تناول الوجبات الجاهزة.
- تناول أغذية مضادة للالتهابات.
لكن مع اتباع كل هذه النصائح، يجب الإشارة إلى أن هناك عوامل خارجية، لا يمكن التحكم فيها، لها علاقة بنسبة الخصوبة عند النساء، لذلك فإن تناول وجبات صحية لا يشكل العامل المساعد الوحيد في ما يخص هذا الموضوع.