أضرار السكر كثيرة وخطرة، وقد تتحوّل إلى إدمانٍ يُضاهي الإدمان على المخدرات أو الكحول. وهذه ليست مبالغة، بل حقيقة مُثبتة علمياً. يُمكن للسكر أن "يحفز نظام المكافأة والرغبة بالمزيد، بدرجةٍ تضاهي تلك التي تسبّبها العقاقير الإدمانية".
هذا ما أكدته دراسة نُشرت عام 2013 في المعهد الوطني للصحة (NIH)، مشيرةً إلى أن براعم التذوق لدينا تشتهي المذاق الحلو، ولهذا السبب نميلُ إلى تناول مزيدٍ من السكر، مما يؤدي إلى احتمالية الإفراط والتحوّل إلى إدمانه.
وعلى العموم، فإن مخاطر تناول السكر كثيرة وتناوله بكمياتٍ كبيرة يمكنه أن يؤدي إلى مشكلاتٍ صحية جديّة. فهو عنصر موجود في الفواكه، والخضار، ومنتجات الألبان، لكن مخاطر تناول السكر تكمن في الكميات الكبيرة التي تُضاف منه إلى الأغذية المصنّعة.
تناول السكر من المصادر الطبيعية (مثل الفاكهة وغيرها) يعود بفوائد عدة على الجسم، ويمدّ الخلايا بالطاقة بشكلٍ ثابت، خصوصاً أن عملية هضمه تتمّ ببطء. لكن أضرار السكر وخطورته تكمن في إضافته، إما لتحسين النكهة، أو كمادة حافظة في الأطعمة المصنعة.
فالبسكويت والمشروبات الغازية فيها الكثير من السكر المضاف، الذي نجده أيضاً في اللحوم المقددة والكاتشب وغيرهما.
اقرأ أيضاً
ما هي أضرار السكر؟
الجديد في الأمر أن دراسةً حديثة، نُشرت في أبريل/نيسان 2023، أظهرت أن مخاطر تناول السكر بكمية كبيرة يمكنه أن يزيد من مخاطر إصابتنا بما يعادل 45 حالة صحية.
وبحسب الدراسة التي نشرتها دورية The BMJ، فإن المقدار الذي يُعتبر "كثيراً" عند تناول السكر المضاف هو ما يصل إلى أكثر من 6 ملاعق صغيرة يومياً، والأهم: الحدّ من المشروبات المحلاة بالسكر إلى مرة واحدة في الأسبوع.
خلال الدراسة، حلّل الباحثون 67 دراسة أخرى و6 تجارب توضح أن أضرار السكر أدّت إلى 83 حالة صحية لدى البالغين والأطفال معاً.
فقد وجد الباحثون صلة مباشرة بين استهلاك السكر و45 حالة صحية لدى البالغين، أبرزها: أمراض القلب، والسكري، والربو، والاكتئاب، وأنواع معينة من السرطان، إضافةً إلى السمنة.
أكد الباحثون أن المشروبات المحلاة بالسكر، مثل الصودا، ترتبط بارتفاع مخاطر الإصابة بحالات صحية معيّنة، مثل أمراض القلب التاجية. لذلك، فقد أوصوا بما لا يزيد عن مشروبٍ واحد مُحلى بالسكر في الأسبوع، وإلا فإن أضرار السكر ستكون مباشرة.
اقرأ أيضاً
مخاطر تناول السكر
وتوصل الباحثون أيضاً إلى أدلة على وجود ارتباطٍ وثيق بين تناول كميات كبيرة من السكر المضاف ومشكلات الغدد الصماء، إضافةً إلى مرض النقرس والسمنة.
في حديثٍ إلى موقع Healthline الطبي، قال جيمي نادو (أخصائي تغذية) إن الإفراط في تناول السكر يُعرّضنا لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وبعض أنواع السرطان، وأمراض الكبد، إضافةً إلى أمراض الكلى، والسكري، ومستويات الكوليسترول المرتفعة، عدا عن تسوّس الأسنان، وزيادة الوزن.
وأضاف نادو: "الإفراط في تناول السكر يعني في الغالب أن الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر تحلّ مكان الأطعمة الصحية؛ لذلك فإن العناصر المهمة تغيب عن نظامنا الغذائي".
كيف تخفض السكر في نظامك الغذائي؟
يجب ألا يتجاوز السكر المضاف نسبة 10% من إجمالي السعرات الحرارية التي يستهلكها الفرد يومياً. وبالنسبة إلى نظامٍ غذائي يحتوي على 2000 سعرة حرارية، فهذا يعني 200 سعرة حرارية تقريباً.
ووفقاً لنادو: "جمعية القلب الأمريكية أكثر صرامة، وتوصي بما لا يزيد عن 9 ملاعق صغيرة من السكر المضاف يومياً للرجال، وما لا يزيد عن 6 ملاعق صغيرة للنساء".
بالنسبة للأشخاص الذين يشتهون الحلو ولا يريدون أن تنتج عن ذلك عواقب صحية، فهناك العديد من الخيارات المتاحة.. إليكم بدائل السكر التالية:
- المحليات الخالية من السكر مثل سكر ستيفيا.
- إذا كنت تحب الشوكولاتة، اختر الداكنة.
- أضف الفواكه الطازجة للتحلية، بدلاً من المعلّبة.
- إذا كنت تفضل القهوة الحلوة، لا تُكثر من السكر. حاول أن تكون معتدلاً. ويمكنك مثلاً اللجوء إلى القرفة كبديلٍ عن السكر، في حال لم تحبّ سكر ستيفيا.
- حدّد يوماً معيناً لتناول الحلوى، يمكنه أن يكون خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وفي حال شعرتَ بأن نفسيتك تحتاج إلى السكريات الأصلية، اشترِ العبوات الصغيرة. فعلبة آيس كريم صغيرة ستكون بالتأكيد أفضل بكثير من شراء الحجم الكبير. سيساعدك ذلك في تحديد مقدار ما تأكله.
وأخيراً، الماء ثم الماء ثم الماء. اشرب الكثير من الماء على الريق، خلال اليوم، وفي المساء، فالماء يعطينا شعوراً بالشبع ويقلل من أضرار السكر.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.