مشروب العرقسوس هو أحد المشروبات الرمضانية المثيرة للجدل، فالبعض يكره الطعم اللاذع لهذا المشروب، بينما يدافع عنه آخرون ويصنفونه على أنه من أفضل المشروبات التي من الممكن أن تروي عطشك بعد الإفطار. لكن بعيداً عن هذا الجدل ينصح خبراء التغذية بعدم الإكثار من شرب العرقسوس بعد الإفطار؛ لما قد يسببه من مشاكل صحية، منها ارتفاع ضغط الدم.
ما هو العرقسوس؟
العرقسوس هو نبات شجري معمّر ينبت في كثير من بقاع العالم مثل سوريا ومصر وآسيا الصغرى وأواسط آسيا وأوروبا.
تستخرج من جذور الشجرة مادة العرقسوس، وهي أكثر حلاوة من السكر العادي ويمكن مضغها أو تؤكل كحلويات، كما يصنع منها شراب العرقسوس الشهير الذي لا تخلو منه معظم الموائد الرمضانية.
وهناك 12 نوعاً من جذور العرقسوس تختلف في الطعم. كما يضاف العرقسوس في بعض الأحيان إلى مياه الكوكاكولا والبيبسي كولا.
أضرار الإكثار من العرقسوس
وفقاً لما ورد في موقع NHS البريطاني، فإن الإكثار من تناول العرقسوس قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
وينصح الأطباء أولئك الذين تزيد أعمارهم على 40 عاماً، أو يعانون من أمراض القلب أو من ارتفاع في ضغط الدم بعدم تناول العرقسوس؛ لتجنب أي مضاعفات صحية محتملة.
وإذا كنت تتناول كثيراً من العرقسوس الأسود وتعاني من خفقان في القلب أو ضعف في العضلات أو مشاكل صحية أخرى، فتوقف عن تناوله على الفور واطلب المشورة الطبية.
أما النصيحة الثانية، فيوجهها الأطباء لأولئك الذين يتناولون أدوية بانتظام، فقد تتفاعل مكونات في العرقسوس مع بعض الأدوية مسببةً مشاكل صحية، لذلك يُنصح بمراجعة الطبيب قبل تناول العرقسوس إذا كنت تعاني من أمراض مزمنة.
كذلك، حذّرت الهيئة المصرية للدواء من الإكثار من تناول العرقسوس؛ لكونه قد يسبب انخفاضاً في مستويات البوتاسيوم بسبب احتوائه على حمض الجلسرهيزيك، إذا تم تناوله بشكل منتظم أو بكميات كبيرة.
ويؤدي انخفاض مستويات البوتاسيوم في الدم إلى عدم انتظام ضربات القلب، والاعتلال العضلي الناتج عن نقص بوتاسيوم الدم.
وأضافت الهيئة أن العرقسوس قد يؤدي إلى زيادة مستوى الصوديوم، مما يؤدي بدوره إلى ارتفاع ضغط الدم، والتورم.
هل هذا يعني أن العرقسوس قد يكون خطيراً على الصحة؟
في الواقع يعتبر تناول العرقسوس آمناً ما دمت تتناوله باعتدال وتتجنب تناول كميات كبيرة منه. وكما سبق أن ذكرنا فإنَّ تناوله يعتبر خطيراً على أولئك الذين يعانون من مشاكل صحية تتعلق بالقلب أو ارتفاع ضغط الدم، لذلك يفضل عدم تناوله على الإطلاق بالنسبة لهؤلاء الأشخاص.
فوائد العرقسوس
إذا لم يكن لديك مانع صحي يمنعك من تناول العرقسوس، وإذا قمت بتناول هذا المشروب باعتدال، فتستطيع عندها التنعم بفوائده.
إذ يساعد العرقسوس على ترخية الأعصاب، ويساعد على شفاء قرحة المعدة وحرقتها، كما يساعد على ترميم الكبد؛ لاحتوائه على معادن مختلفة.
أيضاً يعتبر العرقسوس من المشروبات المدرة للبول، ويساعد في الشفاء من السعال المزمن عند استعماله بشكل مركز أو كمحلول مخفف بالماء الساخن، ويفضل استعماله ساخناً للوقاية من الرشح والسعال وآثار البرد.
كذلك يجلب العرقسوس الشهية عند تناوله مع الطعام، ويسهل الهضم باستعماله بعد الطعام، وهو منشط عام للجسم، ويحتوي على كثير من الكالسيوم.
كما يفيد في شفاء الروماتيزم؛ لاحتوائه على عناصر تعادل الهيدروكورتيزون، ويساعد على تقوية جهاز المناعة في الجسم.
وحسب الموقع الألماني المتخصص بالصحة "آبوتيكن-أومشاو"، فإن العرقسوس يحتوي على نحو 400 من المكونات المختلفة.
أما مادة الجلسرهيزين ومادة حامض الجلسرهيزين المتوافرتان بكثرة في العرقسوس فتمنعان من تقليل الكورتيزون في الجسم، والذي يقلل من الالتهاب والألم المصاحب له والتورمات التي قد تحدث بعد الإصابة.