تعرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء 26 أبريل/نيسان 2023، لوعكة صحيّة بسيطة اضطرته إلى مقاطعة مقابلة تلفزيونية لفترة وجيزة، ليُعلن في اليوم التالي أيضاً إلغاء تجمعاته الانتخابية المقررة اليوم في مُدن كيريكالي ويوزغات وسيواس، بسبب حاجته للراحة بعد إصابته بـ"إنفلونزا المعدة"، وفقاً لما أكدته وكالة أسوشيتد برس.
ما هو مرض إنفلونزا المعدة، وما أسبابه، وما مدى خطورته، وهل المصاب به يحتاج وقتاً طويلاً للعلاج منه؟
ما هي أسباب إنفلونزا المعدة؟
إنفلونزا المعدة هو مرض يسبب التهاباً وتهيجاً في الأمعاء، يعاني المصابون به عادة آلاماً شديدة في المعدة، وأحياناً قد يمتد إلى الأمعاء الدقيقة والقولون.
ووفقاً لما ذكره مركز Cleveland Clinic الطبي الأمريكي، فإنّ الإصابة بمرض إنفلونزا المعدة يحدث بسبب البكتيريا والطفيليات والسموم والفيروسات، بينما الأخيرة هي المسبب الأكثر شيوعاً، وغالباً ما يكون فيروس "نوروفيروس" هو المسبب الرئيسي بالنسبة للبالغين، بينما غالباً ما يكون فيروس "الروتا" هو المسؤول عن إنفلونزا المعدة عند الأطفال، وتصيب هذه الفيروسات في الغالب بطانة الأمعاء الدقيقة.
ويمكن لأي شخص أن يصاب بإنفلونزا المعدة، ولكن من المرجح أن تحصل عليه إذا كنت في مكان يتشارك فيه الكثير من الأشخاص أماكن المعيشة أو تناول الطعام، مثل:
- الأطفال في الحضانة أو في المخيمات.
- دور رعاية المسنين.
- الطلاب الذين يعيشون في مساكن الطلبة.
- الأفراد العسكريون.
- السجون.
- المسافرون إلى البلدان الأقل نمواً.
- أي شخص يعاني من ضعف المناعة.
أعراض إنفلونزا المعدة
على الرغم من أن المرض يطلق عليه اسم "إنفلونزا المعدة"، فإنه يختلف عن الإنفلونزا العادية التي تصيب الجهاز التنفسي فقط؛ أي الأنف والحلق والرئتين، وهذا المرض يهاجم الأمعاء ويسبب أعراضاً مثل:
- إسهال مائي غير دموي عادةً؛ حيث إن الإسهال الدموي يعني عادةً الإصابة بعدوى مختلفة وأكثر خطورة.
- الغثيان أو القَيء أو كلاهما.
- تقلصات وآلام في المعدة.
- آلام في العضلات أو صداع بشكل عَرَضي.
- حمى خفيفة.
ووفقاً لما ذكره موقع Mayo Clinic الطبي، فقد تظهر أعراض إنفلونزا المعدة الفيروسية في غضون يوم إلى ثلاثة أيام بعد الإصابة، وقد تتراوح حدتها بين بسيطة وشديدة، وذلك حسب السبب، وعادةً لا تستمر الأعراض سوى يوم أو يومين فقط، لكن في بعض الأحيان قد تستمر حتى 14 يوماً.
ونظراً إلى تشابه الأعراض، فمن السهل الخلط بين الإسهال الفيروسي والإسهال الذي تسببه البكتيريا مثل المطثية العسيرة والسَّلْمونيلَة والإشريكية القولونية، أو الطفيليات مثل الجيارديا.
مضاعفات إنفلونزا المعدة
الجفاف هو أكثر مضاعفات إنفلونزا المعدة الفيروسية شيوعاً، ويُقصد به الفقد الشديد للماء والأملاح والمعادن الأساسية.
وإذا كانت صحة المريض جيدة ويشرب ما يكفي لتعويض السوائل التي يفقدها بسبب القيء والإسهال، فليس من المفترض أن يمثل الجفاف مشكلة له.
بينما قد يُصاب الرُّضع وكبار السن والأشخاص المصابون بضعف في جهاز المناعة بالجفاف الشديد عندما يفقدون سوائل أكثر مما يمكنهم تعويضه.
وقد يلزم دخول المستشفى لتعويض السوائل المفقودة من خلال وريد في الذراع. ونادراً ما يؤدي الجفاف إلى الوفاة.
وتشمل علامات الجفاف ما يلي:
- العطش الشديد.
- كمية بول أقل من المعتاد (لا توجد حفاضات مبللة لمدة ثلاث ساعات أو أكثر عند الرضع).
- أن يكون لون البول أغمق.
- خدود أو عيون غارقة.
- دوار عند الوقوف.
- ضعف عام.
هل يمكن أن تسبب إنفلونزا المعدة الحمى؟
قد يصاب المريض بالحمى عند إصابته بإنفلونزا المعدة، ويمكن أن تكون الحمى علامة على أن جسمه يقاوم عدوى.
وقد يشعر بالتعرق أو البلل أو القشعريرة، وقد يصاب أيضاً بصداع أو وجع في جميع أنحاء جسمه.
ما مدى خطورة إنفلونزا المعدة؟
في الحقيقة لا يوجد علاجٌ فعَّال لمرض إنفلونزا المعدة؛ لكن بشكل عام، يتعافى معظم الأشخاص بسرعة من إنفلونزا المعدة بشكل طبيعي.
في حين يمكن أن تكون الأعراض أسوأ عند الرضع والأطفال الصغار وكبار السن أو أي شخص في أي عمر يعاني من ضعف المناعة.
في حين قد تكون أعراض أنفلونزا المعدة لدى بعض الأشخاص، أكثر وضوحاً في المساء بسبب إيقاعها اليومي.
في الليل، تؤدي زيادة نشاط الجهاز المناعي إلى إطلاق مواد كيميائية لمكافحة العدوى، يمكن أن يسبب ذلك التهاباً يجعل المريض يشعر بسوء أثناء محاربة الإنفلونزا.
هل إنفلونزا المعدة مرض معدٍ؟
تنتشر إنفلونزا المعدة الفيروسية بسهولة للآخرين، ويمكن أن تصاب بفيروس إنفلونزا المعدة في أي وقت من السنة، لكن فيروس نوروفيروس الشائع ينتشر أكثر، من نوفمبر/تشرين الثاني إلى أبريل/نيسان، عندما يميل الناس إلى التواجد في منازل أكثر.
ونظراً إلى أن مجموعة متنوعة من الفيروسات يمكن أن تسبب إنفلونزا المعدة، فقد تصاب بأشكال مختلفة من التهاب المعدة والأمعاء عدة مرات طوال الحياة.
- تنتقل إنفلونزا المعدة من شخص لآخر عن طريق ملامسة جزيئات صغيرة غير مرئية من براز الشخص المريض أو قيئه إذا كان:
- يلمس الشخص سطحاً ويلامس الجراثيم ويلمس الطعام أو فمه.
- يتناول الشخص أو يشرب الأطعمة أو المشروبات التي تحتوي على جراثيم الشخص المريض.
- أو كان على اتصال وثيق بشخص مصاب بإنفلونزا المعدة (حتى لو لم تظهر عليه أعراض).
وأخيراً لا يمكن دائماً منع إنفلونزا المعدة، لكن غسل اليدين جيداً وتنظيف الأسطح التي قد تكون مصابة بالجراثيم وإعداد الطعام بشكل آمن قد يساعد في منع بعض الالتهابات التي يمكن أن تسبب المرض، وفقاً لما ذكره موقع MedlinePlus الطبي الأمريكي.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.