هناك العديد من الناس الذين يكتفون بتناول أنواع معينة من الأطعمة بشكل شبه يومي لأسباب مختلفة، فعلى سبيل المثال يعتمد البعض على الوجبات السريعة كوجبة غداء يومياً بسبب قضاء معظم وقتهم في العمل، والبعض الآخر يتناول البقوليات بشكل دائم صباحاً؛ وذلك كي يحصلوا على الطاقة اللازمة خلال اليوم، لكن هل هذا كافٍ من الناحية الصحية؟ إليك ماذا يحدث لأجسامنا إذا تناولنا الطعام نفسه يومياً.
ماذا يحدث لأجسامنا إذا تناولنا الطعام نفسه يومياً؟
هناك العديد من المساوئ لهذا النظام الغذائي، مع ذلك هناك بعض الإيجابيات أيضاً.
على سبيل المثال، يمكن أن يساعدك تناول الوجبة نفسها باستمرار، على تتبع السعرات الحرارية التي تستهلكها يومياً بسهولة.
يمكن أيضاً أن يساعدك تناول أنواع الأطعمة نفسها كل يوم على تكوين عادات غذائية صحية، وذلك في حال قمت باختيار هذه الأنواع بعناية.
تناول الطعام نفسه بشكل متكرر، يقلل من الوقت المستغرق في التخطيط للوجبات، ويمكن أن يسهل عليك أيضاً التحضير والطهي.
أيضاً قد يساعدك تناول الشيء نفسه كل يوم أو تكرار الوجبات والمكونات على مدار الأسبوع، على إنقاص الوزن أو الالتزام بنظامك الغذائي.
أظهرت الأبحاث أن مزيداً من التنوع الغذائي يرتبط بزيادة استهلاك الدهون وزيادة وزن الجسم، وفقاً لما ورد في موقع Healthline.
ماذا عن السلبيات؟
من ناحية أخرى قد تكون سلبيات تناول طعام واحد بانتظام، أكثر من الإيجابيات، خاصة إذا كانت الأطعمة التي تتناولها غير غنية بالعناصر الغذائية اللازمة لصحتك. ومن هذه السلبيات:
تكرار الوجبات يؤدي إلى الملل
غني عن القول إنّ تكرار الوجبات يمكن أن يكون أمراً مملاً ومزعجاً من الناحية النفسية. فقط اسأل أي شخص نشأ وهو يأكل الشطيرة نفسها يومياً في المدرسة الابتدائية.
وفقاً للخبراء، من المفيد حقاً أن تحب الأطعمة التي تتناولها، وهذا لا يحدث إلا بالتجربة والتنويع. هذا لا يعني تناول الطعام في الخارج دائماً والحصول على شرائح ضخمة من البيتزا طوال الوقت، ولكن لا يزال يتعين عليك الاستمتاع بالطعام الذي تتناوله كل يوم. لن تلتزم أبداً بنظام غذائي -أو حتى وجبات صحية- إذا كنت لا تحب طعامك.
المعاناة من نقص التغذية
يحث الأطباء دائماً على تشجيع الأطفال على تناول أطعمة متنوعة ومختلفة، خاصةً أن الأطفال عادةً يفضلون صنفاً أو اثنين في الغالب مثل البطاطا المقلية أو المعكرونة، ويرفضون تناول باقي أنواع الأطعمة.
يحتاج الجسم إلى مجموعة متنوعة من الفواكه والخضراوات والبروتينات والحبوب الكاملة؛ لضمان الحصول على المغذيات الأساسية والفيتامينات التي نحتاجها. عندما تقيد نفسك بشدة ببضع وجبات أو أنواع معينة من الأطعمة فأنت معرض بشكل أكبر للمعاناة من نقص التغذية.
توقف فقدان الوزن
يمكن أن تكون إضافة أطعمة صحية جديدة طريقة رائعة لجعل الأنظمة الغذائية التقييدية أكثر إثارة للاهتمام. وجدت إحدى الدراسات أن زيادة تنوع الأطعمة الصحية قد تساعد البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة على إنقاص الوزن والدهون. المفتاح هنا هو الأطعمة الصحية. يرتبط تناول العديد من الأطعمة غير الصحية المختلفة مثل المخبوزات والوجبات الخفيفة المالحة والكربوهيدرات البسيطة بدهون الجسم.
وجدت دراسة من مصدر موثوق لـ59000 امرأة من عام 2002، أن النساء اللواتي تناوبن على 16 إلى 17 من الأطعمة الصحية في نظامهن الغذائي كن أكثر عرضة للعيش فترة أطول من النساء اللائي يأكلن بانتظام من صفر إلى ثمانية أطعمة صحية. كل طعام صحي يتم تناوله يقلل من خطر الموت بنسبة 5%. لذلك يعتقد الخبراء أن التنويع في الأطعمة أمر مهم للغاية.
خطر الإصابة بأمراض التمثيل الغذائي
وجدت دراسة أجريت عام 2015، أنّ تناول مزيج متنوع من الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية قد يحسن صحة التمثيل الغذائي، وضمن ذلك انخفاض احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم وكوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة والدهون الزائدة حول الخصر. إضافة إلى ذلك، قد يساعدك اتباع نظام غذائي متنوع وكثيف العناصر الغذائية على الالتزام بعادات الأكل الصحية.
عدم الحصول على الفوائد الصحية
يعد الطعام المتنوع مفيداً لك بالتأكيد، خاصة إذا كنت تفضل تناول جميع أنواع الفواكه والخضراوات ذات اللون الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأرجواني والأبيض. يمكن أن يؤدي التمسك بالوجبة نفسها (الوجبات) كل يوم إلى إهمال تناول كثير من الأطعمة المحملة بفوائد صحية مهمة.
التخلص من البكتيريا الجيدة وتراجع صحة الأمعاء
يساعد تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة وتناوب ما تأكله على زيادة تنوع البكتيريا الصحية في الأمعاء. هذه البكتيريا الجيدة مهمة ليس فقط للصحة العامة، ولكن أيضاً لفقدان الوزن. وبالتالي فإنّ تناول الطعام ذاته يومياً سيؤدي إلى خلل في توازن هذه البكتيريا وتراجع في صحة الأمعاء.
وقد وجدت دراسة من عام 2016، أن تنوعاً أقل من البكتيريا الجيدة مرتبط بالسمنة ودهون البطن.