لطالما نسمع من آبائنا وأجدادنا، أنّ الجزر يساعد على تقوية النظر، وأن الحليب يساعد على تقوية الأسنان والعظام، ولكن هل سمعت من قبل أنّ التوت يساعد على تقوية الدماغ؟
كيفية تقوية الدماغ
من وجهة نظر أي عالم أعصاب، فإن الغذاء مهم بصورة أساسية فعلياً لصحة الدماغ، لأن الدماغ يعمل حرفياً بالاعتماد على المواد الغذائية.
ولذلك تقول ليزا موسكوني، مديرة مبادرة دماغ المرأة في كلية طب وايل كورنيل القطريّة، إنّ الأدمغة تحتاج إلى مواد غذائية مختلفة كلما تقدمنا في العمر، بينما تعتبر الطفولة المبكرة هي اللحظة الأساسية للعمل على نمو الدماغ وتطوره وصحته مستقبلاً.
وتضيف ليزا، وفقاً لما ذكره موقع National Geographic الأمريكي، أنّ الدماغ في السنوات الأولى للطفل، يعمل على خلق الخلايا العصبية بسرعة الضوء، ولذلك فإنّ دماغ الرضيع يملك خلايا عصبية وخلايا دماغية أكثر من النجوم الموجودة في مجرة درب التبانة.
وفي المجمل، وجد العلماء حوالي 45 مادة غذائية أساسية لصحة الدماغ، وتتضمن أشياء على شاكلة البروتين والزنك والحديد والكولين وحمض الفوليك واليود وفيتامين أ وفيتامين د وفيتامين ب 6 وفيتامين ب 12، والأحماض الدهنية أوميغا 3.
بالإضافة إلى الأغذية التي سنذكرها في السطور التالية، ننصح بأن تفكروا في إضافة الشوفان والمكسرات والفواكه الحمضية والفول والخضراوات ذات الألوان المتنوعة إلى هذه القائمة.
1- التوت
يعتبر التوت مصدراً كبيراً للفيتامينات والمعادن والألياف، جنباً إلى جنب مع مركبات الفلافونويد، وهي مجموعة متنوعة من المغذيات النباتية (المواد الكيميائية النباتية) الموجودة في جميع الفواكه والخضراوات تقريباً.
وإلى جانب الكاروتينات يوجد الفلافانول الذي يمنحها تأثيرات مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات تقلل من تلف الخلايا الدماغية وتصلحها.
كما أنّ الأنثوسيانين الموجود في التوت الأحمر والأزرق والأرجواني يمكنه عبور الحاجز الدموي الدماغي لحماية خلايا الدماغ من الشيخوخة وكذلك الأمراض مثل السرطان.
ووفقاً لما ذكره الموقع الرسمي لجامعة ولاية نيوجيرسي الأمريكية، فإنّ التوت يساهم في زيادة تدفق الدم إلى المناطق الرئيسية في الدماغ ويحسِّن في الذاكرة والانتباه إلى المهام المطلوبة.
كما قد تساعد التحسينات في وظائف المخ في مكافحة التدهور الطبيعي الذي يحدث أثناء عملية الشيخوخة، وقد تكون الزيادة في عدد الخلايا العصبية الجديدة في الدماغ نتيجة لاستهلاك التوت، أحد أسباب إبطاء عملية الشيخوخة.
أما وفقاً لما ذكرته محلة The Atlantic الأمريكية، فإنّ التوت يحمي الدماغ بعدة طرق، فاحتواؤه على كميات عالية من مضادات الأكسدة يحمي الخلايا من التلف.
كما يعمل التوت أيضاً على تغيير الطريقة التي تتواصل بها الخلايا العصبية في الدماغ، وهذا قد يمنع الالتهاب في الدماغ الذي يمكن أن يتلف الخلايا العصبية، إضافة إلى تحسين الإدراك والتحكم في المحركات.
2– البرقوق
يعتبر البرقوق السلاح السري لحماية الدماغ، كونه مليئاً بمضادات الأكسدة، ويرتبط بتحسين وظائف المخ والتفكير.
كما أنه يحتوي على مغذيات مثل الفلافونويد التي تعزز صحة الدماغ وتساعد على تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، كما أنه يحمي الدماغ من التأثير الضار للجذور الحرة، وبالتالي قد يساعد في تعزيز وظائف المخ، وفقاً لما ذكره موقع MedicineNet الأمريكي الطبي.
إضافة إلى ذلك فإن البرقوق يعتبر مصدراً جيداً للتريبتوفان، وهي أحماض أمينية ترتبط بناقل عصبي يسمى السيروتونين، الذي يساعد في تنظيم الحالة المزاجية.
3- البطاطا الحلوة
أما هذه الأكلة التي لا تحظى بالتقدير في العالم فإنها واحدة من أكثر الأكلات التي تفيد صحة الدماغ سيما الأطفال.
ويخبرنا اللون البرتقالي في البطاطا الحلوة أنها غنية بمضادات الأكسدة القوية التي تسمى الكاروتينات التي تقلل من تلف الخلايا الدماغية وتصلحها.
كما أنّ البطاطا الحلوة مفيدة أيضاً لتحسين الذاكرة ووظائف الدماغ الأخرى، كما يوصى بها كإجراء وقائي لأولئك الذين يرغبون في كبح مشاكل الذاكرة من مرض الزهايمر.
ووفقاً لما ذكره موقع Health line الطبي الأمريكي، فإنّ الأنثوسيانين الموجود في البطاطا الحلوة الأرجواني يمكن أن يساعد في حماية الدماغ عن طريق تقليل الالتهاب ومنع تلف الجذور الحرة.
4- الأسماك
وفقاً لما ذكرته مجلة الدماغ والحياة "Brain and Life"، فإنّ تناول الأسماك بانتظام قد يحمي الأوعية الدموية الدقيقة في الدماغ من التلف الطفيف الذي يمكن أن يؤدي إلى ضعف إدراكي خفيف أو خرف أو سكتة دماغية.
في حين تقول إحدى النظريات إن أحماض أوميغا 3 الدهنية – وخاصة حمض الدوكوساهيكسانويك – في أنواع معينة من الأسماك هي اللبنات الأساسية لأنسجة الدماغ والجهاز العصبي.
كما أنّ أوميغا 3، وكذلك فيتامين د والسيلينيوم في الأسماك، تغذي الأوعية الدقيقة في الدماغ، من خلال المساعدة في التحكم في ضغط الدم وتثبيط تراكم الترسبات في جدران الشرايين.
أما بالنسبة للأطفال فإنّ أحد أنواع دهون أوميغا 3 يسمى حمض الدوكوساهيكسانويك (DHA) ويحمل أهمية كبرى لبناء الخلايا العصبية، إذ إن هذه الخلايا مسؤولة عن صحة الدماغ ونموه وتطوره، بالإضافة إلى مهارات التعلم خصوصاً لدى الأطفال.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.