يعتبر السكر بالنسبة للكثيرين نقطة ضعف، إذ يصعب التخلي عنه بشكل تام واتباع نظام غذائي خالٍ تماماً من السكريات.
أثر تناول السكريات على أجسادنا
الطعم اللذيذ للأطعمة الغنية بالسكريات ليس السبب الوحيد الذي يجعلنا غير قادرين على التخلي عنها، إذ يتسبب السكر كذلك في تنشيط المستقبلات الأفيونية في دماغك، مما يؤدي إلى تفعيل نظام المكافآت العصبية لديك.
بمعنى آخر، يخلق تناول السكر شعوراً بالسعادة والرضا، لذلك نعشقه إلى هذا الحد ويصعب علينا التخلي عنه، مع أن كثرة تناوله تؤدي إلى آثار جانبية سلبية مثل الصداع، وانعدام الطاقة، وحتى الاختلالات الهرمونية، وفقاً لـما ورد في موقع Healthline .
وقبل أن نناقش أثر التخلي عن السكريات على أدمغتنا، من المهم ملاحظة أن السكريات المصنعة تختلف عن السكريات الطبيعية الموجودة في الفاكهة والعسل والحليب غير المحلى.
وفقاً لما ورد في موقع INSIDER فإن السكريات المكرر ، والمعروفة باسم السكروز، تتم معالجتها بشكل أساسي من قصب السكر وبنجر السكر. وهي غنية بالسعرات الحرارية وليس لها قيمة غذائية حقيقية، بينما تحتوي السكريات الطبيعية على فيتامينات ومعادن.
قالت جريس ديروشا، أخصائية تغذية مسجلة ومدربة معتمدة لمرض السكري ومدربة صحية معتمدة في Blue Cross Blue Shield of Michigan،
لـ INSIDER إن هناك أكثر من 50 اسماً ونوعاً من السكريات المصنعة في المنتجات الغذائية، وعلى الرغم من أنها قد تكون ذات مذاق جيد، إلا أن تأثيرها ضار للغاية.
وأوضحت الأخصائية أن السكريات المصنعة يمكن أن ترفع نسبة السكر في الدم في الجسم بسرعة؛ وهذه النسبة تنخفض بسرعة كذلك؛ مما يؤدي إلى اختلال في الطاقة، إذ ترتفع طاقتنا ويزيد نشاطنا بسرعة عند تناول السكريات، لكن سرعان ما نفقد تلك الطاقة ونشعر بالخمول.
علاوة على ذلك، تستخدم الأمعاء إنزيمات لتفكيك السكر إلى الغلوكوز، الذي يعمل كمصدر للطاقة لكن الغلوكوز الزائد يتم تحويله إلى دهون، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة.
إذاً ماذا يحدث عندما نتوقف عن تناول السكر؟
التخلي عن السكر من نظامك الغذائي يمكن أن يكون له تأثير كبير على صحتك، لا سيما إذا كنت تتناول السكريات بانتظام أو بكميات كبيرة.
إذ ستعاني من أعراض سحب السكر إذا كنت تستهلك السكر بانتظام ثم توقفت عن تناوله.
أظهرت الدراسات أنه عندما يتوقف شخص ما عن تناول السكر يكون هناك تأثيرات مشابهة لتلك التي تحدث عندما يتوقف الشخص عن تعاطي المخدرات.
وبالتالي في حال قطع السكر، قد تعاني من الإرهاق والصداع والتهيج. حتى إن بعض الناس يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي.
للتوقف عن تناول السكريات تأثير على المزاج كذلك، إذ يمكن أن يتغير مزاجك بشكل كبير.
يحفِّز تناول السكر على إفراز هرمونات الشعور بالسعادة – الدوبامين والسيروتونين – في الدماغ، لكن عندما تتوقف عن تناول السكر تماماً، فإن التجربة ستكون مرهقة لجسمك وعقلك كذلك، فقد تبدأ بالشعور بالغضب أو الانفعال، خاصة في الأيام الأولى من التوقف عن تناول السكر.
كذلك فإن الكثير من الناس يعانون من التعب أو حتى الشعور بالحزن أو الاكتئاب.
لكن الخبر الجيد هو أنك بعد مرور أسبوع أو نحو ذلك، ستبدأ بالشعور بالتحسن، وستستعيد طاقتك ونشاطك.
لكن لماذا يجب أن تتوقف عن تناول السكر؟
على الرغم من أن التوقف عن السكر قد يبدو صعباً في بداية الأمر، إلا أنك ستعتاد عليه في نهاية المطاف، خاصة إن بدأت بقطعه بالتدريج من نظامك الغذائي.
وقد تلحظ الكثير من التغيرات الإيجابية في صحتك العامة إذا توقفت عن تناول السكر، مثل توقف ظهور البثور إذا كنت تعاني من حب الشباب، فالسكر يحفز التهاب الجلد، والتوقف عن تناوله سيمنحك بشرة صحية أكثر، كما قد يمنع ظهور التجاعيد المبكرة وترهل الجلد.
عدا عن ذلك يمكن أن يؤدي التوقف عن تناول السكر إلى تحسين الجودة العامة لنومك على المدى الطويل.
وفقاً للخبراء، فإن التخلص من السكر لن يحل مشاكل نومك بين عشية وضحاها بكل تأكيد، ولكن في غضون أسابيع قليلة ستلاحظ أنك تنام بشكل أعمق. وذلك لأن الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من السكريات المكررة تسبب الأرق.
بالإضافة إلى ذلك قد تفقد الوزن من خلال استبعاد السكر من نظامك الغذائي
فعندما تقلل السكر أو تتخلص منه، فإن تخزين الدهون سينخفض ببطء، وستفقد بعض الوزن. ومع ذلك، فإن هذا يستغرق وقتاً، حيث يبدأ التأثير عادةً بالظهور ابتداء من أسبوع إلى أسبوعين.