في الوقت الذي تعتبر فيه أعراض الأميبا بمثابة تحذير عاجل لكل شخص يحبّ السباحة، فإنّ تجاهلها أو الانتظار طويلاً قبل الذهاب إلى المستشفى قد تكون له عواقب وخيمة، أسوأها الموت.
فما هي الأميبا، وكيف يُصاب بها البشر، وما أعراضها، وكيف يمكن علاجها؟
أعراض الأميبا
لا شكَّ في أنَّ السباحة ليست مجرد وسيلة رائعة للحصول على قسط من الراحة من الصيف الحارق، ولكنها أيضاً تعد تمريناً مائياً مفيداً، إذ تحرق سعرات حرارية بشكل كبير، وتقوي العضلات وتحافظ على عمل القلب بشكل جيد.
ولكن قبل كل شيء، يجب على أي شخص يحب السباحة أن يتأكد من أن المياه التي سيغطس فيها نظيفة، لأنّ السباحة هي السبب الرئيسي لالتقاط هذه العدوى.
الأميبا أو كما يطلق عليها أيضاً، "الأميبا آكلة الدماغ"، هي جنس كائن حي وحيد الخلية ينتمي إلى مملكة الطلائعيات وشعبة الأنبوبيات، يوجد بشكل شائع في المياه العذبة الدافئة، أو التربة الرطبة، وبما أنه كائن يحب الحرارة، فإنه غالباً ما يوجد في الماء خلال فصل الصيف.
في المقابل، من الممكن أيضاً أن تعيش الأميبا أيضاً في سخانات المياه الساخنة وأنظمة المياه، فيما لم يعثر قط عليها في المياه المالحة، ومن ثم فإن السباحة في البحر آمنة تماماً من الإصابة بها.
على الرغم من أن الأعراض المبكرة للأميبا الآكلة للدماغ تظهر عادةً بعد نحو 5 أيام من الإصابة، فإنها يمكن أن تبدأ في أي مكان من يوم إلى 12 يوماً بعد ذلك.
قد تشمل الأعراض المبكرة، وفقاً لما ذكرته مجلة Healthy Children الطبية الأمريكية:
- حمى
- صداع
- غثيان
- قيء
- تغيرات في حاستي الشم والذوق
فيما يمكن أن تشمل الأعراض اللاحقة ما يلي:
- تصلب الرقبة
- تعب
- ارتباك
- تغييرات في الشخصية
- هلوسة
- نوبات هلع
- غيبوبة
فيما تحدث الوفاة عادة بعد نحو 5 أيام من بدء الأعراض، ومع ذلك، يمكن أن تحدث في غضون يوم إلى 18 يوماً بعد ذلك.
كيف تتم الإصابة بالأميبا؟
لحسن الحظ، فإن عدوى الأميبا نادرة الحدوث، وفقاً لما أكدته مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
ويمكن أن تحدث عدوى المرض بعد دخول الماء الذي يحتوي على كائن الأميبا إلى أنفك.
يمكن أن ينتقل بعد ذلك عبر تجويف الأنف إلى الدماغ، وهناك، يمكن أن يسبب عدوى تسمى التهاب السحايا والدماغ الأميبي الأولي.
غالباً ما تكون عدوى أميبا مميتة، لأنها تقتل أنسجة المخ بسرعة، ولذلك يطلق عليها "آكلة الدماغ".
من بين 154 إصابة معروفة في الولايات المتحدة من عام 1962 إلى عام 2021، نجا أربعة أشخاص منها فقط.
يمكن أن تصاب بعدوى أميبا فقط من خلال أنفك، فيما تعتبر هذه العدوى من الأمراض غير المعدية والتي لا تنتقل من شخص لآخر.
متى تتم الإصابة بالأميبا؟
تحدث عدوى أميبا في فصل الصيف على الأرجح، وتصيب غالباً الشباب والأطفال، لسبب معين وهو طريقة سباحتهم.
إذ تتطور غالبية الإصابات بالأميبا بعد السباحة في البحيرات أو البرك أو الينابيع الساخنة، وعادةً ما تتضمن طريقة لعب الأطفال والشباب الغطس أو وضع رأسك تحت الماء في مياه عذبة دافئة وهي الطريقة المناسبة للأميبا للدخول في أنفك.
كما يُمكن أن تصاب أيضاً في حمامات السباحة التي لا تحتوي على ما يكفي من الكلور، لكنه أمر نادر الحدوث.
فيما يمكن أن تحدث العدوى مع الأميبا بعد استخدام مياه الصنبور الملوثة لشطف الجيوب الأنفية أو الأنف.
الوقاية من عدوى أميبا
للوقاية من عدوى أميبا يمكنك ما يلي:
- تجنب السباحة والغوص في أماكن المياه العذبة الدافئة، خاصة في فصل الصيف، وهذا يشمل البحيرات والبرك والأنهار والينابيع الساخنة.
- غلي ماء الصنبور لمدة دقيقة وتركه يبرد قبل شطف الجيوب الأنفية.
تقليل المخاطر
عندما تكون في المياه العذبة، فهناك خطر الإصابة بالعدوى، ولكن يمكنك تقليلها باتباع الإرشادات التالية:
- لا تغُص أو تقفز فالغطس والقفز يزيدان احتمالية ارتفاع الماء إلى أنفك.
- عند السباحة، استخدم مشابك الأنف أو أغلِق أنفك، والأفضل من ذلك، لا تضع رأسك تحت الماء على الإطلاق.
- احتفظ برأسك بعيداً عن الينابيع الساخنة والأجسام الأخرى للمياه الجوفية غير المعالجة.
- لا تحفر أو تحرك الرواسب الموجودة في قاع المسطحات الضحلة من المياه العذبة الدافئة. من المرجح أن تعيش الأميبا هناك.
علاج الأميبا
لا يزال الخبراء يحاولون العثور على أفضل الأدوية لعلاج الأميبا، لكن من الصعب معرفة الدواء الذي يعمل بشكل جيد، لأن الأميبا نادرة الحدوث، وتتطور بسرعة كبيرة، هذا هو السبب في أنه من المهم أن تبدأ العلاج على الفور في حالة الاشتباه بإصابتك في الأميبا.
في الوقت الحالي، يتم علاج الأميبا بمجموعة من الأدوية، وفقاً لما ذكره مركز Cleveland Clinic الطبي الأمريكي، من ضمنها:
- الأمفوتريسين B
- أزيثروميسين
- فلوكونازول
- ريفامبين
- ميلتيفوسين
- ديكساميثازون
وأخيراً، فإنّ القراءة حول حالة الأميبا الآكلة للدماغ ومعرفة مدى خطورتها أمر مخيف بالتأكيد، لذلك إذا شعرت بأي من الأعراض المذكورة في الأعلى بعد السباحة في الينابيع الساخنة والمياه الحلوة، فننصحك بالاتصال بالطبيب أو زيارة المستشفى في أسرع وقت ممكن، كما يمكنك القيام بدورك في الوقاية من ذلك باستخدام الماء المقطر أو المعقم فقط لشطف الممرات الأنفية، وتجنب الماء الذي تشك في أنه قد يكون ملوثاً بالعدوى، خاصة في الطقس الحار.