يعتبر العيد بالنسبة لمعظم الناس وقتاً ممتعاً من العام، مليئاً بالاحتفالات والتجمعات الاجتماعية مع العائلة والأصدقاء، ولكنه في الوقت ذاته بالنسبة لكثير من الناس وقتٌ مليء بالحزن والتأمل الذاتي والوحدة والقلق، فما سبب اكتئاب العيد (Holiday depression)، وكيف يمكننا مواجهته؟
ما هو اكتئاب العيد؟
تستيقظ صباحاً للذهاب إلى صلاة العيد، ومن ثم تعود إلى المنزل لاستقبال الأقارب والأصدقاء، الذين يبدأون بالقدوم لتهنئتك وعائلتك بحلول هذه المناسبة التي يُقولون إنها "سعيدة".
تستمع إلى ضحكاتهم وهي تتعالى في أرجاء المنزل، وتشاهد ابتسامات وجوههم التي لطالما رأيتها عابسة في الأيام العادية.
وما أن تمسك هاتفك الذكي، حتى تنهمر عليك العشرات من رسائل التهنئة من وسائل التواصل الاجتماعي، الصادقة منها أو التي أرسلت كنوع من "الواجب" لا أكثر.
وعندما تخرج من منزلك مساءً، ترى الشوارع مضاءة والزينة الملونة تملؤها، أما أغاني العيد فقد تكون مطاردتها لك في كل مكان أسوأ من الكوابيس، ورغم كل ذلك تبتسم، حتى لا تُفسد على الآخرين فرحتهم، ولتتذكر حينها مقولة الشاعر المصري أحمد عبد المعطي حجازي: "هذا الزحام لا أحد".
بكل بساطة، هذا ما يشعر به الشخص المُصاب باكتئاب العيد، الذي يُعدُّ أمراً منتشراً وشائعاً بين الناس، ولكن قد يكون من الصعب ملاحظته لأن الكثيرين يشعرون بالإحراج من اعترافهم بأنهم يشعرون بالحزن والوحدة بسبب قدوم العيد، سيما وأنّ الكثيرين ممن حولهم يكونون فرحين بقدومه، أو بكل بساطة هم لا يريدون أن يعكروا على أحد فرحته بالعيد.
ووفقاً لما ذكره موقع Choosing Therapy فإنه من غير الضروري أن يكون اكتئاب العيد مرتبط بالأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب بشكل عام، بل من الممكن أيضاً أن يكون الشخص لا يعاني أي عرض من أعراض الاكتئاب، ولكنه يشعر به فقد في الأعياد.
وأضاف الموقع أن السبب هو أن كثيراً من الناس يشعرون بالضغط بطريقة معينة خلال العطلات.
على سبيل المثال، قد يعتقدون أنه من المفترض أن يشعروا بالسعادة أو الحب أو الكرم أو الاتصال بالآخرين، ولكن إذا كانت التوقعات أقل من ذلك، فقد يؤدي ذلك إلى الشعور بالحزن والغضب، مما قد يؤدي إلى الاكتئاب.
أسباب اكتئاب العيد
موقع Web MD الطبي الأمريكي، يؤكد أنّ الحزن شعور شخصي حقاً، لذلك فإن ما يجعل شخصاً ما يكتئب خلال العيد ويجعله يحزن، قد لا يؤثر على شخص آخر، وقد تشمل بعض أسباب اكتئاب العيد الشائعة مايلي:
- الضغط.
- التعب.
- التوقعات غير الواقعية.
- الإفراط في التسوق.
- الضغوط المالية.
- عدم القدرة على الحضور مع العائلة والأصدقاء.
- الصراعات الأسرية.
- الإجهاد المرتبط بالسفر.
- تغيير الروتين الحياتي الذي اعتاده الشخص في رمضان.
في حين قد تسهم الموازنة بين متطلبات التسوق والحفلات والالتزامات العائلية وضيوف المنزل في الشعور بالإرهاق وزيادة التوتر، أما الأشخاص الذين لا يعتبرون أنفسهم مكتئبين قد تتطور لديهم استجابات للتوتر، مثل:
- الصداع.
- الإفراط في الأكل.
- الأرق.
- التوتر.
- الإرهاق.
أعراض اكتئاب العيد
يمكن أن يتداخل اكتئاب العيد مع الأعراض النمطية للاكتئاب، ومنها:
- زيادة الحزن أو اللامبالاة.
- الإثارة والإحباط في العلاقات الشخصية.
- الشعور بالذنب المفرط.
- الإفراط في الأكل أو الشرب المفرط.
- مشاكل النوم (قلة النوم أو كثرة النوم).
- الشكاوى الجسدية مثل الصداع أو آلام في المعدة.
- تقلب المزاج.
- الشعور بالتوتر أو القلق بشكل خاص.
- فقدان الاهتمام بالأنشطة.
طرق علاج اكتئاب العيد
يمكن أن يكون اكتئاب العيد أمراً مُرهقاً، لكن ممارسة مهارات التأقلم الصحية يمكن أن تساعد في تحسين حالتك المزاجية وتقليل أعراض هذا الاكتئاب الظرفي.
فيما يلي 5 نصائح عملية للتعامل مع اكتئاب العيد:
1- التزم بالروتين الخاص بك قدر الإمكان
حاول الحفاظ على جدول منتظم خلال العيد، هذا يعني الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس الوقت تقريباً كل يوم، واكب تمارينك المعتادة وعاداتك الغذائية، انخرط في الأعمال الروتينية والالتزامات اليومية.
2- لا تخجل من قول كلمة لا!
لسوء الحظ، يعتقد كثير منا أنه يجب علينا الالتزام بكل مشاركة اجتماعية، سيما زيارة الأقارب في العيد، لكن إرهاق نفسك يؤدي غالباً إلى مزيد من التوتر والاستياء.
بدلاً من ذلك، رتب الأولوية لما تشعر أنه الأكثر أهمية بالنسبة لك، وبكل بساطة بإمكانك زيارة أقاربك بعد العيد.
3- اصنع تقاليدك الخاصة
إذا كنت لا تحب الطقوس المعتادة التي تشارك فيها أسرتك خلال العيد، ففكر في تغييرها، حاول التفكير في الأشياء التي تجلب لك السعادة والمعنى.
على سبيل المثال، بدلاً من أن تقضي العيد في زيارة واستقبال الأقارب، ربما تخطط إلى رحلة صغيرة تكون بعيدة عن كل هذا الصخب.
4- تحدث مع معالج نفسي لو تطلب الأمر
يمكن أن يساعدك طلب الدعم خلال هذا الوقت على الشعور بالاكتئاب بدرجة أقل، يتفهم المعالجون الصعوبات المشتركة المرتبطة بالعيد، إنهم ماهرون في توفير الطمأنينة والتوجيه ومهارات التأقلم الاستباقي لإدارة الإجهاد.
قد يكون العلاج قصير المدى مفيداً للغاية خلال هذا الوقت، لكن عليك إيجاد معالج ذي خبرة في علاج الاكتئاب والقلق .