إذا أردت الاستمتاع بفترة شيخوخة صحية مع أقل قدر ممكن من الأمراض والمشاكل الصحية، يتعين عليك بلا شك البدء بالاهتمام بصحتك في مرحلة الشباب، ووفقاً للخبراء لا يتعين عليك فقط الاهتمام بصحتك الجسدية في شبابك، فصحتك النفسية أيضاً تلعب دوراً حاسماً في تحديد شكل شيخوختك.
طريقك نحو شيخوخة صحية
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، من المتوقع أن يتضاعف عدد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً بحلول عام 2050. ركزت الأبحاث تقليدياً على تقليل عوامل الخطر الجسدية لحماية المسنين من الأمراض المزمنة، لكن أبرزت الأبحاث الحديثة أهمية الصحة النفسية كذلك للتمتع بشيخوخة صحية.
الصحة الجسدية أولاً
بلا شك، الخطوة الأولى نحو شيخوخة صحية هي الاهتمام بصحتك الجسدية في مرحلة الشباب، وهذا يتضمن إجراء تعديلات على روتينك اليومي، والتي من شأنها أن تضمن لك العيش بصحة جيدة في فترة شيخوختك.
ومن أبرز الأمور التي يجب أن تحرص عليها في فترة الشباب، وفقاً للخبراء:
- التمرين بانتظام والحفاظ على مستوى جيد من النشاط البدني.
- قضاء المزيد من الوقت واقفاً، فالجلوس لساعات طويلة من شأنه أن يؤثر سلباً على صحتك الجسدية، والنفسية كذلك.
- تناول الطعام الصحي.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم.
- الخلود للنوم والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم.
- الإقلاع عن التدخين إذا كنت مدخناً.
- عدم استهلاكك الكحول.
- إجراء فحوصات طبية منتظمة.
علاقة الصحة النفسية بالشيخوخة الصحية
وفقآً لما ورد في موقع very well mind، فإن الشيخوخة الصحية ترتبط أيضاً بالحالة النفسية الجيدة في مرحلة الشباب.
ويعتقد الباحثون أن الصحة النفسية ترتبط بتحسين نوعية الحياة والصحة العامة لدى كبار السن، وينصحون بالقيام بعدة تغييرات في الحياة اليومية من شأنها أيضاً تحسين الصحة النفسية في مرحلة الشباب من جهة، وزيادة احتماليات حصولك على شيخوخة صحية من ناحية أخرى، وتشمل هذه الإجراءات:
الحفاظ على الروابط الاجتماعية
وفقاً للخبراء فإن الاستمرار في التفاعل مع العائلة والأصدقاء يعتبر الطريقة الأفضل لتحسين الحالة النفسية للأفراد في مرحلة الشباب والشيخوخة.
نظراً لأن كبار السن قد يعانون من فقدان السمع أو الرؤية، أو عدم قدرتهم على القيادة ليلاً، فمن المهم ألا يشعروا بالعزلة الاجتماعية.
يمكن أن يكون للعزلة الاجتماعية والوحدة عواقب وخيمة على الشباب والمسنين على حدٍّ سواء.
وفقاً للمعهد الوطني للشيخوخة، فإن العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة مرتبطان بمخاطر أعلى للإصابة بأمراض القلب والسمنة والقلق والاكتئاب والتدهور المعرفي ومرض الزهايمر.
وبالتالي، فإن النشاط الاجتماعي مهم لكبار السن. يمكن أن يؤدي بناء الشبكات الاجتماعية إلى تعزيز احترام الذات وزيادة النشاط البدني.
وجدت الأبحاث حول كبار السن، الذين قاموا بتنمية روابط اجتماعية جديدة، أن ذلك كان مرتبطاً بتحسين الرفاهية الجسدية والنفسية.
وإحدى الطرق السهلة للحفاظ على قوة هذه الاتصالات هي الاتصال بأفراد عائلتك بانتظام إذا كنت مغترباً، أو إذا كنت تعيش بنفس المنزل مع عائلتك تستطيع تخصيص مرة واحدة في الأسبوع لنشاطات عائلية، مثل زيارة الأقارب أو الذهاب إلى المتنزه بصحبة عائلتك.
كذلك تستطيع تقوية روابطك مع أصدقائك عبر الاتصال بهم بانتظام.
تعلم أشياء جديدة
في دراسة أُجريت على البالغين من عمر 60 عاماً فما فوق، حاول العلماء معرفة ما إذا كان الانخراط المستمر في التعلم المعرفي الذي يتطلب مهارات جديدة على مدى فترة زمنية من شأنه تحسين الوظيفة الإدراكية.
تعلم المشاركون فنوناً ومهارات جديدة مثل التصوير الرقمي بمعدل 16.51 ساعة في الأسبوع لمدة 3 أشهر.
وأظهرت النتائج دليلاً واضحاً على أن المشاركة المستمرة في هذه الأنشطة الجديدة قد عززت ذاكرة المشاركين. ولكن ظهرت فوائد محدودة للمشاركة المستمرة في الأنشطة الاجتماعية.
لذا، فإن إشراك عقلك في الأنشطة التعليمية هو أمر إيجابي للغاية لعقلك. وقد يشمل ذلك تعلم حرفة أو أداة أو مهارة جديدة. قد يكون التعلم بهذه الطريقة مفتاحاً للحفاظ على الوظيفة الإدراكية الصحية مع تقدمك في العمر.
الابتعاد عن التوتر
نشعر جميعاً بالتوتر في بعض الأحيان، لكن من المهم للغاية إيجاد طرق للتعامل مع هذا التوتر بشكل أفضل؛ لأنه قد يؤثر سلباً على صحتك العامة في مرحلة الشيخوخة.
بدلاً من ترك التوتر يتراكم ويؤثر عليك سلباً، قم باتباع هذه الإجراءات في حياتك اليومية:
- ابدأ بممارسة التأمل اليقظ.
- تمرّن لتخفيف الإحباط.
- ارقص أو استمع إلى الموسيقى.
- جرب الكتابة في إحدى المجلات.
- تحدي الأفكار السلبية
- مارس الامتنان.
- حافظ على التفاؤل.
علاج الشعور بالاكتئاب
الأسباب الشائعة للاكتئاب لدى كبار السن هي وفاة الزوج أو أحد أفراد الأسرة أو صديق. قد يؤدي التعامل مع المشكلات الصحية والتغيرات في الجسم والعملية الطبيعية للشيخوخة أيضاً إلى الحزن والاكتئاب.
ولكن وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن الاكتئاب حالة طبية يمكن علاجها، "وليس جزءاً طبيعياً من الشيخوخة".
لسوء الحظ، قد يشعر كبار السن بأنهم قد تقدموا في السن. أو قد لا يدركون حتى أنهم مكتئبون. إذا شعرت بالفراغ أو التنميل أو فقدان النوم أو الشهية، فقد تكون هذه أيضاً أعراضاً للاكتئاب.
لمنع نفسك من الوقوع في حالة من الاكتئاب، عزز نفسك بهذه الإجراءات جنباً إلى جنب مع أشكال العلاج التقليدية:
- ابحث عن معنى في حياتك.
- تطوع لخدمة قضية تؤمن بها.
- استمتع بهواياتك.
- أخبر أحداً بأنك تحبه.
- عندما تبدأ في الشعور بالإحباط، تواصل مع شخص ما في تلك اللحظة:
- حافظ على موقف إيجابي.
- امنح نفسك الرعاية الذاتية.
- شاهد فيلماً مضحكاً لتشتت انتباهك.
- استخدم الضحك كآلية للتكيف.
والنصيحة الأبرز للمسنين للتخلص من الاكتئاب هي القيام بالأنشطة الترفيهية التي لم يكن لديهم وقت للقيام بها. مثل الذهاب إلى حفلة جاز أو مسرحية ما.